تخفض كبرى شركات النفط والغاز في العالم الإنفاق هذا العام، في أعقاب انهيار أسعار النفط الناجم عن هبوط الطلب، بسبب أزمة فيروس كورونا. وبحسب "رويترز"، أعلنت تسع شركات نفط كبرى، تخفيضات تبلغ 38 مليار دولار، بانخفاض 22 في المائة عن خطط إنفاقها الأولية التي كان يبلغ حجمها 175 مليار دولار. وخفضت "إكسون" أمس، ميزانيتها لعام 2020 بمقدار عشرة مليارات دولار إلى 23 مليار دولار. وخفضت "بي.بي" خطة إنفاقها لعام 2020 بنسبة 25 في المائة، وستخفض الإنتاج من نشاطها في النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة. نزلت أسعار النفط بأكثر من النصف منذ كانون الثاني (يناير) لنحو 34 دولارا للبرميل. وقال مستثمرون "إنه في حال استمرار الأزمة الحالية لفترة طويلة فإن تخفيضات الإنفاق التي أعلنتها شركات النفط الكبرى قد لا تكون كافية للإبقاء على توزيعاتها دون أن يقود ذلك إلى زيادة مستويات الدين المرتفعة بالفعل". وبلغ الدين المجمع لشركات شيفرون وتوتال وبي.بي وإكسون وشل 231 مليار دولار في نهاية 2019، وهو يقل طفيفا عن 235 مليارا في 2016 حين هوى سعر الخام دون 30 دولارا للبرميل. إلى ذلك أكدت مصادر تجارية أمس، أن المتعاملين الذين يسعون إلى تخزين النفط علقوا خططهم هذا الأسبوع بعد أن صعدت عقود أقرب استحقاق لخام برنت مقارنة بعقود الأشهر التالية، ما يجعل التخزين غير ذي جدوى اقتصادية، رغم فرط الإمدادات في السوق. وقفزت أسعار خام برنت لعقد أقرب استحقاق منذ يوم الجمعة الماضي على خلفية توقعات بأن السعودية وروسيا ربما تبرمان اتفاقا لخفض الإمداد ودعم الأسعار. وبحسب "رويترز"، قال أشوك شارما العضو المنتدب لشركة بي. آر. إس باكسي لسمسرة السفن في سنغافورة "الطلب ينهار والعرض ينهمر، السوق انفصلت تماما عن بديهيات العرض والطلب". وتقلص الهامش بين سعر برنت في عقود أقرب شهر وعقود ستة أشهر بشكل حاد إلى خمسة دولارات للبرميل أمس، بعد أن بلغت في نهاية آذار (مارس) أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 13 دولارا. وعندما تكون أسعار التسليمات الأقرب أقل من تسليمات الشهور التالية، فإن المتعاملين يتشجعون على بيع النفط آجلا للاستفادة من السعر الأعلى. لكن أحد المصادر قال "إن الهامش الحالي غير كاف لتغطية تكاليف الشحن لناقلات الخام العملاقة، التي بلغ أحدث سعر لاستئجارها 69 ألف دولار يوميا لستة أشهر، أي نحو دولار للبرميل في الشهر".
مشاركة :