كيف تتعايش مع أسرتك في الحجر المنزلي؟

  • 4/9/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مختصون على عدم فرض أي ترفيه على الأطفال في الحجر المنزلي، وأهمية تعاون الأسرة لتلافي أي صراعات خاصة مع كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وقالوا في حديث لـ «اليوم» إن المرحلة التي نعيشها هي نقطة تحول لا تقتصر على أحد بل تشمل الجميع، لذا يجب علينا المشاركة الاجتماعية لعبور هذه المرحلة.وضع جديدتقول الأخصائية الاجتماعية فضيلة الشويكي: نعيش حالة تكاد تكون جديدة لأغلب المواطنين، وهي طول ساعات البقاء في المنزل؛ مما يتسبب بتغيّر روتين الحياة للجميع، وهنا الفارق يكون أثره الأعظم على الرجل ثم المرأة والأطفال. نقول للرجل او المرأة خصوصًا كبار السن إنه من حق الطفل أن يعيش باللعب والتفريج عن حالة الكآبة التي يعيشها بسبب هذا الطارئ، وهناك طرق تبعد الإزعاج عن الجميع منها أن يتنازل الآباء أو الأجداد عن بعض لحظات الراحة في المجلس ويغيّروا مكان راحتهم بعيدًا عن الأطفال، وأن يشارك الآباء أو الأجداد أطفالهم بعض هذه اللحظات بالقصص القديمة والجميلة ويحكوا عن حياتهم القديمة وتخصيص أماكن للعب الأطفال بقدر الإمكان وتعليم الأطفال أمور دينهم ودنياهم استغلالًا للوقت، وعلى كبار السن أن يأخذوا راحتهم وتنظيم أوقات نومهم وعلاجهم حتى يكونوا في مزاجية جيدة وعلى أفراد العائلة أن يُخرجوا كبار السن من جو الوحدة والكآبة وتحسين أمزجتهم.معادلة الأسرةويقول مستشار العلاقات الاجتماعية أحمد الملا: يجب تفهّم أن الأطفال لديهم طاقة حركية وكونهم بلا مدارس أو خروج من المنزل فيجب أن ينفسوا عن طاقاتهم، فتراهم كثيري الحركة واللعب وربما الصراخ والإزعاج وربما نفسياتهم تتعب فيعبرون عن ذلك باختلاق المشاكل، وكبار السن بالعادة يحبون الأطفال ويلعبون مع أحفادهم في الأيام العادية، ولكن يجب أن نعي أن طاقة كبير السن في تحمّل إزعاج الأطفال محدودة، ولا يستطيع التحمّل طوال الوقت فيتضايق.وأوضح الملا المطلوب من الوالدين فهم هذه المعادلة وأن أطفالهم لديهم طاقة، وكل ما يحدث هو طبيعي لأنهم لم يجدوا طريقة لإخراج طاقاتهم الإ بالمنزل وأيضًا يجب أن يفهموا أن الأجداد طاقاتهم في التحمل محدودة. ولو فهم الوالدان طبيعة كل شخص طفل أو مسن وفهموا ماذا يريد كل واحد منهم وأداروا الأمور بالتوافق وتحقيق ما يحتاجه كل منهم فستكون فترة الحجر المنزلي من أروع الفترات وستزيد الألفة بين أفراد الأسرة.روتين يوميوقالت الأخصائي النفسي الإكلينيكي ريم مسلم: ازدادت الصراعات الأسرية بسبب اضطرار أفراد الأسرة للبقاء في المنزل، مع التعب من رعاية كبار السن والأطفال، والقلق بخصوص الدخل المادي، وغيرها من الهموم، ولتفادي هذه الضغوط يجب النظر للتجربة ككل بطريقة إيجابية واعتبارها فرصة لإدراك الجوانب التي كانت تحتاج للتحسن في حياتنا بالإضافة إلى قضاء وقت أكبر مع الوالدين والأطفال، ليس مهمًا أن تظهر بصورة المربي المثالي، ولا تضع توقعات مرتفعة لنفسك وتذكر أنك أيضًا تحت تأثير الضغوط وتشعر بالقلق.ويجب إنشاء روتين لأطفالك كوضع مجموعة من المهام لهم، بالإضافة إلى واجباتهم الدراسية، لإتمامها بحيث لا يشعرون بتغير في روتين حياتهم الأساسي.أخيرًا، خصّص وقتًا لنفسك لممارسة هواياتك، والتحدث مع أصدقائك، وخذ قسطًا من الراحة.تنمية الهواياتيقول المدرب والمستشار الأسري وليد الحسين: نضرب مثالين الأول بيت يسكنه أب وأم وأطفال تتفاوت أعمارهم من السنتين إلى الثانية عشرة وعددهم خمسة، الوالدان على مستوى علمي مناسب في فهم نفسيات أطفالهم، فهم يعيشون نوعًا من أنواع الاستقرار النفسي والروحي والانسجام.والثاني بيت بنفس المواصفات لكن الوالدين أقل تعليمًا وفهمًا لنفسية أبنائهم، حيث إنهم لا يفرقون بين الاحتياجات والرغبات الشخصية، ويفرضون عليهم أمورًا لا تتناسب مع احتياجاتهم ورغباتهم، فنصيحتي أوجهها إلى الآباء والأمهات بفهم احتياجات ورغبات كل طفل حسب العمر لكي يتم خلق مهارات لديهم يمارسونها في أوقات فراغهم، مثل القراءة والرسم والألعاب الذهنية والحركية.المواجهة الناعمةيحذر المستشار عبدالله الحوطي من فرض روتين معين على الأسرة من ناحية الترفيه المنزلي، ويقول أنصح بالبعد تمامًا عن جدول ثابت وفرض روتين معيّن، والبحث عن التنوع في أماكن الجلوس في المنزل ومشاهدة المسلي من برامج التلفاز والحرص تمامًا على عدم الإكثار من الأطعمة التي تسبب ارتفاعًا في مؤشرات الضغط والسكر، وإقامة المسابقات الجميلة من ألغاز وغيرها من الممكن أن تصنع الكثير من المرح والتسلية والحرص أيضًا على أداء الصلاة في جماعة سيشعرهم بالطمأنينة. ولذا أطلقت على هذه الحالة بالمواجهة الناعمة للأزمة.جدول زمنيوتقول الأخصائية الاجتماعية ريهام جعفر: يمكننا تفادي مشاكل الحجر المنزلي من خلال استغلال الوقت فيما هو مفيد، سواء للوالدين أو للأبناء، ووضع جدول زمني لكل يوم ويكون بالاتفاق بين الجميع ويسدد بعدم التهاون عن حضور أي فرد للبرنامج كبرامج تعليمية أو توعوية - مشاهدة أفلام سينمائية هادفة - قراءة كتب، والحوار حول ما يستفاد من الكتاب الذي تمت قراءته.وفي حال شعر أحد الأبوين بالانفعال تجاه الطفل، فمن الأفضل الابتعاد قليلًا عنه، وبعدها يمكن العوده للطفل والحوار معه، وتوجيهه بطريقه قصصية. كما يجب الاهتمام بكبار السن وصحتهم النفسية، وطلب النصيحة منهم وإشراكهم في بعض الأعمال التي يستطيعون القيام بها وإشراكهم في بعض المسابقات والبرامج الترفيهية سواء للكبار أم مع الصغار.قوانين منزليةويقول المشرف التربوي أحمد العوفي: من أساليب التربية الذكية القوانين المنزلية والتي توضع بالاتفاق مع أفراد الأسرة، وفي مثل هذه الحالة قد يصدر منهم ما يزعج الوالدين من أخطاء، إلا أنهم يعرفون العقوبات التي ستطبّق عليهم مسبقًا، مع ضرورة الابتعاد عن الضرب والسب. ‬وبالنسبة لكبار السن فيجب أن يكون جميع أفراد الأسرة حولهم وبدون أجهزة ذكية، مع الاهتمام بالألعاب الحركية والمسابقات الذهنية والابتعاد عن متابعة الأخبار السلبية عن كورونا.‪‬جوانب إيجابيةوتقول متخصصة التثقيف الصحي الإكلينيكي بمركز صحي وسط الجبيل موضي الحصين: المعروف عن كبار السن سرعة الغضب والشعور بالملل، لذا يجب إشراكهم في اتخاذ الحلول وعمل تمارين رياضية خفيفة برفقتهم وقضاء بعض الوقت معهم. ولا بد أن يخرج الوالدان الأطفال من دائرة الخوف وتبسيط الموضوع لهم، وإبعاد فكرة الحجر المنزلي وإبدالها بأنها إجازة، ووضع مؤقت وذلك من خلال إشغالهم وتحفيزهم من خلال إسناد بعض المهام لهم وتشجيعهم على فعلها واكتشاف مهارات الأطفال والاستفادة منها وتحفيزها وتطويرها في الجوانب الإيجابية.

مشاركة :