مقالة خاصة: أزمة "كوفيد-19" تدفع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى التعاون

  • 4/11/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القدس 10 أبريل 2020 (شينخوا) الفيروس لا يعرف حدودا؛ فخلال تفشي مرض (كوفيد-19) العالمي في هياج ، شهد الإسرائيليون والفلسطينيون، رغم نزاعهم على الأراضي والأديان، الحاجة الملحّة لبذل جهود مشتركة لمكافحة الفيروس المميت. حتى الآن، ارتفع عدد حالات الإصابة بالفيروس في إسرائيل إلى 9755 حالة، بمن في ذلك 79 حالة وفاة، في حين أبلغت فلسطين عن 263 حالة إصابة مؤكدة ووفاة واحدة. ونظرا للاعتماد الاقتصادي والاجتماعي بين الشعبين، فإن تعاونهما في الضفة الغربية ليس جديدا في الواقع، بل إن هناك تعاونا على أساس يومي. وتعمل الإدارة العسكرية الإسرائيلية لتنسيق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، على زيادة التعاون مع المسؤولين الفلسطينيين في تنسيق المساعدات الدولية من خارج المنطقة. وقال كميل أبو ركن، منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية: "إننا نبذل جهودا كبيرة، بالاشتراك مع جميع السلطات المعنية الأخرى، للحفاظ على صحة ورفاه السكان في المنطقة." وحتى الآن، تم تسليم الآلاف من مجموعات الاختبار والمزيد من الملابس الواقية والمواد المطهرة للفلسطينيين في الضفة الغربية. وإلى جانب ذلك، تم إحضار عاملين طبيين فلسطينيين إلى إسرائيل لتعلم كيفية تحويل الفنادق إلى مراكز علاجية، بينما عُقدت عدة اجتماعات بين أفراد طبيين فلسطينيين وإسرائيليين لتبادل المعلومات. وقال عوفر زالزبرغ، كبير محللي الشؤون الإسرائيلية-الفلسطينية لدى مجموعة الأزمات الدولية -ومقرها بلجيكا-: "إن التعاون بين الجانبين في مجال مكافحة الفيروس أكثر وضوحا بكثير من المجالات الأخرى." وفي تصريحات لوكالة أنياء ((شينخوا))، صرح زالزبرغ بأن "كلا الجانبين يدرك أنه لا يمكن التخلص من الفيروس بدون تعاونه مع الجانب الآخر." وبالنسبة لمعظم الفلسطينيين، يأتي خطر المرض من ضعف نظام الرعاية الصحية لديهم، والذي يُعتقد أنه في كثير من الحالات قد استتنفدت قدراته إلى حد كبير. ويخضع قطاع غزة لحصار إسرائيلي مشدد منذ أن سيطرت حركة حماس على القطاع الساحلي في صيف 2007، وهو مايفرض ضغطا متواصلا على نظام الرعاية الصحية هناك. وبالإضافة إلى ذلك، فإن القطاع الساحلي الذي يقطنه مليونا شخص، يعد كذلك واحدا من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، ما يجعل التباعد الاجتماعي تحديا كبيرا وسط تفشي مرض شديد العدوى مثل "كوفيد-19". وقالت غادة مجادلي، مديرة قسم المناطق الفلسطينية المحتلة في منظمة (أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل): "مع الكثافة العالية والفقر وصعوبة الحصول على مياه نقية، فإن توقع ممارسة إجراءات النظافة والتباعد الاجتماعي أمر غير واقعي إلى حد ما." وقالت ميريام مرمور، المتحدثة باسم مركز "غيشا"، وهو المركز القانوني لحرية الحركة في إسرائيل "إن الظروف في غزة حتى قبل تفشي الفيروس، سبب أدعى للقلق." وأضافت المتحدثة أن "البنى التحتية المدنية الأساسية، مثل الكهرباء، متهالكة بعد سنوات من الحصار الخانق"، إذ أن التدفق المستمر للكهرباء أمر بالغ الأهمية للتشغيل المستمر لأجهزة التنفس الصناعي والتخلص من مياه الصرف الصحي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدد مجموعات الاختبار في القطاع الساحلي، وفقا لمصادر مختلفة، منخفض بشكل مثير للقلق. وقالت مرمور إن غالبية مجموعات الاختبار التي تم توريدها لقطاع غزة، والبالغ عددها 1500 مجموعة، قد تم استخدامها بالفعل، مضيفة أن نصف عدد أجهزة التنفس الصناعي البالغة 60 جهازا أو نحو ذلك، يستخدمها أشخاص يعانون من أمراض مزمنة حاليا بشكل منتظم. كما أشاد مسؤولو الأمم المتحدة بالجانبين لتعاونهما في القتال المشترك ضد عدو مشترك. وعبر حسابه على موقع ((تويتر))، كتب جيمي ماكغولدريك نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة للشؤون التنموية والإنسانية في فلسطين: "إنني أثني على السلطات الفلسطينية والإسرائيلية لجهودها للتعامل مع (كوفيد-19) وللمستويات المثالية من التعاون. إن تنسيقهما الوثيق وإجراءاتهما العاجلة ستنقذ الأرواح." ومع ذلك، لا يزال هناك المزيد من العقبات للتغلب عليها. عندما تنفجر الأزمة، سيكون لدى الشعبين الوقت لإعادة تقييم مواقفهم. أولئك الذين يدافعون عن ضم الأراضي الفلسطينية أو الذين يدعون إلى الانفصال التام سيكون لديهم حالة اختبار رئيسية يمكن تعلم العديد من الدروس منها. وقال عوفر زالزبرغ "لا يمكنك بناء حاجز وتتجاهل الأمور."

مشاركة :