أكد استطلاع رأي أجراه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» أن التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، كان لها أعظم الأثر في بث الطمأنينة والهدوء في أوساط المجتمع البحريني، وعززت الروح الوطنية الجامعة عبر تكامل الجهود الرسمية والأهلية، لمواجهة أزمة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19)، وأقرّ أكثر من 95 في المائة ممّن تم استطلاع آرائهم أن التوجيهات الملكية السامية أسهمت أيضًا، وبشكل كبير للغاية، في تعزيز ثقتهم بتخطي تداعيات هذه الأزمة العالمية.وأظهر استطلاع مركز «دراسات» والذي يُعد الأكبر من نوعه، وشمل عينة بلغت 10546 شخصًا من مختلف شرائح وفئات المجتمع، تأييدًا قياسيًا للإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها مملكة البحرين لمكافحة فيروس «كورونا»، وجهود فريق البحرين الذي يقوده باقتدار ونجاح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، للمحافظة على صحة وسلامة الجميع، إذ أفاد 87% من المستطلعين بتميّز الفريق الوطني للتصدى لهذا الوباء العالمي، كما اعتبر 95% من مجتمع الدراسة أنفسهم جزءًا من هذا الفريق.وبيّنت النتائج تأييد غالبية أفراد عينة الدراسة للإجراءات المتخذة لمكافحة انتشار فيروس «كورونا»، ومنها قرار تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية بنسبة 97%، وتأجيل السفر إلا للضرورة القصوى بنسبة 99%، وهي النسبة نفسها التي نالها قرار الحجر الصحي للقادمين من البلدان المنتشر فيها الوباء، فيما أيد قرار الحجر المنزلي لمدة 14 يومًا لجميع القادمين من السفر نحو 96%.وعلى صعيد متصل، أظهرت نتائج الاستطلاع نجاحًا كبيرًا للإدارة الإعلامية للحملة الوطنية لمكافحة فيروس «كورونا»، فقد أقرّ 90 في المائة بتميزها بالشفافية والوضوح، وسرعة التفاعل مع الأحداث، والمصداقية في الطرح، واعتمادهم على استقاء المعلومات منها بنسب مرتفعة. وأوضحت نتائج الدراسة وجود مستويات عالية من الوعي المجتمعي بأعراض وطرق انتقال فيروس «كورونا»، رافقها تغيرات في العادات والسلوكيات لمواجهة المرض، مثل التباعد الاجتماعي، واستعمال المعقّمات والكمامات، والابتعاد عن مراكز التجمعات، وتجنب مخالطة الآخرين، والحرص على إعداد الوجبات في المنزل، وغيرها من العادات الصحية، ما يعكس كفاءة الحملة الوطنية في تحقيق استجابة مجتمعية كبيرة، وهو الأمر الذي يؤكده حرص أفراد العينة على إعادة نشر هذه المعلومات، وتداولها على نطاق أوسع.في المقابل، كشفت النتائج عدم تأثر بعض السلوكيات الاجتماعية بمعطيات الأزمة، منها شراء المنتجات الغذائية، والتسوق عبر الإنترنت من داخل البحرين، واقتناء الفيتامينات والمكملات الغذائية، وممارسة الرياضة في المنزل.من جانبه، أكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات» أن هذه الدراسة المسحية وغيرها من الدراسات والفعاليات البحثية والفكرية الأخرى تأتي تعبيرًا عن التزام المركز بدوره في عملية دعم صناعة القرار القائم على أرضية موضوعية، ومعلومات دورية حديثة، من خلال الالتزام بأدوات ومناهج البحث العلمي، والتجاوب مع نبض الشارع من منطلق الشراكة المجتمعية، مبينًا أن استطلاعات الرأي تشكل آلية مهمة للتعرف على آراء واتجاهات المواطنين، والوقوف على ملاحظاتهم وتطلعاتهم.
مشاركة :