عظة البابا تواضروس الثاني في قداس جمعة ختام الصوم

  • 4/10/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: هذا اليوم هو اليوم الذي نختم فيه الصوم- يسمى جمعة ختام الصوم بعد صيام أربعين يومًا وقبلها أسبوع الاستعداد- واليوم هو رقم ٤٧ في تعداد الصوم وهذا الصوم الذي صمناه تعلمنا الكنيسة إقامة القنديل العام "سر مسحة المرضى" نصلي فيه سبعة صلوات "أوشية المرضى وأوشية المسافرين وأوشية الأهوية وثمارات الأرض وأوشية الموعوظين وأوشية رئيس الأرض وأوشية القرابين" وفي ونهايتها ننال الرشم بالزيت، وهو سر لشفاء مرضى النفس والجسد والروح، وهو زيت متواجد مع كل الآباء، وهذا اليوم له ثلاثة معاني:١- معنى كنسيحسب التقليد الكنسي الآباء يفتقدون البيوت ويرشمون الناس٢- المعنى التاريخيفيما حدث في عهد السيد المسيح أتى الفريسيون وهم يقولون كلامًا لا يعيشون به وقالوا للسيد المسيح كأنهم خائفون عليه "اهرب من هنا لأن هيرودس مزمع أن يقتلك" فقال لهم "قولوا لهذا الثعلب" -وهذا وصف بالخبث وليس إهانة- وشرح لهم أنه يفعل المعجزات ويشفي المرضى كل يوم وهذا حدث في أورشليم ومعني اسمها مدينة السلام لكنها لم تعرف السلام وعاشت في حروب ومازالت حتى الآن، لكنها تمتعت بالسلام مدة ثلاثين سنة فقط، غير ذلك عاشت في حروب، هذه المدينة التي تحمل اسم الملك داود لكنها عاشت في الشر والسيد المسيح تحدث عنها "يا أورشليم يا أورشليم كم مرة أردت ولم تريدوا" فأورشليم كم قتلت ورجمت أنبياءًا، وصارت أورشليم خرابًا منذ عام ٧٠ م عند هجوم الملك نيتيوس ولا زالت حتى اليوم.٣- الناحية الروحيةهذه المدينة تمثلنا فعندما ناداها المسيح كأنه ينادي علينا أيضًا كل مرة أعطاها الله للإنسان هي فرصة كم مرة أراد أن يجمع أفكارك ورفضت؟ كم مرة أراد تجديد روحك؟ كل واحد يبحث كم مرة أتته الفرصة، أورشليم تمثل النفس المعاندة التي تعيش في كبرياء ولكن النفس البشرية تقع في كبرياء وعناد ورفض لهذا أورشليم نالت جزاءًا وصارت خرابًا أما النفس التي تسمع صوت الله كم مرة أراد الله يجمعها وكم مرة شتت في طريق آخر؟ أقرب مثال لنا يونان النبي أراد الله أن يرفع من شأنه لكنه رفض وعاند، وتوجد قصص أخرى عندما استجاب الإنسان لله أتى بنتيجة عظيمة مثل متى العشار عندما سمع للسيد المسيح عندما قال له "اتبعني" فقام في الحال، وقيسوا على هذا مقابلات كثيرة مع زكا والسامرية ونيقوديموس وإنجيل اليوم يسأل هل لديك بقايا من الإرادة المشتتة؟ كثيرًا ما نصلي ونقول لتكن مشيئتك وهذا أمر هام ونحن نقدم حياتنا في هذا الصوم ونستعد لأسبوع الآلام. ضع أمامك جمعة ختام الصوم "كم مرة أردت"، وليلة أبو غالمسيس "من له أذنان للسمع" رسالة اليوم أن يتخلى الإنسان عن العناد ولا يكون مثل أورشليم ومن هنا يتمتع بحياة الرضا. اليوم في هذا المعني الروحي الجميل حتى إن كنا في ظروف خاصة في العالم، لكن نحن في هذا العالم نقضي الصوم وأسبوع الآلام بطريقة مختلفة، ولكن بطريقة شخصية كل واحد يفكر كيف يقدم حساب وكالته حسابًا عن الفرص التي ضيعها، ونحن في البيت نتمتع بالمشاركة في الصلوات ومهم أن ينظر الإنسان لنفسه في الداخل. كل هذه رسائل لحياة الإنسان يقدمها الله لكل إنسان، لمن يستفيد منها ربنا يحافظ عليكم ويكون كل إنسان فرحًا بعلاقته الشخصية مع المسيح.

مشاركة :