واشنطن ـ الراية: أعرب سعادة السيد محمد جهام الكواري سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية عن أسفه الشديد من تسييس بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 لدرجة اتهام قطر بالفساد دون دليل.. منوهًا إلى أن تقرير لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" حول عملية التقدم بعروض استضافة مونديال 2022 الذي أعدّه المحقق الأمريكي السابق مايكل غارسيا، برأ ساحة قطر من أي مخالفات. وأكد الكواري أن بطولة كرة القدم 2022 ستقام في قطر، مشددًا على أنها ستشهد نجاحًا كبيرًا، وأن اللغط الأخير المتعلق بالفيفا ليس له أي علاقة بالعرض القطري. وأضاف: من المؤسف جدًا أن يتم تسييس النقاش إلى درجة اتهام قطر بالفساد وسوء التصرف من دون أي دليل ملموس، لافتًا إلى أن تقرير غارسيا برأ ساحة قطر من أي مخالفات، وأن قطر تعاونت، بشكل كامل مع لجنة التحقيق، ومستعدة لمواصلة هذا التعاون. وحول القضايا المتعلقة بالعمالة الأجنبية في قطر، قال السفير الكواري إن بعض جوانب هذه القضية مبالغ فيها من قبل وسائل الإعلام، لافتًا إلى التدابير التي وضعتها وزارة العمل لتعزيز الإصلاحات العمالية والتشريعات. وأكد أن رغبة قطر في استضافة هذه البطولة نابعة من إيمانها بقدرة الطاقة الكامنة في الرياضة على توحيد الشعوب والدول، وخاصة في منطقة يسودها الكثير من الفرقة الناجمة عن العنف العرقي والطائفي. جاء ذلك خلال مشاركة السفير الكواري في ندوة بعنوان "العلاقات بين قطر والولايات المتحدة والوضع الإقليمي" بمجلس العلاقات الدولية بمدينة سياتل في ولاية واشنطن، بحضور عدد من الباحثين والمهتمّين بالعلاقات العربية الأمريكية وبتطورات منطقة الشرق الأوسط والإعلاميين. وتطرق الكواري إلى جملة من المواضيع شملت مستقبل العلاقات القطرية الأمريكية، إضافة إلى مراجعة سياسية لأحداث الربيع العربي، والوضع اليمني والحرب في سوريا والعراق وصعود تنظيم "داعش". وتحدث عن العلاقات القطرية الأمريكية، لا سيما على الصعيد الإنساني، لافتًا إلى تأسيس صندوق "قطر كاترينا" والجهود التي بذلها القيمون عليه للمساهمة في إعادة بناء مدينة نيو أورلينز وتوفير الدعم المالي للمؤسسات المحلية مع التركيز على مجالات التعليم والإسكان والرعاية الصحية. وعن زيارته الأخيرة للمدينة حيث وقف على التطور الذي طرأ عليها، أشار إلى لقاءاته مع مسؤولي المجتمع المدني والطلاب والمواطنين الذين استفادوا من المشاريع، مشددًا على أن المساعدات الإنسانية هي جزء لا يتجزأ من ثقافة قطر ودبلوماسيتها. وفي الشأن السوري، قال سعادته إن الإطاحة بنظام الأسد هو الخطوة الأولى باتجاه الحل في سوريا، مشيرًا إلى أنه بالنظر للواقع على الأرض فإن ذلك أمر لا مفر منه، لأن بقاء النظام يعني استمرار العنف في هذا البلد، لذلك فإن تغيير النظام شرط أساسي في المصالحة الوطنية، لافتًا إلى أن التغيير لا يمكن أن يتم من الخارج بل من خلال عملية داخلية تدريجية تنطوي على الاعتراف بالجهات الأساسية الفاعلة على الأرض إلى جانب المعالجة السياسية وصولاً إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تراعي التمثيل الطائفي للبلد، ينتج عنها حوار وطني يشمل كل الطيف السياسي. وتناول الكواري موضوع تنظيم "داعش"، لافتًا إلى أن هزيمة التنظيم لا تتم عسكريًا وبين ليلة وضحاها، حيث إن الإرهاب ليس عدوًا تقليديًا تتم مواجهته بالطرق التقليدية، بل إن الحرب على الإرهاب يجب أن تستهدف الأسباب الجذرية للمشكلة، مشددًا على أن عملية استئصال الإرهاب هي عملية طويلة ومعقدة وتبدأ أولاً بالحكم الرشيد وبالحقوق المدنية والتعليم. وقال إن العراق يقدم لنا درسًا تاريخيًا مهمًا عن تحوّل الاضطرابات الطائفية إلى عنف من جهة، ومن جهة أخرى عن إمكانية أن تكون المصالحة الوطنية خطوة في اتجاه مكافحة العنف والإرهاب، مشددًا على ضرورة إشراك السنة العراقيين في العملية السياسية، وهذا بالطبع يعتمد على استعداد الحكومة العراقية وقدرتها على القيام بذلك. وأكد ثقته في الدور الأمريكي المؤثر للغاية، إضافة إلى الدور الإيجابي الذي يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي القيام به في مجال تهدئة القبائل والفصائل السنية وإعادة توجيه طاقاتهم لبناء الدولة، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة توقف التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية العراقية. وعن مشاركة قطر في العملية العسكرية في اليمن كجزء من الجهد الإقليمي والدولي لإعادة الاستقرار وتثبيت الشرعية في هذا البلد، قال إن العملية تتمتع بتأييد واسع النطاق وهي تهدف إلى وقف التدخل الأجنبي في اليمن، إعادة بناء الدولة وإشراك الجميع في حوار وطني، مشيرًا إلى أن اجتماع جنيف المقبل سيكون بمثابة خُطوة حيوية في هذا الاتجاه. ونوّه بالدبلوماسية القطرية على الصعيدين السياسي والإنساني، لافتًا في المجال السياسي إلى جهود التوسط في الصراعات الإقليمية، وفي المجال الإنساني إلى جهود التوسط في الإفراج عن الرهائن الأجانب المُحتجزين في مناطق الصراع الإقليمية. وأكد أن مفتاح النجاح يعود إلى حياد قطر ودبلوماسيتها الفعالة.
مشاركة :