أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، أنه إذا حددت الجهات المسؤولة مقابر مخصصة لموتى فيروس كورونا فيلزم الدفن بها دون سواها، موضحًا أنه ليس من أخلاقيات الدين رفض القيام بتغسيل، أو تكفين، أو دفن من مات بسبب المرض، وأن القيام بكل هذا من فروض الكفايات.وأوضح شومان عبر الفيسبوك: أنه يتعين على المكلفين بالتعامل مع موتى كورونا القيام به، ويكون الإخلال به من ترك القيام بما يجب عليهم شرعا، فليقوموا به وليأخذوا الاحتياطات اللازمة، فإن أصابهم شيء فهم شهداء، وكما لايجوز الفرار من ساحة المعركة مع توقع الشهادة، فكذا لايجوز للمتخصصين في دفن الموتى رفض القيام به.ووشدد أنه بعد زيادة أعداد وفيات كورونا، بدأت تظهر مشاكل تتعلق بإجراءات التعامل مع الجثث من حيث التغسيل، والتكفين، والدفن، ونظرا لثقافة الدفن المتوارثة ورغبة الناس في دفن موتاهم في مقابر خاصة بالأسر والأقارب، يعترض بعض الناس على تغسيل، أو تكفين، أو دفن موتاهم على خلاف ما اعتادوا عليه، كما يتبرمون من دفن أقاربهم بعيدا عن مقابرهم موضحًا أن الواجب شرعًا في هذه الظروف الاستثنائية التطبيق الكامل للتعليمات والضوابط الواردة عن جهات الاختصاص، وبخاصة ماصدر عن الصحة والبيئة، وأنه لايجوز مخالفة ضوابط التغسيل أو التكفين أو الدفن المعلنة.وأكد وكيل الأزهر السابق، أنه من حق جهات الاختصاص إلزام الناس بما تقره؛ دفعا للضرر عن الأحياء، مضيفًا أنه لابد أن يعلم المخالف بأنه مرتكب لإثم شرعي، وأنه إن تعرض للإصابة من جراء مخالفته للتعليمات يكون مسؤولا شرعا ومتحملا للإثم، وقد نهانا رب العزة عن تعريض أنفسنا للتهلكة حيث قال:( ولاتلقوا بأيدكم إلى التهلكة) وقال: (ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).
مشاركة :