الألم عندما يصبح أملا

  • 6/17/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الأكيد أن أحداً لا يشعر بخطورة القيادة غير الآمنة أكثر من الذين تضرروا منها، ولا يشعر بلوعة الفقد إلا من جربه، ولا يشعر بالألم إلا من فقد حبيبًا، وهو ما دفع في النهاية إلى تأسيس «لجنة أمهات وأهالي الضحايا في المنطقة الشرقية»، فالألم الذي يصيبنا نتيجة فقد أخ أو ابن أو أب أو زوج في حادث مروري يمكن أن يتحول إلى دافع لعمل توعوي مجتمعي يجنِّب أُسراً أخرى خوض التجربة القاسية. لقد بدأت فكرة تأسيس اللجنة من الأسرة، بل من المرأة تحديداً، فقبل نحو ثماني سنوات لاحظت الأستاذتان نورة العفالق وسامية البواردي تكرار زيارات العزاء لصديقات ومقربات فقدن ذويهن في حوادث المركبات، فبحثتا إمكانية إطلاق مبادرة مجتمعية تروِّج للقيادة الآمنة، وتعتمد خصوصاً على الأمهات اللاتي مررن بتجربة الفقد باعتبارهن الأقدر على تنبيه المجتمع إلى حجم المشكلة، واللافت للنظر أن الفكرة وجدت رواجاً بين أفراد المجتمع حتى باتت اللجنة تضم اليوم أكثر من 200 عضو وعضوة. وحينما نقترب أكثر من عمل اللجنة نجد أنها تنظر إلى ثقافة الفوضى والتهور في القيادة باعتبارها العدو الأول للسلامة على الطرق، وأن نزيف الدماء سيستمر إذا لم تتغير النظرة المجتمعية للأنظمة، وهو ما يعمل عليه الأعضاء الآن. وتركز اللجنة على توعية فئات المجتمع عامة، وطلاب المدارس «سائقي المستقبل» بشكل خاص، حيث قامت اللجنة بتوزيع دليل «تعليم سلوكيات القيادة» على مدارس البنين الابتدائية في المنطقة الشرقية، كما قررت تدريب معلمة من كل مدرسة للبنات بحيث تكون مسؤولة عن نشر الوعي المروري بين زميلاتها وطالباتها، وتنظيم ندوات توعوية تشارك فيها أمهات الطالبات. وإيمانًا برسالة ورؤية وأهداف «لجنة أمهات وأهالي الضحايا في المنطقة الشرقية» بادرت شركة «أرامكو السعودية» مشكورةً بإقامة برامج تعريفية تستهدف الموظفات الحكوميات؛ بغرض تأمين كادر نسائي داخل كل مؤسسة يتولى التوعية بالسلامة المرورية بإشراف مباشر من عضوات اللجنة. نحن بحق أمام تجربة مجتمعية رائدة، تؤدي فيها الأسرة دوراً محورياً يعزز مبدأ أن العمل التوعوي يمكن أن يبدأ من الأسرة وينتهي إليها، وهي المحرِّك الأساسي والحاضنة المثلى للمبادرات التي تبدأ بألم وتنتهي بأمل. عضو مجلس إدارة جمعية سلامة

مشاركة :