كثيرون منا تمنوا يوماً أن يعثروا على «المصباح السحري»! فكلما اشتدت الصعاب، وأسرفت أمنياتنا في الفرار بعيداً... تعاظمت حاجتنا إلى «المصباح» الذي طالما أشعل فينا جذوة أمل يصدُق حيناً ويكذب أحياناً... لكنه يبقى أملاً! وإذا كنا نحن - الناس العاديين - نتوق إلى «آلة المستحيل» في كثير من أوقاتنا... فماذا عن المشاهير من أهل الفن والإعلام؟ وهل لايزالون، بالرغم من بريق الشهرة وسحر الفن وصخب الأضواء، يحرقهم الشوق إلى أحلام بعيدة وأمنيات لم تجد طريقها إلى التحقق؟ وإذا صادف النجوم «المصباح»، فهل يتشبثون به ويبادرون باستدعاء «المارد» المختبئ في جوفه... أم سيمضون في طريقهم غير مكترثين... ربما لأنهم لم يعودوا في حاجة إليه؟! «الراي» حرصت على مشاركة النجوم في اللحظة «الافتراضية» التي واجهوا فيها المصباح السحري... ورصدت ردود أفعالهم، وتسللت - بأسئلتها - إلى جعبة أمنياتهم العميقة، سواء كانت وليدة الحاضر، أو ظلت تصاحبهم من الماضي البعيد! ● لو غرق بك القارب، في منتصف المحيط الهادي، وبقيتِ لوحدك بعد أن فقدت كل شيء حتى «البوصلة» التي كانت تحدد مسارك، قبل أن يلفت نظرك لمعان «المصباح السحري»، الذي تتقاذفه الأمواج يميناً ويساراً، فماذا تفعلين وقتذاك؟ - أولاً، سوف أبحث عن قطعة خشبية، مما تبقى من حطام القارب للتشبث بها، كوني لا أجيد السباحة في البحيرة الصغيرة، فما بالك وأنا في عمق المحيط الهادي! ● وما الخطوة التالية؟ - حالما أرتاح قليلاً وأستفيق من هول الفاجعة، سأفكر في طريقة للخروج من المأزق الذي وقعت به، ولا شك أن مارد المصباح السحري سوف يساعدني في ذلك. ● لكن، كيف الوصول إلى المصباح السحري، إن كنت أصلاً لا تمتلكين مهارة السبّاح؟ - الحاجة أم الاختراع، لا بد أن أجد حلاً ناجعاً لهذه المشكلة، وإلا سأبقى عالقة في المكان ذاته، أخضع إلى صفعات الرياح، وأكابد لسعات البرد القارس. ● في رأيك، ما أقصى حدود الصبر لدى الإنسان، لكي يستطيع الصمود من دون طعام أو شراب في مكان كهذا؟ - الوضع يختلف من شخص إلى آخر، فهناك من لديه القدرة على التحمل لأيام أو حتى لأسابيع، فيما أن البعض الآخر ينفد صبره سريعاً، فيستسلم لقدره ويرفع راية اليأس. ● وأنت، كم من الوقت يمكنك تحمل الوضع الصعب الذي أصبحت عليه الآن؟ - لا أعلم بالضبط، لكن ما أعرفه، أنه إذا لم يمت المرء جوعاً أو عطشاً، فسوف ينتهي به المطاف غرقاً على أي حال، لا سيما إن اشتدت الرياح وهاجت الأمواج. ● وهل تعلمين إذا كانت توجد جزر قريبة من هنا؟ - سمعت ذات يوم عن جزيرة تدعى «كارولاين» في المحيط الهادي، وهي تمتاز بتجمع الطيور المائية حولها، إضافة إلى كثرة سرطان جوز الهند فيها، وأعتقد أنها قريبة من هنا، لذا سوف أتوجه إليها، ما لم تكن قد توارت في خارطة المحيط. ● حسناً، لنعد إلى لبْ الموضوع، ما أول طلباتك من مارد المصباح السحري إن تمكنت من التقاطه؟ - سوف أطلب منه توفير طائرة خاصة، لكي أعود إلى مسقط رأسي وموطني الغالي المملكة العربية السعودية، وأقضي ما تبقى من حياتي بين أحضان والديّ وأشقائي. ● وماذا عن الطلب الثاني؟ - لطالما تمنيت أن أقدم المساعدات الإنسانية لكل النازحين والمشردين في الدول المنكوبة، لتأمين احتياجاتهم الضرورية، والتقليل من معاناتهم، خصوصاً في الدول الإسلامية والعربية. ● ألا تعلمين أن بعض البلدان لن تسمح بمرور المساعدات الإنسانية عبر أراضيها لدخول دول أخرى، خصوصاً إذا كانت هذه الدول معادية لها؟ - بالفعل أعلم ذلك، غير أنني سوف أستغل وجود المارد لتولي هذه المهمة بنفسه. ● من وجهة نظرك، ما الدول التي تحتاج إلى المساعدات الإنسانية العاجلة؟ - بلا شك، سورية، اليمن، ليبيا، العراق، إلى جانب الدول الأفريقية الفقيرة. ● لم يبق بحوزتك سوى طلب أخير من مارد المصباح، فما هو؟ - سوف أطلب منه مساعدة رجال الأمن في القبض على تجار المخدرات، وتخليص الشعوب من هذه الآفة التي تفتك بكيان المجتمعات وتلغي عقول مدمنيها. ● هل تعتقدين أن بعض الأمور الشائكة تحتاج بالفعل إلى تدخل مارد المصباح السحري لحلحلتها؟ - لا يحل الأزمات إلا رب العالمين، فهو على كل شيء قدير. فلا توجد عصا سحرية أو مصباح سحري، أو غيرهما من أدوات الخيال، يقدر على تحقيق ما لا يريده الله، ولكن حديثنا الافتراضي يأتي من باب الدعابة والتنفيس عن النفس، خصوصاً أننا في شهر رمضان المبارك. ● وما أمنيتك التي لا يقدر على تحقيقها مارد المصباح السحري؟ - أتمنى من الله أن يحفظ لي أهلي وأحبابي، أولاً وأخيراً، كما أود تحقيق ذاتي من خلال عملي في مجال الإعلام، لأن مرحلة تحقيق الذات هي أقصى مراحل الاحتياجات الإنسانية التي يطمح كل إنسان أن يصل إليها.
مشاركة :