في ندوة ثقافية نظمها نادي المدينة المنورة الأدبي البارحة الأولى بعنوان «سلمان بن عبدالعزيز.. الملك المؤرخ» تشارك في إلقائها كل من الدكتور فايز البدراني والدكتورة مريم بنت خلف العتيبي وأدارها معبر النهاري، وفي تناغم جميل تبادل المحاضران تقديم معلومات قيمة عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالتاريخ والمؤرخين. وكشف الباحث والمؤرخ الدكتور فايز بن موسى البدراني عن مكتبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الخاصة بأنها ربما تعد أكبر مكتبة منزلية خاصة يملكها زعيم دولة في هذا العصر، إذ قاربت محتوياتها 27 ألف عنوان و120 ألف مجلد في شتى أنواع الفنون والمعرفة. وأشار البدراني إلى أنه يحفظه الله وحرصا منه على أن تكون هذه المكتبة القيمة متاحة للباحثين والجمهور؛ فقد أصدر توجيهه الكريم إلى تحويلها لمكتبة عامة لخدمة الباحثين والمؤرخين وطلاب العلم. واستعرض الدكتور البدراني عددا من ملامح مكتبة الملك سلمان الخاصة التي أنشأها في منزله، مبينا أنها تجمع أهم المصادر والمراجع في التراث والتاريخ العربي والإسلامي، وتضم كل ما يتعلق بتاريخ الدولة السعودية قديما وحديثا وتراجم الأعلام والقادة وكتب الرحلات والمذكرات، وأن محتوياتها مفهرسة بالكامل بنظام ديوي المعروف في تنظيم المكتبات. ويتولى الإشراف على المكتبة وإدارتها وترتيبها خبير المكتبات الأستاذ منصور مهران الذي يعمل في المكتبة من 30 عاما. ووصف المؤرخ البدراني الملك سلمان بعميد المثقفين في المملكة وذلك لسعة اطلاعه التي جسرت علاقته بالكتاب والمثقفين داخل المملكة وخارجها، وامتاز تبعا لذلك بذائقة نقدية يعرفها كتاب الصحف ومؤلفو الكتب وخاصة ما تعلق منها بالمملكة والجزيرة العربية. وأشار البدراني إلى بعض المواقف التي حدثت معه ومع بعض الكتاب والباحثين التي تدل على المتابعة الدقيقة للملك سلمان لما يكتب في الصحف وما يصدر من الكتب، مشيرا إلى أنه أحد الكتاب الذين نالوا شرف تعقيب جلالته في أكثر من مناسبة وأنه كثيرا ما فوجئ باتصال أو تعقيب على أحد مقالاته أو مؤلفاته، فهو متابع جيد لما ينشر ويذاع ويبث. واختتم البدراني كلامه بالقول إن الملك سلمان من نوادر القادة بما تحمله سيرته من عشقه للتاريخ وليس هناك أجمل من أن يتولى الحكم رجل معرفي وثقافي ملم بتاريخ وحضارات الجزيرة العربية، مؤكدا أن من يدرس التاريخ هو من يتخذ القرار السليم، فالسياسة مرتبطة بالتاريخ ولا يشك كثير من المحللين أن لاستيعاب جلالته للتاريخ وخلفيته الثقافية كان لها أثر على القرارت الحازمة التي أصدرها منذ تولية الحكم في المملكة. بدورها عددت الدكتورة مريم العتيبي المناشط والصروح الوطنية التي أسسها خادم الحرمين الملك سلمان لدعم الحراك الثقافي في المملكة وحفظ تاريخ الجزيرة العربية وطبيعة علاقته بالمؤرخين والباحثين، وقالت في ورقتها العلمية: لا يخفى على المطلعين ما كان للملك سلمان من أفضال على معاصريه من أرباب الفكر والقلم في المملكة وخدمتهم معرفيا وتاريخيا، وتجاوزت إسهاماته العلمية في خدمة هذا الحقل الإنساني المهم الأدوار السائدة وامتدت لأدوار عظيمة لا ينوء بها سوى عاشق ومحب للتاريخ كالملك سلمان حفظه الله الذي تولى عددا من المراكز القيادية في المؤسسات الثقافية ودعم المؤرخين والكتاب ومن ذلك رئاسة مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، ورئاسة مجلس أمناء مركز حمد الجاسر الثقافي، ورئاسة إدارة جمعية المكتبات والمعلومات السعودية، وتوليه رئاسة مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، ورئاسة إدارة مركز تاريخ مكة المكرمة، ونظارة مركز بحوث المدينة المنورة، ورئاسته للجمعية التاريخية السعودية، فضلا عن دعمه للكراسي العلمية في الجامعات، وإنشاء الجوائز الداعمة لطلاب العلم والمؤرخين. هذا وشهدت الندوة العديد من المداخلات كان من أبرزها مداخلة الباحث محمد أنور البكري الذي اقترح في مداخلته أن تكون هناك أكاديمية باسم الملك سلمان تكون مهمتها نقل تجربة الملك سلمان الفريدة في الحكم والإدارة إلى الأجيال الشابة من أبناء الأسرة المالكة ليكون لدينا أكثر من سلمان، وليكون ذلك منهجا لإعداد القادة الأكفاء. بدوره أكد رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رجل التاريخ الأول وصديق المثقفين والمؤرخين وراعي الحركة العلمية الأول في المملكة، مشيرا الى أن سعة اطلاعه على تاريخ الجزيرة العربية وخصوصا تاريخ المملكة وحرصه على جمع المخطوطات النادرة واهتمامه بجمع التاريخ الشفوي جعله المرجع الأبرز في تاريخ الدولة السعودية، والمرجع لكثير من الباحثين والمؤرخين في التاريخ السعودي.
مشاركة :