القدس 10 أبريل 2020 (شينخوا) بدأت الطواقم الطبية الإسرائيلية في أحد المراكز الصحية في مدينة تل أبيب الساحلية أخيرا السماح لمرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) بقضاء لحظاتهم الأخيرة رفقة أقاربهم من الدجة الأولى، بدلا من مواجهة الموت بمفردهم. وقال المتحدث باسم مركز تل أبيب سوراسكي الطبي آفي شوشان، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "قصص الناس الذين يموتون بمفردهم مفجعة جدا، وهي منتشرة في جميع أنحاء العالم بسبب فيروس كورونا المستجد". وبسبب الإجراءات الوقائية الصارمة التي اتخذتها السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم، يتم عزل المرضى بفيروس كورونا المستجد داخل المستشفى، ويتواصلون فقط مع الأطباء والممرضين والطواقم الصحية، ولا يسمح لأحد من عوائلهم أو أقاربهم رؤيتهم أو الاقتراب منهم. آري إيفن، هو أحد المواطنيين الإسرائيليين الذين ماتوا بسبب الفيروس عن عمر يناهز 88 عاما داخل مستشفى في مدينة القدس. وقالت عوفرا كارمون إيفن، أبنة آري "غالبا ما يصاب كبار السن بالارتباك عندما يدخلون المستشفى". وأضافت لـ((شينخوا)) "تخيل كم هو مربك أن كل ما تراه حولك هو فقط موظفين يرتدون بدلات واقية، لم تكن تلك هي البيئة الدافئة والداعمة التي أردنا منحه إياها". من جانبه، قال ياكوف إيفن، نجل آري لـ((شينخوا)) بالنسبة لوالدي وللمرضى، الموت وحده ليس سهلا". وأضاف "عندما يكون أبناء وعائلة وأقارب الشخص الذي على وشك الموت حوله، فإن ذلك يمنحه إحساسا بالأمان". وقالت عوفرا "لو أتيحت لنا الفرصة لمرافقة والدي أثناء احتضاره لكنا هناك بالطبع، لقد كان صعبا جدا عدم رؤيته في أخر لحظات حياته". وعمل مركز تل أبيب سوراسكي الطبي على تغيير الإجراءات التي تمنع تواصل أقارب الشخص المصاب بفيروس كورونا. ويسمح مركز تل أبيب سوراسكي الطبي حاليا لأقارب المريض من الدرجة الأولى الدخول إلى جناح المصابين بالفيروس في مجموعات مكونة من شخصين أو ثلاث أشخاص بعد ارتداء البدلات الوقائية. وقال المركز الطبي في بيان له، إنه يتم إعداد أقارب المرضى من قبل أخصائي اجتماعي بشكل جيد قبل دخولهم إلى غرفة المريض، إضافة إلى منحهم 15 دقيقة فقط لتوديع أقاربهم حيث يسمح لهم بروتوكول المركز الطبي بلمس أقاربهم أيضا. وقال شوشان إن أول عائلة نفذت البروتوكول الخاص بالمركز الطبي كانت ممتنة للغاية لهذه الفرصة، مضيفا أنها "كانت لحظات قوية للغاية". ويعد مركز سوراسكي المستشفى الوحيد حتى الآن في إسرائيل الذي يقدم مثل هذه الخدمة، بينما تحاول مستشفيات أخرى في البلاد التوصل إلى طرق مماثلة من أجل السماح للأشخاص بمرافقة أحبائهم المرضى. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية اليوم (الجمعة) عن ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد إلى 93 حالة وفاة، في حين بلغ إجمالي عدد المصابين 10.095 مصابا. وأوضح شوشان "لقد كانت الحكومة الإسرائيلية من أوائل الحكومات التي اتخذت إجراءات الحجر الصحي والإغلاق"، مضيفا "أمهلنا ذلك الوقت لإعداد المستشفيات لزيارة عدد من المرضى بالفيروس ولذلك لم ينهار النظام الصحي". وأضاف "طالما نحن قادرون على تقديم الخدمة فلا يوجد سبب للتوقف"، منوها بأن الأمر "يتعلق بفعل الشيء الأخلاقي والصحيح".