COVID19 يحول العالم إلى مجتمع افتراضي

  • 4/9/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

خلال العقود الماضية، كان الهجوم على نشطاء العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت بمثابة نبرة سائدة على لسان معظم المتخصصين حول العالم. ولكن ما كان يتم اعتباره قديمًا نوعًا من «الإدمان الإلكتروني» والكسل عن الانخراط في المجتمع الحقيقي أصبح الآن بمثابة «اختيار إجباري»، وذلك بعدما حول فيروس كورونا كل شيء في مجتمعنا، وقلب الآية ليصبح العالم الافتراضي هو مناخ العمل الصحي، والواقع الحقيقي بيئة لا يجب الاحتكاك بها.. وعن هذا الموضوع تحدثت مواقع وصحف الإعلام الدولي العامة والمتخصصة، راصدة مظاهر التحول الرقمي في كافة المجالات حول العالم.. كالآتي:موظفون إلكترونيونفي البداية، تؤكد شبكة فوربس العالمية أن أبرز مظاهر التحول الرقمي في عصر الكورونا هو اتجاه العديد من القطاعات الاقتصادية والشركات بمختلف أحجامها إلى تبنّي فكرة عمل الموظفين من المنزل، تجنبًا لمخاطر التزاحم وتفشي الفيروس في بيئة العمل.وتقول الشبكة إن تلك التجربة حققت نجاحًا في مهام بعينها، والتي غالبًا ما تكون متصلة بالعمل المكتبي، حيث اعتمد الموظفون طرقًا جديدة في التواصل عبر الاعتماد على برامج وتطبيقات بعينها مثل منصة زووم Zoom الرقمية، وسكايب Skype، وجو ميتنج Go meeting.وقالت معلق الشبكة: «أزمة كوفيد-19 أبرزت أهمية التحول الرقمي اليوم، وطرحت إستراتيجيات وفكرًا جديدًا كليًا، مثل سياسات التباعد الاجتماعي، والعمل من المنزل والانعزال عن طريق استخدام أماكن سكننا كملاجئ مؤقتة، مما فرض حلول التحول إلى العالم الرقمي وخدماته الإلكترونية، والتي ستستمر معنا طالما استمرت مخاوف الفيروس».وأوضحت الشبكة أن معظم الشركات باتت تشجع موظفيها على العمل من المنزل، رغم الأضرار الاقتصادية الكبيرة التي قد تتعرض لها، وهناك أكثر من 62 % من العمال في المملكة المتحدة وقرابة الـ71 % من العاملين بالمكاتب في الولايات المتحدة أمسوا يتعاملون مع الحلول الرقمية المعززة كبديل متقدم لضمان استمرار دورة العمل.تعزيز الأعمالعلى الجانب الآخر، أوضحت شبكة «آي سي أو» الإلكترونية المتخصصة، أن التحول الرقمي ساهم في تعزيز الأعمال في مجموعة من المجالات، خاصة تلك التي تستخدم التقنيات الرقمية في بناء العمليات التجارية الجديدة، أو التعديل على نموذج الأعمال الموجود مسبقًا، كما ساهم في تبسيط الإجراءات، وتوفير سهولة الوصول للمعلومات، وتلبية للمتطلبات المتغيرة، والتماشي مع تقنيات التكنولوجيا الحديثة، والقدرة على التعامل مع الزبائن الرقميين.ولفتت الشبكة إلى أن العديد من الشركات أطلقت مبادرات رقمية تماشيًا مع الوضع الجديد الذي فرضته عليها مخاوف الفيروس، كما أصبحت خدمات الحكومات الإلكترونية، وطرق السداد الإلكتروني، مشهدًا متكررًا في مختلف المؤسسات. وقالت آي سي أو: «يفرض التكيف المستمر مع متطلبات العملاء وتغيّرات السوق على المؤسسات، إدخال التقنيات الرقمية على نموذج أعمالها الحالي، تبعًا لتخصصها ونوع عملها، وذلك بدءًا من الحضور على مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام تطبيقات الجوال والحوسبة السحابية، وصولًا إلى أمن المعلومات، وتحليل البيانات، والخوارزميات المتقدمة، والواقع المعزز، والذكاء الاصطناعي، والطباعة ثلاثية الأبعاد، ومنصات إنترنت الأشياء وغيرها من الوسائل فائقة التطور».وأضافت: «التوجّه العالمي كله الآن يتماشى مع الخدمات الإلكترونية، فيما يخص عمليات البيع والشراء والوصول إلى الخدمات الأساسية منها أو التعليمية والترفيهية».وأشاد الموقع بما سمّاه «الشركات الأكثر ذكاء»، وهي التي نجحت في استشراف المستقبل قبل الأزمة بوقت طويل، ووضعت بدائل رقمية ضمن إدارة المخاطر، وسلّحت نفسها بأحدث الوسائل.فرصة ذهبيةوفي سياق متصل، رصد موقع فيوتشرام تكنولوجي التقني المتخصص، 3 إيجابيات رقمية لانتشار فيروس كورونا، مشيدًا بـ«ثورة الاعتماد الرقمي» التي نتجت عن الفيروس في مختلف دول العالم، وتلك الإيجابيات هي:أولًا: إعادة النظر في خطط التحوّل ورفع مستوى البنية التحتية الرقمية، وتوظيف المهارات الجديدة من أجل الحصول على فرصة أفضل للتنافس في ظل الوضع الجديد، حيث أصبح من العاجل تطوير الأفكار التقليدية وتحويل الخطط الإعلانية والتسويقية الكلاسيكية إلى خطط أكثر رقمية وتفاعلية مع الأحداث الطارئة، بدلًا من السير على خطة واحدة ثابتة.ثانيًا: الكشف عن قدرة الشركات على التعامل مع الطلب الإضافي على الخدمات الرقمية ودرجة مرونتها في اتخاذ قرارات التحوّل الرقمي أو القيام ببعض التحسينات التكنولوجية بحسب قدرتها المتاحة.ثالثًا: تغيير سلوك المستهلك، وشد انتباهه إلى ميزات العالم الرقمي، فما عادت الشركات بحاجة لبذل جهد إعلاني كبير لجذب انتباه الجمهور إلى منصاتها الرقمية، خصوصًا فيما يخص عمليات الشراء والطلب والتفاعل الإلكتروني، فالفيروس تولى المهمة فور وصوله محولًا أنظار المستهلكين إلى الخدمات الإلكترونية، ومجبرًا الناس على التوجّه إلى البحث والاستثمار فيها، مع زيادة فترة الجلوس أمام الشاشات الصغيرة.واختتم الموقع بقوله: «ما يحدث الآن من صب تركيز كل الجمهور في كل دول العالم في نفس الوقت على المنتجات المعروضة رقميًا؛ هو فرصة ذهبية قد لا تتكرر مجددًا بهذا الشكل المثالي».أكبر المستفيدينمن جانبه، سلّط موقع إينفورمايشن إيدج الضوء على أكبر المستفيدين من الأزمة الحالية في قطاع الأعمال مؤكدًا أن هناك 5 فئات رئيسة استفادت بشدة من المتغيّرات التي فرضها فيروس كورونا على قطاع الأعمال، وتلك المجالات أو الفئات هي: التسوق والتنظيف والصحة والترفيه والتعليم.وخصّ الموقع قطاعين - على وجه التحديد- بالذكر متوقعًا تحقيقهما للاستفادة القصوى من وراء أزمة فيروس كورونا المستجد، وهما: «قطاع الاتصالات»، و«التسويق الرقمي»، حيث تضاعف الطلب على الأول بنسبة تفوق الـ300 % حول العالم، بسبب سياسات التباعد الاجتماعي والحظر المفروض على أفراد الأسر، والذي يحد إمكانية تواصلهم بكل الوسائل تقريبًا عدا استخدام شبكات الهاتف المحمول والتواصل الإلكتروني بتقنية الفيديو.وقال الموقع: «حققت غالبية شركات الاتصالات أرباحًا غير مسبوقة، بسبب الحظر، واتساع المسافات بين العاملين في المكان الواحد وحتى داخل أفراد نفس الأسرة».أما المجال الثاني وهو «التسويق الرقمي» وبصفة خاصة في قطاع التجزئة، فقد عجّل انتشار الفيروس ما كان خبراء الاقتصاد يتوقعون حدوثه خلال العقدين المقبلين من اقتصار أو تمركز الطلب على التسوق الرقمي فقط، بمنأى عن المتاجر التقليدية، التي تحقق الآن خسائر فادحة في ظل الأزمة.ونوّه الموقع إلى أن حكومات بعض الدول باتت تفرض «التسوق الرقمي فقط للبضائع والمنتجات» كأحد شروط الحظر الكلي الموجود فيها، مما ضاعف الطلبات بشكل غير مسبوق عبر القنوات الإلكترونية.وفي أسبوع واحد ارتفعت حصيلة مبيعات أمازون Amazon في المملكة المتحدة بنسبة 560 % لمعقمات اليدين، وزاد متوسط السعر 128 %. وزادت مبيعات قناع الوجه بين 12 فبراير إلى 12 مارس بنسبة 335 %، كما ارتفعت مبيعات ورق التواليت بنسبة 311 % في الفترة بين 19 فبراير و12 مارس.واختتم معلق الموقع: «لكن العيب الوحيد في التسوق الرقمي هو عدم استعداد أكثر من 90 % من الشركات لكل هذا الضغط الهائل في نفس الوقت على الطلب الإلكتروني، وفي آخر مرة حاولت طلب مشترياتي من أمازون، قال الموقع إن موعد التسليم المتوقع لن يكون قبل 15 أبريل المقبل؛ بسبب الضغط الشديد على طلب المنتجات نفسها تقريبًا - المنظفات والأطعمة- في ذات الوقت».تعليم وبنوكأيضًا من المستفيدين، ولكن بشكل غير مباشر من أزمة فيروس كورونا، قطاعا التعليم والصيرفة، فبالرغم من الضرر الملموس حول عدم قدرة بعض الطلاب على متابعة دروسهم بالطريقة المباشرة، إلا أن كوفيد-19 عرض تطبيق تجربة التعلم عن بُعد بطريقة وحجم لم يكن من الممكن تصوره من قبل.وحسب موقع وارك نيوز الأمريكي، بدأت أكثر من 75 جامعة ومعهدًا داخل الولايات المتحدة وحدها في عرض المحاضرات عن بُعد، واستخدام تقنيات الهولوجرام والأشكال ثلاثية الأبعاد في شرح الدروس للطلاب، مستخدمة الإمكانات الفائقة التي وفرتها شركتا مايكروسوفت Microsoft وآي بي إم IBM لتحقيق ذلك الغرض.وأكدت أكثر من 44 جامعة ومعهدًا في استقصاء أجراه الموقع أنها تنوي تبنّي هذه التقنيات الرقمية كوسائل تعليمية معتمدة حتى بعد انتهاء الأزمة، وذلك لما أثبتته من جدارة في شرح المناهج بسهولة وسرعة وواقعية أكبر من طرق التدريس التقليدية.أما قطاع البنوك فتساوت الأضرار، والفوائد بنسبة 50 إلى 50 % تقريبًا - حسب وصف الموقع-. فرغم تضرّر القطاع من تراجع حركة المشاريع التي تموّلها البنوك، وعمليات السحب الكبيرة التي أجراها كثير من العملاء بسبب الشعور بالخوف الناتج عن الأزمة وأبعاده المستقبلية، والاضطراب النقدي فيها. إلا أن الأزمة خلّفت مزايا غير متوقعة على غرار تبنّي العملاء سياسات نقدية رقمية متطورة، وتقليص الازدحام في مقرات البنوك، مما يترتب عليه بالضرورة قلة ميزانيات الإنفاق، إضافة إلى توفير وصول سهل إلى خدمات مالية رقمية غير مسبوقة عبر ماكينات السحب التابعة لكل مصرف.أنظمة فائقةوفي النهاية، يؤكد موقع إنفورماتيكا التقني المتخصص أنه بعد انتهاء هذه الأزمة لن تكون سلوكيات الجمهور أو قنوات عمل الاقتصاد كما هي، حيث سيتغيّر شكل العالم كله تقريبًا ليصبح افتراضيًا بقدر أكبر بكثير مما كان عليه قبل الأزمة، كما ستظهر أنظمة فائقة التطور ومعاملات أكثر سهولة كنتاج طبيعي للسلوكيات التي تبنّاها الجمهور خلال فترة انتشار وتفشي الفيروس.واختتم الموقع بقوله: «على الأرجح ستنتشر سلوكيات الأزمة بعد أن تنخفض الموجة وتهدأ العاصفة، وسيعود البعض إلى حياته الطبيعية بحذر، والبعض الآخر سيُعيد التخطيط بناءً على فهمه الخاص لما جرى، وانطلاقًا من قناعاته الشخصية. والمؤكد الآن أن العالم أمام ولادة رقمية جديدة وغير مسبوقة، وبمفاهيم اجتماعية وصحية ومهنية افتراضية الضوابط والمعايير».فوربس: الشركات تشجع الموظفين على العمل من المنزلآي سي أو: تعزيز مجتمع الأعمال الافتراضيفيوتشرام تكنولوجي: 3 إيجابيات إلكترونية لكوفيد - 19إينفورمايشن إيدج: شركات الاتصالات والتسويق الرقمي «أكبر المستفيدين»

مشاركة :