إعداد: أحمد عزتتسارعت الأحداث بقوة عقب توقيع أحمد فتحي لاعب الأهلي والمنتخب المصري لعقد انتقاله إلى بيراميدز، وبعدما كان اللاعب قد حسم أمره بالرحيل عن القلعة الحمراء بعد أن قضى بين جدرانها 12 عاماً، حقق خلالها 19 بطولة إفريقية ومحلية، انتشرت في الساعات الأخيرة أنباء تؤكد وجود نية لدى نادي بيراميدز للتراجع عن التعاقد مع فتحي، حتى وإن لم يكن هناك قرار رسمي بذلك.وأسباب القرار على وجه الدقة ليست معروفة، لكن بعض المصادر، أكدت أن هناك رغبة داخل الجهاز الفني لبيراميدز بالتعاقد مع لاعبين صغار السن، في حين أن فتحي سينتقل لأي ناد وهو في سن الـ36.وقد يكون من أبرز الأسباب هو ذاك القرار الذي اتخذه الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بسبب توقف المسابقات جراء انتشار فيروس كورونا، والذي يقضي بمد عقود اللاعبين حول العالم إلى نهاية الموسم الحالي متى ما ينتهي، وهو الأمر الذي يؤكد بقاء فتحي في الأهلي حتى ينتهي الموسم، أياً كان موعد نهايته، وهو ما يعني أن فتحي سينضم لبيراميدز بعد 7 شهور على الأقل، وهنا تطفو على السطح مشكلتان، أولهما أنه لا قدر الله قد يتلقى إصابة غير متوقعة، والثانية أنه لو حصل على مقدم عقد مع بيراميدز لن يكون مطالباً بإعادته حال فسخ العقد قبل بداية الموسم أياً كان السبب.الاحتمال الثالث الذي يتردد هو أن المستشار تركي آل الشيخ الرئيس الشرفي للنادي الأهلي والمالك السابق لنادي بيراميدز، أقنع ناديه السابق بالتراجع عن إتمام صفقة التعاقد مع أحمد فتحي؛ وبدا ذلك لما أثار آل الشيخ جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي برسالة غامضة، قال فيها: «هل مضى مع حد؟ ولا اكتشف إن لعبة حافة الهاوية خطرة أوووي؟ بكرة نشوف».ولم يوضح آل الشيخ، الشخص المقصود بهذا الكلام، لكن ذهب البعض للقول إنه يستهدف به أحمد فتحي؛ حيث غضب منه لعدم تجديد عقده مع الأهلي، خاصة أنه قبل عامين أعطى لأحمد فتحي مليون دولار «كاش» لإقناعه بتجديد التعاقد السابق، هذا بخلاف ما تقاضاه من الأهلي وقتذاك.وعلى أي حال، تعددت الأسباب والقرار واحد، وهو ابتعاد فتحي عن بيراميدز، ليجد اللاعب نفسه في ورطة شديدة بعدما كان حسم أمره وفضّل المال الكثير (وهو حقه تماماً) عن البقاء في الأهلي وختام مشواره الرياضي به، وهو ما أحدث انقلاباً جماهيرياً وهجوماً كبيراً على اللاعب.قصة فتحي والتجديد للأهلي من عدمه، انتهت إلى سيناريو أغضب جمهور القلعة الحمراء بشدة؛ حيث بدأت الحكاية بعقد جلسات متتابعة بين مسؤولي الأهلي واللاعب وبين مفاوضات ومماطلات ومداولات انتهى الجميع إلى اتفاق مرضي للطرفين وافق من خلاله النادي على مطالب اللاعب بنسبة 95% وفق ما صرح به نادر شوقي وكيل اللاعب؛ حيث وافق أحمد فتحي على التجديد مقابل الحصول على 23 مليوناً في موسمين، يحصل عليها كاملة وخالصة من الضرائب، وأيضاً دون أن يخصم النادي أي نسبة لمشاركات اللاعب، وبينما كان هناك اتفاق على عقد جلسة نهائية لتوقيع العقود بعدما اتفق الطرفان على كافة شروط العقد، حدثت مفاجأة أثناء الجلسة؛ إذ رفض اللاعب التوقيع وطالب بزيادة العقد من 11 مليوناً إلى 17 مليون جنيه سنوياً، بحجة تلقيه عرضاً من بيراميدز قيمته 51 مليون جنيه في 3 مواسم (بواقع 16 و17 و18 مليون سنوياً)، ليقرر الأهلي إنهاء المفاوضات ومنح اللاعب مهلة 48 ساعة من أجل قبول عرض الـ23 مليون جنيه في موسمين أو الرحيل، وبعد يومين بالفعل قرر اللاعب الرحيل، ومن ثم وجّه النادي الأهلي الشكر للاعب، وأعلن رحيله بشكل رسمي بنهاية الموسم الجاري «المجمد».لكن المفاجأة التي ورطت أحمد فتحي حالياً هي إنهاء العلاقة بين اللاعب وبيراميدز، وهي بالأساس علاقة لم تبدأ بعد، ليجد أحمد فتحي نفسه أمام 4 سيناريوهات أحلاها مر سواء فنياً أو مادياً، وهي كالتالي: 1ـ البقاء في الأهلي هذا السيناريو لابد أن يبدأ بأن يفتح أحمد فتحي نفسه باب الحوار مجدداً مع مسؤولي الأهلي لأنه هو من أوقف المفاوضات، ومع ذلك لا يمكن لأحد أن يتكهن بموقف الأهلي من عودة اللاعب وتجديد عقده، فقد يرفض الأهلي عودته، خوفاً من الغضب الجماهيري، وعقاباً على إعلانه الرحيل بشكل لم يتسم بالاحترافية؛ حيث تراجع بعد الاتفاق على كل الأمور، وهو ما دعا وكيله نادر شوقي للهجوم عليه وفسخ علاقة الوكالة بينهما، والذي يعرف تاريخ الأهلي، يعرف جيداً أنه لم يخضع لابتزاز أي لاعب مهما كان، وبالتالي فإن هذا السيناريو سيكون من الصعب حدوثه، ووقتذاك سيضطر اللاعب للبحث عن نادٍ آخر، لكن حدوث العكس وبقاء اللاعب ليس بعيداً أيضاً، لكون اللاعب شكر النادي ومسؤوليه وجمهوره بعد إعلان رحيله، ثم التزم الصمت ولم يوجه أية إساءة لأحد، وهنا بالطبع ستكون عودة اللاعب بشروط الأهلي المالية التي لا يعرف هل ستتغير أم تبقى وفق آخر اتفاق تم بين الطرفين. 2ـ الزمالك ليس بعيداً ربما يجد الزمالك نفسه أمام صفقة لا منافسة فيها مع أحد على ضم أحمد فتحي، لكن سيتعين عليه في هذه الحالة تقديم عرض للاعب لا يقل عن 23 مليون جنيه في موسمين، غير أن هذا الأمر ليس بالسهل في ظل معاناة الزمالك من أزمة مالية طاحنة، صحيح أنه يحتاج اللاعب فنياً، لكن أموال الصفقة قد تقف عائقاً عن إتمامها، وقد لا يوافق اللاعب وهو ما سبق وصرح به عندما أكد أنه لن يلعب للزمالك، لكن بالطبع قد تتغير الأمور وفق الظروف التي طرأت ولم تكن في الحسبان، وقد يرفض الزمالك نفسه الصفقة لكبر سن أحمد فتحي، فضلاً عن أن اللاعب سبق وأن رفض اللعب للزمالك مرات عدة من قبل. 3ـ العودة للإسماعيلي بدأ أحمد فتحي، مشواره الكروي من خلال فريق الناشئين في نادي بنها الرياضي، التابع للمدينة التي ولد فيها عام 1984، ومنه انتقل إلى الإسماعيلي، الذي نشأ فيه، وفي حال لم تنجح محاولات بقائه في الأهلي، وإذا ما لم يلعب للزمالك لأي سبب، فهل يجد ضالته في الإسماعيلي؟ هذا سيناريو ليس بعيداً، لكنه سيكون مضطراً لتضحية كبيرة من النواحي المادية، ربما بنصف ما كان معروضاً من النادي الأهلي وربما أكثر من النصف، وتقريباً هذا السيناريو سيكون مشابهاً في حال انتقاله لأي ناد آخر من أندية الدوري. 4ـ البحث عن نادٍ خليجي سيناريو أخير ربما يجد اللاعب نفسه مضطراً على قبوله بأي ثمن، وهو البحث عن عرض خليجي، لكن يبقى السؤال حالياً، ما الذي يدفع أي نادي للتعاقد مع لاعب في عمر الـ36، وفي حال حدث ذلك، هل من المنطقي أن يدفع ما يبلغ 23 مليون جنيه في موسمين، بالطبع هذا الطرح ليس سهلاً، وفي أغلب الظن لن يتعاقد أي ناد خليجي مع اللاعب إلا موسماً واحداً.** بقي احتمال أخير، لكنه يبدو ليس سهلاً، وهو أن يكمل اللاعب سيناريو الانتقال إلى بيراميدز، لكن بشروط جديدة، تتناسب مع عامل السن وقرار الفيفا الجديد الذي أعلن مد عقود اللاعبين مع أنديتهم حتى انتهاء الموسم، والذي سيحدث وفق الظروف التي ستفرضها الأزمة الصحية العالمية التي تسبب بها انتشار فيروس كورونا.
مشاركة :