الخليج تستكشف غموض نقص الكمامات الطبية في الصيدليات

  • 4/11/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق إيهاب عطا تتخذ الدولة إجراءات مشددة مع انتشار فيروس «كورونا»، وتعمل جاهدة للحد من التلاعب في أسعار الكمامات التي اشتكى كثر من نقصها وعدم توفرها في الصيدليات، ما أدى إلى مضاعفة أسعارها إلى 400% في بعض الإمارات. وعلى الرغم من الحملات التفتيشية المفاجئة التي تقوم بها الجهات الرقابية في مختلف إمارات الدولة، ومصادرة كميات كبيرة كان يحتكرها بعض الموردين، للتحكم في أسعارها وإعادة طرحها في الصيدليات، بأسعار مناسبة، وتأكيد المسؤولين أنها أصبحت متوفرة في الصيدليات، فإن الشكاوى من نقص الكمامات واختفائها، ما زالت مستمرة، خاصة مع الإقبال المتزايد عليها، كونها إجراء وقائياً من الفيروس.«الخليج» تجولت في عدد من الصيدليات في إمارة الشارقة، للتأكد من وجود الكمامات وأسعارها وأنواعها ومعرفة السبب وراء ندرتها.في البداية توجهنا إلى إحدى الصيدليات التابعة لأحد المستشفيات، وطلبنا شراء علبة من الكمامات وتضم 50 كمامة، فكانت الإجابة الجاهزة «نفدت»؛ فطلبنا شراء أي عدد متاح لديهم، فكان الرد نفسه، كررنا الطلب لشراء كمامة واحد، فتكرر الرد. حاولنا معرفة سبب النقص في الكمامات، فجاءنا الرد مقتضباً بأنها كانت موجودة، لكن مع الإقبال المتزايد، انتهت الكمية، فحاولنا معرفة متى يمكن توفرها مرة أخرى، فاعتذروا وأخبرونا: عند استيراد كميات جديدة.حاولنا تصديق الاحتمال وراء عدم وجود الكمامات في تلك الصيدلية، بأنه ربما أن تلك الصيدلية تخصص الكمامات الموجودة لديها لزبائنها، ممن يحوزون وصفات طبية تابعة للمستشفيات، فتوجهنا إلى صيدليات أخرى خاصة وغير تابعة لأي جهات أو مستشفيات، وطلبنا شراء عدد أقل من الكمامات حتى لو كمامة واحدة، لكن جاءتنا الإجابة بالاعتذار، أنه لا توجد أي كمية، وسألنا عن السبب فردت صيدلانية عربية، رفضت ذكر اسمها، بأن الموردين هم من يتحكمون في السوق، وربما لم تستورد كمية جديدة، لأن معظمها يصنع في الصين، خوفاً من نقل العدوى.هكذا بدأنا نفهم السر في اختفاء الكمامات وكلمة السر وراء ندرتها وهو «المورد» الذي يستورد الكمامات، ثم يطرحها في الأسواق، وبيده مفتاح اللعبة ويتحكم فيها فيسحبها من السوق، مدة حتى إذا ازداد الطلب عليها، وأصبح المستهلك على استعداد لدفع أي مبلغ فيها يطرحها ثانية.توجهنا إلى صيدلية أخرى، فرحبت بنا صيدلانية عربية، رفضت ذكر اسمها أيضاً، وعرضت علينا نوعاً غير طبي بديلاً، بعد أن اعتذرت عن نقص الكمامات الطبية، بسبب عدم توفرها في الأسواق وارتفاع أسعارها، وكانت أكثر سعة صدر ورحبت بسؤالنا ورغبتنا في فهم لعبة الكمامات أكثر. وقالت إن الكمامات أنواع مختلفة منها الطبي ومنها غير الطبي، والنوع غير الطبي منه أيضاً أنواع، فمنه المصنع من القماش وهذا يمكن غسله جيداً وتجفيفه فيصبح جاهزاً لاستخدامه ثانية لساعات قليلة محدودة، ومنه نوع آخر أبيض اللون يسمى DUST MASK وهو الذي يستخدمه العمال في المصانع ومواقع الإنتاج المختلفة للوقاية من الأتربة، وهو ليس طبياً، لكنه حل وبديل مؤقت للكمامات الطبية، وسعره في المتناول؛ حيث يصل إلى درهم ونصف الدرهم، بعد أن كان سعره نصف درهم، إلى درهم في أسوأ الظروف، لكنه ارتفع أيضاً بعد نقض الكميات المتافرة منه، للإقبال عليه في غياب النوع الطبي.وأضافت الصيدلانية، أن العلبة فيها 50 قطعة، وكانت تباع كلها ب 40 درهماً، أما الآن فتباع ب 70-80 درهماً.كانت الفرصة سانحة لشراء كمية من ذلك النوع غير الطبي DUST MASK، فربما استكملنا الجولة ولم نعثر على الأنواع الطبية المميزة بلونها الأزرق، وتابعنا جولتنا في عدد آخر من الصيدليات سائلين عن الكمامات الطبية، فكانت الإجابة بالنفي وعدم وجود أية كميات، وامتنع بعضهم عن الإفصاح بأية تفاصيل تفسر نقصها، غير أنه عند استيراد كميات جديدة منها، ستكون في المتناول، وربما علينا العودة إليهم لاحقاً.انتهت الجولة في عدد غير قليل من الصيدليات في مناطق متفرقة، وكان الملخص أنك ستكون محظوظاً إذا عثرت على كمامة طبية في إحدى الصيدليات، أو سمح لك بشراء كمية منها، أو عليك بالبديل غير الطبي. ووردت فكرة إلى ذهننا مفادها بأن هناك محالاً تجارية تبيع كل شيء تحتاج إليه في منزلك، حتى بعض أصناف المأكولات المعلبة المستوردة، فلماذا لا نبحث فيها، ربما نجدها لديهم، وسألنا عن الكمامات الطبية، واستبشرنا خيراً، عندما وجدنا أن البائعين العاملين في المحل، كلهم يرتدون الكمامات الطبية، وعلى الفور طلبنا شراء عدد من الكمامات، وسألنا عن السعر فعرفنا أن ثمنها درهمان ونصف الدرهم، أي أن ثمن العلبة يزيد على 120 درهماً.

مشاركة :