رمضان في زمن كورونا: العالم الإسلامي أمام المجهول بسبب الجائحة

  • 4/11/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أسبوعين من حلول شهر رمضان 2020، تدور أسئلة عديدة في مخيلة كل مسلم عبر العالم الإسلامي نظرا لتزامن شهر الصيام مع أزمة صحية عالمية خطيرة تسببها وباء فيروس كورونا المستجد، والذي بدأ يظهر وينتشر منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي. فهل يغير المسلمون عاداتهم ويتنازلون عن بعض تقاليدهم خلال هذا الشهر الذي يتميز بنشاط ديني يختلف عن باقي الشهور؟ وهل تشهد المساجد أو أماكن التسوق والنزهة إقبالا كثيرا مثل السنوات الماضية أم سيضطر المسلمون للتأقلم مع الوضع الصحي الجديد؟ وهل من إرشادات جديدة من شأنها أن تصدر عن الدول الإسلامية، وعلى رأسها السعودية التي تعاني أصلا من تفشي متزايد لفيروس كوفيد-19؟ فالسعودية لم تنتظر بداية شهر رمضان للتعاطي مع الوضع الصحي المرعب، إذ استبقت الأمور وقامت بإصدار توجيهات لمواطنيها بشأن شهر الصيام. وطلبت وزارة الصحة توخي الحيطة والحذر وتجنب التجمعات واللقاءات بين العائلات والأصدقاء منعا لتفشي فيروس كورونا. دعوة إلى تعديل السلوك خلال شهر رمضان ودعا وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية عبد الله عسيري السعوديين في تغريدات على موقع تويتر إلى “تغيير السلوك فيما يتعلق باللقاءات والتجمعات وعادات التسوق” خلال شهر الصيام. وقال: “من المهم جدا أن ندرك في هذه المرحلة أن شهر رمضان هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية. يجب أن نعدل من سلوكنا لتتناسب مع الأوضاع الراهنة ومن ذلك البقاء في المنازل وعدم مخالطة الناس”. وأضاف: “الإمكانيات متوفرة لكل الناس لكي يواصلوا أعمالهم عن بعد وذلك باستخدام تقنيات جديدة للاتصال أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، موضحا أن “الإجراءات الاحترازية التي أقرتها الحكومة تهدف للحد من انتشار فيروس كورونا والتقليل من الإصابات” ومشددا على أن “بقاء الناس في منازلهم (حتى في شهر رمضان) فيه حماية للمجتمع من تفشي الفيروس”. وبلغ عدد المصابين بفيروس كوفيد-19 في المملكة لغاية الجمعة 3287 إصابة فيما توفي 44 شخصا، حسب وزارة الصحة. وقامت الرياض الأسبوع الماضي بتوسيع نطاق حظر التجوال الذي فرضته في مكة والمدينة في 2 نيسان/أبريل إلى مدن أخرى كالرياض وتبوك والدمام والظهران والهفوف وجدة والطائف والقطيف والخبر في مسعى منها لاحتواء وباء كوفيد 19. كما منعت أداء فريضة العمرة مع إبقاء التساؤلات مطروحة حول موسم الحج لهذه السنة. علي خامنئي يدعو إلى عدم إهمال الصلاة والعبادة خلال رمضان في إيران، دعا المرشد الأعلى على خامنئي الإيرانيين إلى التزام منازلهم والصلاة في البيوت خلال شهر رمضان. وهي المرة الأولى التي يصدر فيها المرشد الأعلى مثل هذه التوجيهات في بلد تزداد فيه الممارسة الدينية خلال هذا الشهر وتكثر زيارات الأضرحة والمساجد. وقال خامنئي في خطاب متلفز الخميس: “يجب تجنب التجمعات خلال شهر رمضان لكن ينبغي علينا ألا نهمل الصلاة والدعاء والتواضع في وحدتنا”. وتأتي توجيهات المرشد الأعلى في وقت ارتفعت فيه عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد لتصل إلى 4110 وفيات وإصابة أكثر من 66 ألف شخص بالفيروس حسب موقع “وورلد ميتر” الذي يحصي عدد الإصابات في العالم. لكن المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهابنور أشار إلى أن الأرقام المعلنة تشير إلى أن عدد الإصابات المسجلة يميل إلى التراجع. ورجح ذات المسؤول الانخفاض في عدد الوفيات إلى”الجهود التي بذلها شعبنا الحبيب وزملائنا في النظام الصحي”. وإيران التي أعلنت أولى الإصابات بالفيروس في 19 شباط/فبراير في مدينة قم (وسط البلاد)، هي البلد الأكثر تضررا جراء وباء كوفيد-19 في الشرق الأوسط. أسئلة عن إمكانية الإفطار في الجزائر في الجزائر، أثارت إمكانية الترخيص بالإفطار أثناء شهر رمضان بسبب فيروس كورونا جدلا واسعا، خاصة لدى كبار السن والمرضى. ونقلت جريدة “الشروق” عن طبيب عام (عمر بن يحيى) قوله إن كثيرا من المرضى يسألونه عن إمكانية إفطار رمضان، وهم من أصحاب الأمراض المزمنة، “ومنهم من كان يصوم دون مشاكل” تُذكر. ويبرر المرضى حسبما نقلت الصحيفة عن هذا الطبيب تخوفاتهم بالمعلومات المتداولة حول تسهيل الحلق الجاف دخول فيروس كورونا إلى الرئتين. لكن المنسق الوطني للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي، أجاب عبر الجريدة ذاتها قائلا إن “الحديث عن إفطار رمضان بسبب وباء كورونا “سابق لأوانه”، داعيا الجزائريين إلى “عقد النية للصوم تطبيقا لفريضة دينية، وتضرعا لرفع الوباء عنا وعن شعوب العالم”. وبشأن ما تم تداوله بخصوص علماء الأزهر في مصر ومفتين بالسعودية حول إمكانية الترخيص بالإفطار في شهر رمضان بسبب جائحة كورونا، قال الموظف في وزارة الشؤون الدينية الجزائرية إن بلدان الشرق الأوسط تعرف مناخا حارا في شهر مايو/أيار (والمتزامن هذا العام مع الجزء الأكبر من شهر رمضان)، خلافا للجزائر، ما يثير مخاوف لدى السكان “من تأثير الحرارة المرتفعة على جفاف حلق الصائم في ظل وباء كورونا”. نقص الأئمة في مساجد فرنسا والعالم بسبب فيروس كوفيد 19 في فرنسا، أغلق مسجد باريس أبوابه منذ 13 مارس/أذار الماضي لغاية أجل غير مسمى حسب بيان على موقع الإنترنت للمسجد تفاديا من انتشار فيروس كورونا بين أوساط المصلين والزوار. ويتوقع أن يبقى المسجد مقفلا خلال أيام رمضان. فيما أضاف المجلس الأعلى للديانة الإسلامية بفرنسا أنه بسبب وباء كورونا والحدود المغلقة، فلن ترسل الجزائر ولا المغرب أو تركيا أئمة للصلاة بالمؤمنين في المساجد الفرنسية وضمان سير الحلقات الدينية المعتادة في مثل هذه الشهر. وكتب المجلس الأعلى للديانة الإسلامية في بيان نقله موقع “سفير نيوز”: “في الوقت الذي نعتمد على أئمة من الخارج، أزمة كورونا تشكل فرصة سانحة للتفكير جيدا كيف ننهي هذه التبعية الدينية ونُكونَ إطارات دينية فرنسية” وأضاف البيان إن “امتلاك استقلالية دينية باتت ضرورة ملحة”.

مشاركة :