افتتح رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة خالد بن ابراهيم الفضالة امس الثلاثاء ندوة بمقر المركز حول الاتفاق النووي الايراني، بحضور عدد من الباحثين والمفكرين المهتمين بالشأن الايراني. وقال الفضالة في كلمة أمام الندوة انه على الرغم من ما تواجههُ دول مجلس التعاون من تحديات أمنية غير مسبوقة على المستوى الإقليمي، فإن أخطر تلك التحديات ما يتعلق بإعادة تشكيل المعادلة الإقليمية الأمنية، التي من أبرز ملامحها التقارب الإيراني الغربي. وأشار الفضالة إلى أن دول مجلس التعاون لم ولن تعارض إنشاء أو تطوير أي طرف إقليمي للطاقة النووية للأغراض السلمية، ولكن يتعين أن تكون مثل هذه المشاريع تحت رقابة الجهات الدولية المعنية، وعلى رأسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ضمن الشفافية الكاملة في مثل هذه الحالات، وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي لطالما طالبت بتسوية الملف النووي الإيراني من خلال الوسائل الدبلوماسية، وهو ما يتسق مع مبادئ السياسة الخارجية لدول المجلس، فضلاً عما عانته هذه الدول من آثار الحروب التي شهدتها منطقة الخليج العربي. وأضاف لا تتمثل مخاوف دول مجلس التعاون في الاتفاق النووي بحد ذاته، وإنما فيما قد يفرزه هذا الاتفاق من آثار أمنية وسياسية واقتصادية على دول المجلس التعاون، الأمر الذي يتعين معه أن تكون لدى دولنا خيارات استراتيجية متنوعة إزاء هذا الاتفاق، وخاصة أنه لا تزال لدى دولنا قضايا شائكة مع الجانب الإيراني ليس أقلها التدخلات الإيرانية في شؤون دول مجلس التعاون عموماً، ومملكة البحرين على نحو خاص، فضلاً عن تنامي النفوذ الإقليمي لإيران في دول الجوار الجيو-استراتيجي وهو ما تؤكده شواهد عديدة. وأكد أنه ضمن اهتمام مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة برصد ودراسة القضايا الإقليمية ذات الطابع الاستراتيجي، تأتي أهمية عقد هذه الندوة لمناقشة الاتفاق النووي الإيراني من أبعادٍ مختلفة، والتي تعد ضمن النقاشات الاستباقية لإحدى قضايا الأمن الإقليمي التي سيكون لها تداعيات بالغة الأثر على توازن القوى في منطقة الخليج العربي.
مشاركة :