نشرت الهيئة العامة لقصور الثقافة اليوم السبت موضوعا تثقيفيا بعنوان" فن الصدّف" للباحثة نورا حمدي، وذلك ضمن مبادرة وزارة الثقافة التي اطلقتها تحت شعار "خليك في البيت.. الثقافة بين إيديك".ذكرت نورا في مقدمة بحثها عن هذا الموضوع: من الممكن لنا القول إن عبارة "الشيطان يكمن في التفاصيل" تنطبق حرفيا على فنون التشكيل والتطعيم بالصدف التي تتطلب صبرا كبيرا والعمل بحب للوصول لقطعة جمالية غاية الروعة والبهاء. وتابعت: رغم ما اعترى المقولة من تفسيرات بعيدة عن المغزى الذي قيلت من أجله والتي وفقا لعدد من المترجمين المعاصرين تعني العلة التي تكمن في التفاصيل أي المغزى والأهمية، لا كما فسرت بالمعنى الشائع للمطالبة بتجاهل التفاصيل كي لا يطل علينا الشيطان برأسه فتأتي المشكلات.وقد عرفت مصر القديمة فن التصفيح، وهو تشكيل صفائح ورقية من المعادن وتغليفها بصفائح معدنية لتقويتها. ثم نشره الفينيقيون في بلاد الشام وفي فلسطين حيث يعود إلى الرهبان الفرنسيسكان الذين جاءوا من دمشق وقاموا بتدريب العمال المحليين على هذه الحرفة، كما قاموا بإحضار حرفيين من جنوة في إيطاليا لمساعدتهم في تدريب أبناء المدينة.وظهر فن الصّدف في الكنائس والأديرة في العصر القبطي واستخدمت النقوش الإسلامية الزخرفية منذ القرون الأولى للعصر الإسلامي وانتشر في العصر الأيوبي والمملوكي، حيث ازدهر من خلال حشوات رفيعة ودقيقة من أنواع العاج والأبنوس وهي أجود أنواع الحشوات الخشبية التي تتميز بها الدول العربية مثل سوريا ومصر، وهذه الزخرفات تكون متداخلة وبأشكال هندسية مختلفة تحتاج إلى حرفيين متخصصين في هذا المجال.
مشاركة :