أغنية «لمعلّم» للمغربي سعد لمجرد تعبير ناجح عن أحلام جيله

  • 6/17/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن يعلم ربما الفنان المغربي سعد لمجرد أن الأغنية التي أطلقها مطلع الشهر الماضي، ستنقله من مرحلة فنية إلى أخرى، بعد ما حققته من نجاح، إذ تخطت نسبة مشاهدة «لمعلم» على «يوتيوب» أكثر من 50 مليون مشاهدة، ما أدخله موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. ويحتل العمل المرتبة الثانية عربياً بعد أغنية «بشرة خير» للإماراتي حسين الجسمي والتي تخطت مشاهدتها الـ90 مليوناً، ولا يزال سعد يملك الوقت الكافي لتخطي «بشرة خير» في غضون أسابيع، ويحتل المرتبة الأولى عربياً في نسبة المشاهدة. ولكن لماذا تأخر سعد لمجرد في تحقيق هذا الانتشار العربي الكبير؟ تعرف الجمهور على الشاب المغربي حين شارك في برنامج الهواة «سوبر ستار»، وتميز بحضور محبب وصوت قوي لكن حنون في الوقت ذاته. ولفتت طبقة صوته لجنة الحكم، ولقّبه الياس الرحباني آنذاك بـ «خوليو العرب». لكن رحلة لمجرد لم تبدأ من البرنامج، إذ منذ نعومة أظافره وهو يتعلم الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى بالمغرب، وهو ابن الفنان البشير عبدو والممثلة نزهة الركراكي. كل هذه العوامل، ساعدت في تكوين وعي لمجرد الفني. لكن هذه الموهبة لم تلق من يدعمها، خصوصاً أن شركات الإنتاج في العالم العربي، باتت تعتمد قواعد معينة في دعم الفنانين، ومنها الاحتكار أو التحكم والتدخل في القرارات الفنية، أو حتى التعتيم لمصلحة نجوم الصف الأول. احتل لمجرد المرتبة الثانية في «سوبر ستار»، ولاقى نجاحه صدى طيباً في بلاده، وشكل حالة شبابية متميزة، لكنها لم تستمر طويلاً بسبب غياب الإنتاج، وقلة الحيلة. قدّم بعض الأعمال التي نالت شهرة محلية، لكنها لم تلق انتشاراً واسعاً، إلى أن قدّم أغنية «إنت باغية واحد» التي انتشرت انتشاراً واسعاً في الخليج العربي، فتغيرت الأمور وازداد الطلب على الفنان الشاب الذي تابع دراسته في الولايات المتحدة، وعاش نحو 10 سنوات في نيويورك. من يشاهد كليب «لمعلم»، يلاحظ نبض الشباب في الأغنية، فلمجرد يعبر فيها عن مفردات الجيل الذي ينتمي إليه، محاولاً التحدث عن طموح أبناء جيله وأحلامهم. لا يدعي ولا ينافق، ولا يطلب حباً مستحيلاً، كما يروّج العديد من الأغاني التجارية. واللافت في الأمر أن لمجرد، تمسك بلهجته المغربية، محاولاً الانطلاق منها إلى الانتشار العربي، وليس كما فعل كثير من الفنانين المغاربة الذين أهملوا لهجتهم وتوجهوا إلى الغناء باللهجة المصرية أو الخليجية أو اللبنانية، وخير مثال على ذلك ما فعلته سميرة سعيد وجنات اللتان انطلقتا من مصر. راهن الفنان الشاب على نجاحه بمفرداته الأصلية، وأفكاره المغربية، هو الذي عاش فترة من حياته في الولايات المتحدة، لكنه لم يتأثر بالحلم الأميركي، بل حزم أمتعته وعاد إلى وطنه ليؤسس نهجاً جديداً في الأغنية المغربية الشبابية. وانطلاقاً مما تقدّم، راعى لمجرد ما بدأه خلال مسيرته الفنية، فاستوحى كليب الأغنية من عادات المغاربة وتقاليدهم، وارتدى الراقصون الزي المغربي خلال الرقصات. والجميل في الأمر أن نجوماً عرباً عبروا عن إعجابهم بالأغنية، كالمصرية شيرين عبدالوهاب والإماراتية أحلام، فكتبتا جملاً مشجعة على مواقع التواصل الاجتماعي للفنان المغربي الشاب. صورت الأغنية في المدينة الحمراء وهي عبارة عن لوحة فنية تتخللها أجواء احتفالية خلابة بألوان مشرقة إلى جانب لمسة تقليدية من حيث الملابس والديكور، كل ذلك في قالب يتضمن مشاهد فنية مثيرة معتمدة على الإنارة القوية وتقنيات تصوير عالية ومتطورة. والعمل من كلمات الفنان جلال الحمداوي وألحانه وتوزيعه، وإخراج أمير الرواني. وكرّمت الدّورة الـ15 من «الموريكس دور» سعد لمجرد على تميّزه وخروجه عن كل ظواهر النجاح المتعارف عليها في العالم العربي ووصوله إلى لقب سفير الأغنية الشبابية في الشرق الأوسط.

مشاركة :