الرياض 18 شعبان 1441 هـ الموافق 11 إبريل 2020 م واس أكد معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة الأستاذ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد أن هذه البرامج تهدف إلى توعية الناس من خطر فيروس كورونا اتساقاً مع حرص قيادة هذه البلاد المباركة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله - الذين ما فتروا عن العمل تجاه هذا الفيروس لحفظ المجتمع والمجتمعات كلها, سائلاً الله لهم التوفيق وأن يعز الدين بهم. جاء ذلك في المحاضرة الافتتاحية للبرنامج الدعوي "الالتزام بتوجيهات الوقاية من جائحة كورونا واجب شرعي ومطلب وطني" التي كانت بعنوان "مشروعية الحجر الوقائي", الذي تنظمه الوزارة، ممثلةً بفرعها بالمنطقة الشرقية، برعاية معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ خلال الفترة : 18-29/8/1441هـ, ويشارك فيه نخبة من العلماء والمشايخ, وتبث المحاضرات على منصة اليوتيوب الخاصة بالوزارة. وأوضح معاليه في مستهل المحاضرة أن الحجر الوقائي للناس في منازلهم الذي اتخذته المملكة مع هذه الجائحة ليس ببدع في الشرع وليس أمرا لا يعرفه الناس وإنما أمر درج الناس عليه قبل الإسلام وفي الإسلام, وذلك أن الإنسان إنما خلق ليعمر الأرض حتى يأذن الله جل وعلا بزوال هذه الدنيا، وبقاء هذا الإنسان مما اتفقت الشرائع التي أنزلها الله على الحفاظ عليه, فسنت الشرائع قبلنا سنن كثيرة وهي كلها تحافظ على النفس البشرية؛ فالله جلا وعلا خلق هذا الإنسان وأمره بالأكل والشرب ليبقى, مستشهدا بقوله تعالى "كلوا من طيبات ما رزقناكم" وقوله تعالى "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين". وأضاف" ابن سعيد" أن الله أباحَ الخبيث مع ما فيه من الضرر إبقاءً لنفس البشرية مستدلا بقوله تعالى: (ِإنما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ? فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ? إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )؛ مشيرا إلى أن الله رتب الأجر العظيم على من استبقى الأنفس وأحياها كما في قوله تعالى : "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا", وحرم الله جل جلاله الاعتداء على النفس سواء من الشخص نفسه أو من غيره فقد قال (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رحيما). وبين معالي نائب الوزير الأستاذ الدكتور يوسف بن سعيد أن من أنواع الدواء للأمراض المعدية الحجر الصحي والوقائي وأن الفقهاء عليهم رحمة الله قرروا أن الحجر نوعان: الأول حجر لمصلحة الشخص نفسه والآخر حجر لمصلحة غيره وإن كان في الأموال فإنه على الأبدان والأنفس أولى ذلك أن العلماء اتفقوا على أن مصلحة حفظ النفس مقدمة على غيرها من المصالح ما عدا الدين فهي مقدمة على حفظ النسل والعقل والمال. وتابع معاليه : بفضل الله رأينا قلة الإصابة في هذا البلد إذا رأينا كثرة الإصابات في غيره من البلدان وما ذاك إلا بتوفيق الله جل جلاله ثمّ هذه القرارات التي أمر بها ولاة الأمور وهي قرارات احترازية ثم استجاب لها هذا الشعب المبارك الذي لم يعهد عنه يوماً من الأيام أنه مخالف لأي أمر يأمر به ولاة الأمر حفظهم الله لأنه يعلم أنهم لا يأمرون إلاّ بما فيه المصلحة. وفي الختام سأل معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية -الله جل جلاله- أن يكشف الكربة عن المسلمين وأن يزيل الغمة عن البشرية جمعاء وأن يشفي المرضى وأن يأجر من أصيب , ودعا الله عز وجل أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وقيادتنا وبلادنا وأن يجزي ولاة أمورنا خير الجزاء على ما بذلوا ويبذلون من النصح والتوجيه فجزاهم الله عن هذه البلاد وأن يجعل ما قدموا في ميزان حسناتهم. // انتهى // 00:39ت م 0150 www.spa.gov.sa/2073695
مشاركة :