العقاب السريع

  • 6/18/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في كل مكان يبحث، ولقد أصيب بالحيرة والاستغراب، يصرخ بأعلى صوته: - أين علي، أين اختفى؟؟.. يكرر جملته مرة أخرى: - أين علي، أين اختفى، هل أصيب؟؟.. تقدم نحو الضابط أحد الجنود بعد أن توقف عن إطلاق الرصاص من بندقيته: - سيدي لقد كان هنا في الصباح. - أعرف هذا، لقد رايته ولكني انشغلت معكم بالمعركة، ولكن الآن لا أجده موجودا؟؟.. أحد الجنود يلوح بيده بشكل غريب وهو يصرخ: - العدو يتقدم، ويبدو أنه عرف بمكاننا. تبدأ المعركة العنيفة، وينهال الرصاص والقذائف كزخات المطر على المكان الذي يتواجدون فيه، يتساقط الجنود الواحد تلو الاخر من قلة العتاد. مرت الساعات والضابط مصاب في كتفه وغارق بدمائه ودماء جنوده، يزحف على الأرض ببطء شديد. يجد رجالا مقنعين يحيطون به: - تباً لكم يا مجرمون. يلوح أحد المقنعين بيده له كعلامة للتوقف عن الكلام، وبيده الأخرى ينزع قناعه وإذ تبين أنه الجندي علي!!.. ارتسمت ابتسامة صفراء على وجه الضابط: - هل بعت نفسك بثمن بخس، أقسم بالله سوف يكون عقابك سريعا ومؤلما. يوجه الجندي المسدس على رأس الضابط، ويطلق ثلاث رصاصات ليسقط الضابط جثة هامدة، وهو غير مبال بكلامه الذي قاله له. يمسك المسدس، ويلتفت إلى الخلف باتجاه زعيمه: - سيدي لقد نفذت ما تريد، وأنا طوع أمرك. يأخذ زعيمه المسدس، وينزع قناعه وهو يضحك: - بوركت يا شجاع، الآن كم رصاصة في المسدس؟؟.. - سيدي فقط ثلاث بقت فنصفها أطلقتها على رأس العدو، ولكن لماذا تسأل؟؟.. يطلق الزعيم الرصاصات الثلاث على صدر علي، ولقد تغيرت ملامح وجهه بالكامل: - البقية لك فأنت خائن، وأنا لا أتشرف أن أتعامل مع خائن غدر بقائده. نظر علي وهو في رمقه الأخير إلى قائده ومد يده إليه: - لقد صدقت، لقد صدقت فيما قلت. ] حسين علي غالب

مشاركة :