طهران – أعلنت إيران الأربعاء أنها بصدد تطوير برنامجها النووي، وهو ما يثير مخاوف أسرة المجتمع الدولي، وتفرض بسببه الولايات المتحدة عقوبات صارمة ضد الإيرانيين. وأكدت الحكومة الإيرانية الأربعاء أن طهران تواصل تطوير برنامجها النووي، رغم تفشي جائحة كورونا. وقال علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، للتلفزيون الرسمي، إن بلاده تواصل العمل على تطوير برنامجها النووي. وتأتي هذه المستجدات بالرغم من النداءات المتكررة لإيران بالكف عن تطوير برنامجها النووي والباليستي. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا في وقت سابق إيران إلى احترام تعهداتها النووية وذلك خلال محادثة مع الرئيس حسن روحاني، مضيفا أن هذه هي اللحظة التي ينبغي على المجتمع الدولي أن يتكاتف فيها لمحاربة فايروس كورونا. وقال بيان صادر عن قصر الإليزيه الثلاثاء “يأمل الرئيس ماكرون أن تحترم إيران تعهداتها النووية وأن تحجم عن اتخاذ تدابير جديدة تتناقض مع خطة العمل الشاملة والمشتركة، وأن تساهم في تخفيف التوتر الإقليمي”. وفي إطار مواصلة إيران خفض التزاماتها أشار علي أكبر صالحي إلى أنه سيتم قريبا تشغيل جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز. علي أكبر صالحي: سيتم قريبا تشغيل جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز وفي مواجهة الاتهامات الغربية المتصاعدة بشأن برنامجها تقول إيران إنها تستخدم قدراتها النووية للأغراض السلمية، بما في ذلك توليد الطاقة والعلاج الطبي.وقال صالحي الأربعاء إنه خلال تفشي فايروس كورونا، الذي فتك بأرواح أكثر من 3000 شخص في إيران، تمّ استخدام البرنامج النووي للمساعدة في تصنيع إمدادات طبية. ويقول الرئيس الإيراني حسن روحاني إن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن “أكثر تقدما” مما كان عليه قبل الاتفاق النووي الذي كان تم التوصل إليه عام 2015 مع القوى العالمية، وخاصة في ما يتعلق بقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم. ومن أجل ردع إيران وبرنامجها النووي تفرض الولايات المتحدة عقوبات صارمة أنهكت الاقتصاد في طهران التي تعيش أزمة كبيرة بسبب تفشي وباء كوفيد- 19. وبالرغم من مناشدة إيران ودول أخرى على غرار فنزويلا وروسيا بشأن العقوبات الأميركية إلا أن واشنطن تتشبث باستمرارية هذه الإجراءات الرادعة حتى في ظل اجتياح كورونا العالم. وعندما سُئل وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الثلاثاء عن إمكانية رفع العقوبات عن طهران قال إن “العقوبات على إيران باقية لطالما تستمر هذه الأخيرة في دعم الإرهاب”. وأعاد تفشي كورونا إلى الواجهة الحديث عن تخفيف العقوبات أو رفعها، غير أن الولايات المتحدة تؤكد أن هذه العقوبات لا تشمل المساعدات الإنسانية، وأنها تواجه تخفيض إيران التزاماتها حيال الاتفاق. ورغم إعلان إيران عن تقليص تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق، فإن روحاني يؤكد أن الانسحاب الكامل من الاتفاق ليس مطروحا في الوقت الراهن. وكانت إدارة الرئيس دونالد ترامب قد انسحبت عام 2018 بصورة أحادية من الاتفاق النووي الذي كان يهدف إلى منع طهران من الحصول على ترسانة نووية مقابل تقديم مزايا اقتصادية لها. وبعد هذا الانسحاب من الاتفاق الذي أبرم سنة 2015 وإعادة الولايات المتحدة فرض عقوباتها أدخلت إيران خفضا على الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق من أجل الضغط على الدول الأخرى والأطراف فيه، لاتخاذ خطوات ملموسة لضمانالمزايا الاقتصادية المنصوص عليها في الاتفاق لصالح إيران.
مشاركة :