أعلن رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح اليوم (الخميس) تكليف رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومة جديدة، بعد اعتذار محافظ النجف السابق عدنان الزرفي، جراء توافق نادر بين الأطراف السياسية. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد عرف عن الكاظمي قربه من الأميركيين، قبل أن يعيد ترتيب علاقاته في الأسابيع الأخيرة مع طهران، العدو اللدود لواشنطن في العراق. وكان الرئيس العراقي قد كلف الزرفي الشهر الماضي بتشكيل الحكومة الجديدة، ولكن التكتلات السياسية الكبيرة في البرلمان العراقي أعربت عن رفضها له ودعمها للكاظمي. وأعلن الزرفي اليوم اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الزرفي قوله في مؤتمر صحافي عقده في بغداد: «سأغادر تجربة التكليف وأنا مرتاح الضمير والنفس لأنني ومن عمل معي سعينا بجد وبمؤازرة بعض القوى السياسية والجموع الشعبية الخيرة للانتقال ببلدنا إلى شاطئ الأمان والاستقرار والازدهار». وأوضح أن «عدم نجاح تجربة التكليف يعود لأسباب داخلية وخارجية لن تمنعني من المضي في خدمة الشعب عبر موقعي النيابي الحالي». وأكد: «سوف أواصل العمل والاستعداد معكم للانتخابات المقبلة المبكرة لاستكمال المشروع الوطني وتطوير أسسه الاقتصادية لإعادة إعمار العراق أسوة بدول العالم المتقدمة». وأضاف أن «الشعب العراقي يستحق أن ينعم بخيرات بلده ويعيش بحرية ورفاهية». وقال الزرفي «شعرت بالأسف لما آل إليه التكليف وسط كل الدعم الذي تكلل به من جموع الخيرين والنشامى من أبناء شعبنا الصابر المحتسب، وأقدم اعتذاري أولاً لكل من وضع ثقته بنا منتظراً منا تحقيق ما يصبو إليه الجميع، لقد حرصت على المضي قدماً في تنفيذ مهمة التكليف المنوطة بي بشرف كبير ومسؤولية عالية، واضعاً أمامي هدفاً أساسياً مقدساً هو إنقاذ العراق وعودته إلى مساره الصحيح، بلداً مستقراً ومؤثراً في محيطه العربي والإسلامي والعالمي». وأضاف: «كنت قد أسست في الأسابيع الماضية بداية حقيقية لسياسة عراقية مبنية على الشراكات الاقتصادية المنتجة والمثمرة مع دول العالم وتنظيم عمل قوات التحالف الدولي وجدولة انسحابها وبناء قدرات القوات المسلحة». مبينا أن «اعتذاري عن الاستمرار بالتكليف مرده الحفاظ على وحدة العراق ومصالحه العليا».
مشاركة :