أكد معالي الدكتور عادل الجبير وزير الخارجية أمس أن أمر إيقاف إطلاق النار في اليمن بيد الحوثيين ولكن المؤشرات واضحة جدًا بأنهم لا يرغبون في شي اسمه وقف إطلاق النار بل يرغبون في استغلال أي هدنة لتحقيق مكاسب على أرض الواقع وقال لـ المدينة: عندما تحولت عاصفة الحزم إلى إعادة الأمل كانت التحركات العسكرية تقول نتيجة للعدوان أو التحركات من قبل الحوثيين وحلفائهم فالحوثيون هم الذين يقومون بأعمال عدوانية وهم من يحرك السلاح والصواريخ وهم من يشكل خطرًا ويضرب المدن في المملكة العربية السعودية فعملية إيقاف النار وإطلاق الهدنة في يدهم فنحن لم نلاحظ من الحوثيين أي رغبة في وقف إطلاق النار بل العكس عندما كانت الهدنة الانسانية قائمة لمدة ستة أيام تقريبا لاحظنا أنهم استغلوها للاستيلاء على المساعدات الانسانية وتعزيز مكانتهم على أرض الواقع وتحريك سلاحهم من مناطق إلى مناطق أخرى والاستيلاء على مدن وقرى في اليمن فهذه جميعها مؤشرات واضحة لرفضهم لوقف إطلاق النار. وحول العقوبات المفروضة على الحوثيين وعلي عبدالله صالح قال الجبير إن العقوبات المفروضة الآن شديدة جدًا وهناك مسؤولية على المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي على فرض وتطبيق قرار مجلس الأمن ٢٢١٦، وقال لا استبعد أن الحوثيين هم الطرف الذي يرفض تطبيق هذا القرار الدولي. وذكر الجبير أن الحظر الجوي والبحري على اليمن مستمر ويتم تفتيش جميع الطائرات والسفن التي تصل وتغادر اليمن لضمان خلوها من السلاح والعناصر البشرية التي من الممكن أن تساعد الحوثيين أو حليفهم على عبدالله صالح وقال الحظر مستمر وموصى عليه في قرار مجلس الأمن ٢٢١٦. وكان وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير قد أكد أن الأمة الإسلامية قلقة من استمرار وإزدياد معاناة الشعب اليمني نتيجة إنقلاب ميليشيات الحوثي على السلطة الشرعية، بدعم حليفهم علي عبدالله صالح، وبتحريض مكشوف من قوى إقليمية دأبت على التدخل في شئون دول المنطقة، وعلى اشعال نار الفتنة الطائفية، من أجل فرض هيمنتها وبسط نفوذها..وشدد على أن المملكة من دعاة السلام، وتدعم جميع الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية، وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، وترفض بشدة أي تدخل خارجي في شؤون اليمن. وقال في كلمة ألقاها في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي الخاص باليمن الذي انعقد في جدة أمس: إن هذا الاجتماع المخصص لبحث تطور الأزمة في الجمهورية اليمنية الشقيقة يأتي بعد أقل من شهر على انعقاد الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء الخارجية في دولة الكويت الشقيقة، وبعد أقل من أربعة أشهر على اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة، التي انعقدت أيضًا من أجل بحث الأزمة في اليمن. ولعل تواتر الاجتماعات يعكس قلق الأمة الإسلامية من الوضع في اليمن. وأضاف: إن المملكة التي يربطها باليمن أواصر الدين والرحم، وتشارك اليمن في حدود طويلة، قد تعاملت، وأشقاؤها دول الخليج العربية، منذ بداية الأزمة، بمسؤولية كبيرة، ووفقًا لمبادئ حسن الجوار، وميثاق الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، لاحتواء النزاع وحقن دماء اليمنيين .وقدمت دول الخليج العربية المبادرة الخليجية التي أسست لعملية الانتقال السياسي والحوار الوطني،غير أن انقلاب الحوثيين على السلطة، بدعم حليفهم علي عبدالله صالح، وبدعم وتحريض من قوى خارجية، أدى إلى تفاقم الأزمة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن. وأوضح أنه أمام هذه التطورات الخطيرة، ما كان للمملكة وتسع دول أعضاء في هذه المنظمة، إلاّ أن تستجيب لنداء فخامة الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي، لإنقاذ اليمن وعودة الشرعية من خلال عملية عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل،ولعودة الأمن والاستقرار لليمن، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، مكونات وأطياف الشعب اليمني كافة لحضور مؤتمر الرياض من أجل الاتفاق فيما بينهم، وبشكل سلمي، كما وجه حفظه الله بتقديم مساعدات إنسانية سخية للأشقاء في اليمن.وشدد وزير الخارجية على أن المملكة العربية السعودية من دعاة السلام، وتدعم جميع الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية، وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، وترفض بشدة أي تدخل خارجي في شؤون اليمن دون طلب من حكومته الشرعية، سائلًا الله سبحانه وتعالى أن ينعم على اليمن وشعبه الشقيق بالأمن والاستقرار، وأن يوفقنا جميعًا لخدمة شعوبنا. من جهته أكد الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادي أنَ المليشيات وحلفاءها في اليمن والخارجِ يريدونَ استخدامَ اليمن لإقلاقِ المنطقةِ والأمنِ والسلمِ الدوليين .وأضاف في الجلسة الافتتاحية للاجتماع :» لقد أدمَنت تلك المليشيات العنف والدَّمار واجتياحَ المحافظات،فذهبت تلك المليشيات الانقلابية الدموية لتقود عدوانًا» دمويًا» لاجتياحِ محافظاتِ تعزَ ولحج والضالع وشبوه وابين وقَبلها صعدةَ وعمران والبيضاءَ ومأرب والجوف والحديدة وأخيرًا مدينةُ عدن الباسلة، فسفكتِ الدماء وأزهقتِ الأرواحَ منها الأطفال والنساء والشيوخ،وعبثت بالمؤسساتِ والمنشآتِ، وقصفت المستشفيات وفجرت البيوت الامنة، وأوجَدتْ فوضى عارمة استهدَفت أمنَ واستقرارَ وسكينةَ أبناء الشعب في معظمِ محافظاتِ الجمهورية « . وأشار الى انه نتج عن هذا العدوان حالة إنسانية كارثية كبيرة، بل وراحت تلك العصابات الى أبعد من ذلك فمنعت جهود الإغاثة الإنسانية بدوافع انتقامية .وأكد ان أبناءَ شعبنا اليمني العظيم بشبابهِ ورجالهِ ونسائهِ جَابهوا ذلكَ العدوان والانقلابَ في كُلِّ المحافظات.وأعرب هادى عن شكر اليمن لمنظمة التعاون الإسلامي وقادة وشعوب الدول الأعضاء على حرصهم وتضامنهم مع الشعب اليمني ودعم شرعيته ووحدته وأمنه واستقراره، الأمر الذي يتأكد اليوم بتلبيتهم لدعوة الجمهورية اليمنية إلى عقد هذا الاجتماع الاستثنائي الخاص باليمن الذي يلتئم في هذه الأيام المباركة بمشاركة هذا الجمع الكريم وعلى رحاب هذه الأراضي الطاهرة. وقال :» كَما تَعلمون جيدا، فلقدّ سَلكنّا في اليمن طريقَ الحوارِ وعقدّنا مؤتمرًا وطَنيًا شاملًا في مارس 2013م، بمشاركةِ كلِ الأحزاب والمكوناتِ السياسيةِ اليمنية بأطيافها المختلفة، ووصلنا إلى توافقٍ على مخرجات مؤتمرِ الحوارِ الوطني الشاملِ في يناير 2014م، واعتَقدنا بأننا قَد تجاوزنا كثيرًا من الصعاب بعدَ الانتهاءِ من إعداد مسودةِ الدستورِ للدولةِ اليمنيةِ الجديدة، إِلا أنَ أبناء شعبنا فوجئوا مجددًا بأن القوى الظلامية عادت مرة أخرى لتجرّ البلدَ إلى الخلفِ متحديةً بذلك الإرادةَ الشعبية وقراراتِ الشرعيةِ الدولية، فقادت عملية انقلابية مكتملة البنيان، فعَملت على اجتياح وعسكرةِ العاصمةِ صنعاء وكذلك العديدِ من المحافظات ومؤسسات الدولة ومعسكراتها وعملت على محاصرةِ قياداتِ الدولةِ العُليا «. وأضاف:» أننا ندرك جيدًا بإن نتائج الحروب والصراعات كارثية ومأساوية ومدمرة، وإيماننا بذلك جعلنا نتعاطى بصبر عالٍ ومسؤولية كبيرة وحسّ وطني لأننا نعلم ان أول من يكتوي بنار الصراع هم أبناء الشعب المغلوب على أمرهم، وفي سبيل ذلك تحمّلنا وصبرنا وتجاوزنا، وحاولنا إرساء ثقافة الحوار لا ثقافة الاستقواء بالسلاح، وفي كل محطة كنا نرى بارقة أمل تلوح في الأفق لتخليص شعبنا من ويلات الصراع نتمسك بتلك البارقة ما استطعنا،فتحاورنا لمدة عام كامل،وتمخض هذا عن وثيقة جامعة شاملة هي وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ثم عقد مؤتمر الرياض في السابع عشر من مايو برعاية مجلس التعاون الخليجي - صاحب المبادرة الخليجية،وحضرته غالبية أطياف العمل السياسي ماعدا القوى الانقلابية، ليمثل ذلك اصطفافًا وطنيًا كبيرا .وأكد رئيس الجمهورية ان مؤتمر الرياض خرج بوثيقة تاريخية عرفت بإعلان الرياض، والذي أصبح أحد المرجعيات الأساسية والرئيسة لأي مشاورات و خارطة طريق واضحة ومحددة ومجمع عليها «. و أوضح أن وفد الحكومة الذي ذهب الى جنيف هذا الأسبوع في محطة أخرى على أمل ان تسهم مشاورات جنيف في رفع المعاناة عن أبناء شعبنا من خلال انصياع مليشيات الحوثي وصالح لاستحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦،رغم علمنا ان تلك العصابات لا عهد لها، إلا أننا تعاطينا بحرص فأوفدنا ممثلي الحكومة الى جنيف. وقال فخامته:» لقد ذهب وفد الشرعية مسلحًا بصمود وتضحيات شعبنا الأبي ومقاومته الباسلة، ومستندًا الى مرجعيات واضحة ومحددة لا انتقاص منها أو نكوص عنها، وتلك المرجعيات ممثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومؤتمر الرياض وقرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦. وأضاف: «وهنا فإنني أتقدم نيابة عن الشعب اليمني بجزيل الشكر والعرفان لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود ولكافة اخوانه قادة دول مجلس التعاون والتحالف العربي والإسلامي الذي وقف مساندا للشعب اليمني في محنته هذه، فكانت عاصفة الحزم وإعادة الأمل،عنوان التعاضد والتكاتف الأبرز مع شعبنا ووطننا، ولن ينسى أبناء شعبنا اليمني العظيم تلك الوقفة الشجاعة والنبيلة والصادقة «. ودعا رئيس الجمهورية الدول الشقيقة والصديقة الى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لليمن، وقال :» إننا نتطلع الى مزيد من الاهتمام والرعاية للجانب الإغاثي والإنساني، فمعاناة شعبنا تتعاظم وتكبر، وباتت تقلقنا كثيرًا « . وأكد رئيس الجمهورية على الموقف المبدئي والثابت للجمهورية اليمنية في التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريـف. كما أكد دعم اليمن لاتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وثمن عاليًا دور جهود منظمة التعاون الإسلامي على صعيد القضية الفلسطينية وحرصها على رفع علم المنظمة على أرض فلسطين من خلال مكتبها المرتقب افتتاحه في مدينة رام الله وكافة جهودها في خدمة القضية الفلسطينية . وثمن رئيس الجمهورية عاليًا كافة الجهود التي تبذلها منظمة التعاون الإسلامي لتحقيق الأمن والإستقرار والحفاظ على سيادة وإستقلال الدول الأعضاء والإسهام في الحفاظ على الأمن والسِلم الدوليين وذلك من خلال اللجان والمبادرات والمساعي الحميدة التي يبذلها الأمين العام للمنظمة لحّل قضايا النزاعات في العالم الإسلامي وتعزيز التعاون بين دول المنظمة في مختلف المجالات. وقال:» تتأكد اليوم وأكثر من أي وقت مضى حاجة الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى التصدي إلى كافة أشكال الغلو والتطرف والفكر الضال ومحاربة السياسات الطائفية والفتن المذهبية - الإقصائية التي برزت على المشهد السياسي وأدت إلى الفوضى العارمة التي يصعب السيطرة عليها وانعكست بالتهديد المباشر لأمن وسلامة واستقرار وسيادة العديد من الدول،مع تأكيد الحاجة إلى استيعاب كافة الأطياف والمكونات المجتمعية في إطار الشراكة والمشاركة الوطنية والمساواة الحقيقية في مستقبل بلدانهم دون تمييز أو إقصاء عرقي أو مذهبي«. ورحب الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي رئيس الاجتماع الاستثناي للمجلس الوزراي الاسلامي الكويتي بفخامة الرئيس هادى باعتباره رمز الشرعية الدستورية في اليمن . وأعرب عن تقديره تقدير وامتنانه للاستجابة السريعة لدعوة الجمهورية اليمنية الشقيقة لعقد اجتماع استثنائي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الأوضاع الراهنة في اليمن الشقيق، استشعارًا لخطورة المرحلة وادراكًا لأهمية تطورات الاوضاع هناك، ليس فقط على العالمين العربي والإسلامي وإنما على مختلف دول العالم بشكل عام. وقال : إن اليمن الشقيق لا يزال يشهد احداثًا أليمة متسارعة ساهمت بزعزعة أمنه وعبثت باستقراره، أدت الى الانقلاب على الرئيس ومؤسسات الدولة الشرعية، وشكلت هذه الاحداث تهديدًا مباشرًا لأمن واستقراراليمن والمنطقة جمعاء، فضلًا عن تهديدها للأمن و السلم الدوليين. واضاف: لم تكتفِ الميليشيات الحوثية والقوى المتحالفة معها بالعدوان على الشرعية اليمنية والعبث باستقرار اليمن، بل تعدت ذلك بالعدوان على المملكة العربية السعودية الشقيقة، مهددة أمن المملكة و سيادتها ووحدة وسلامة اراضيها. وجدد التأكيد على ضرورة التنفيذ التام والشامل لقرار مجلس الامن رقم 2216 والقرارات الأممية الأخرى ذات الصلة المبنية على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والتي تم التوافق عليها من جميع مكونات الشعب اليمني، وذلك حفاظا على وحدة البلد الشقيق وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية. واشاد بنتائج مؤتمر الرياض من اجل انقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية الذي عقد في الفترة من 17-19 مايو 2015 والذي اثمر عن إصدار وثيقة « إعلان الرياض» وأكد أن دولة الكويت ترحب وتدعم عملية اعادة الأمل للنهوض باليمن وإعادة حل الازمة اليمنية بالحوار الوطني الشامل، وإعلان الرياض من جانبه دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني الاجتماع إلى مصالحة وطنية شاملة عبر إستئناف العملية السياسية بمشاركة كافة الأطراف والقوى والأحزاب السياسية اليمنية في إطار مؤتمر الحوار الوطني الجامع والشامل لتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار كما دعا الى عقد مؤتمر انساني لمواجهة الازمة الانسانية التي يمر بها اليمن وقال ان هذا الاجتماع والأمة تواجه شرخا في بنائها، ومَزْقًا في نسيجها، وصدعًا في جسدها، وجرحًا ينزف من مقدراتها. وتتطلع شعوبنا ومجتمعاتنا ونخبنا، إلى قدرتنا على تناوله وإيجاد المخارج والحلول له، وينظر إلينا العالم إما مشفقًا على تجمّع لا يستطيع تضميد جراحه بيده، أو معترف بأن المنظمة كما هي التجمعات الدولية الأخرى، قادرة على أخذ زمام المبادرة فيما يخصّها من قضايا.
مشاركة :