مقالة خاصة : إسرائيل تعاني نقصا حادا في البيض بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي وتفشي كورونا

  • 4/12/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القدس 11 أبريل 2020 (شينخوا) اضطر الإسرائيلي الأربعيني حاييم، لشراء كمية كبيرة من بيض الدجاج، رمز تجديد الحياة في الديانة اليهودية، في ظل نقص حاد بالأسواق منذ أكثر من أسبوع بالتزامن مع عيد الفصح وفي ظل تفاقم أزمة فيروس كورونا المستجد. وازداد طلب الإسرائيليين على البيض منذ أن فرضت السلطات قيودا صارمة للحد من انتشار الفيروس التاجي في البلاد، واضطرارهم للبقاء داخل المنازل. ويزداد الطلب على البيض خلال عيد الفصح اليهودي، أحد الأعياد الرئيسية في الديانة اليهودية، والذي يتم الاحتفال به لمدة سبعة أيام. وفي عيد الفصح يجتمع أبناء العائلة والأقرباء للعشاء الاحتفالي ويتلون خلاله الصلوات ويقومون بالطقوس الدينية. ويقول حاييم البالغ من العمر (35 عاما)، وهو من سكان رمات غان شرق مدينة تل أبيب لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "نتيجة للنقص في البيض قمت بشراء 35 كرتونة دفعة واحدة من مورد للبيض". ويضيف "بحسب المورد فإن المشكلة تكمن في تهافت الناس على الشراء نتيجة الأخبار التي تفيد بإمكانية تمديد حالة الإغلاق في البلاد". ويقول المدير العام لمنظمة مربي الدواجن الإسرائيلي موتي الكابتس، لـ((شينخوا)) "إن الشراء الموسع للبيض من قبل المواطنين هو انفعالي وليس عقلاني". ويضيف إن السبب في ذلك يرجع للخوف من انتشار فيروس كورونا. ويشير الكابتس إلى أن "الطلب على البيض ازداد بنسبة 30% منذ بدء تفشي الفيروس التاجي في إسرائيل قبل حوالي شهر، وهو ما سب العجز". ويوضح "أن نسبة الاستهلاك الإسرائيلي هو 2.2 مليار بيضة في السنة، ما يعني أن كل شخص يأكل بالمتوسط حوالي 244 بيضة في السنة". وتابع الكابتس "خلال السنة يتم استيراد ما بين 30-50 مليون بيضة مرتين خلال الربيع والخريف"، مشيرا إلى أن ذلك يكون "خلال الأعياد اليهودية مثل عيد الفصح، وفي الأوقات الذي يكون فيه الإنتاج المحلي غير كاف". وأدت عطلة عيد الفصح اليهودي هذا العام مع إعلان الإغلاق بسبب كورونا للحد من قدرة المستوردين على جلب الكميات النموذجية من الطلب على البيض، ما تسبب في الأزمة الحادة التي تشهدها البلاد. ويعتبر البيض رمزا لتجديد الحياة في الديانة اليهودية، خصوصا تناولها في وجبة عيد الفصح التقليدية في الأجواء الاحتفالية. وتوجه العديد من الإسرائيليين الذين لم يحالفهم الحظ في شراء هذا المنتج لمزارعي البيض في الأماكن النائية للشراء منهم مباشرة، ما استغرق منهم عدة ساعات. وتشكو الإسرائيلية أولغا البالغة من العمر (28 عاما) من البحث في أكثر من مكان عن البيض والانتظار في طوابير طويلة للحصول على نصيب منه. وتقول أولغا، وهي مدينة الخضيرة شمال مدينة تل أبيب لـ((شينخوا)) "ذهبت إلى عدد من الدكاكين بحثا عن البيض، وفي كل مكان كنت أذهب إليه كنت أجد دورا طويلا من الانتظار". وتضيف "العديد من الأشخاص انتظروا ساعات حتى وصلهم الدور، ليجدوا أنهم بإمكانهم الحصول على كرتونة أو كرتونتين من البيض كحد أقصى". واشتكت أولغا أيضا من نظام تستخدمه بعض المحلات بضرورة شراء منتجات بقيمة 200 شيقل إسرائيلي (حوالي 70 دولار أمريكي) كحد أدنى للحصول على البيض. ويمكن تفسير الزيادة الحادة المفاجئة في استهلاك البيض خلال أزمة فيروس كورونا والإغلاق الذي تشهده البلاد في ظل سعي الحكومة للحد من انتشاره، إلى تحول المواطنين لطرق أكثر سهولة ويسرا لصنع الطعام في المنزل. ويعد البيض منتج أساسي غني بالمواد الغذائية والبروتين، ويسهل على المواطنين إعداد أطباق البيض خلال تواجدهم في منازلهم نتيجة الإغلاق المفروض، بحسب الكابتس. ويقول إنها سلعة "رخيصة الثمن ومدعومة من الحكومة بسعر ثابت وهو حوالي شيكل واحد (0.3 دولار أمريكي) لكل بيضة". وسجلت مدن إسرائيلية عديدة مشاجرات وتجمعات جماهيرية، إضافة إلى طوابير طويلة من المستهلكين، الذين خاب أمل الكثير منهم في الحصول على البيض بعد انتهاء العرض في المتاجر. وقالت وزارة الزراعة الإسرائيلية في بيان حصلت ((شينخوا)) على نسخة منه إنه تم "تسجيل بعض الانتهاكات غير القانونية من قبل بعض الانتهازيين الذين يحاولون كسب المزيد من المال في ظل هذه الأزمة". وأشارت إلى "محاولة بعض مهربي البيض الفلسطينيين من الضفة الغربية جلب بيض غير محدد بشكل قانوني إلى إسرائيل". واشتكى العديد من المواطنين لوزارة الاقتصاد الإسرائيلية من محاولات متزايدة لبعض المتاجر لرفع أسعار علب البيض بشكل غير قانوني، إضافة لبيع البيض للمستهلكين الذين يشترون منتجات إضافية بقيمة 50 شيكل (14 دولارا) أو أكثر. وذكرت وزارة الزراعة في بيانها أنه سيتم استيراد 32 مليون بيضة لإسرائيل عن طريق الجو والبحر حتى نهاية أبريل الجاري. ومع ذلك ترى الوزارة أن هذه الكمية لن تكون كافية إذا استمرت الزيادة الحالية في الطلب على البيض. وقامت إسرائيل باستيراد البيض من العديد من البلدان وهي إيطاليا وإسبانيا والبرتغال بالإضافة إلى أوكرانيا. ويعتبر رونين بار مؤسس منظمة (سينشن) الإسرائيلية "أن نقص البيض يعد فرصة ممتازة لإعادة التفكير في هذا الأمر". ويقول بار لـ((شينخوا)) أن الفيروس التاجي المستجد هو فرصة كبيرة للحكومة وللناس لأخذ التهديدات الصحية المرافقة لإنتاج الحيوانات بمزيد من الحذر والجدية، مشيرا إلى "إمكانية استبدال البيض بسهولة في نظامنا الغذائي بالعدس أو دقيق التوفو، إضافة إلى طهي العديد من المكونات الصحية التي يمكن أن تحل محل البيض". ونشرت وزارة الصحة الإسرائيلية بحثا يظهر "زيادة كبيرة في الطلب على منتجات جديدة، من بينها الزيادة في شراء اللحوم المجمدة بنسبة 82 في المائة، والعسل بنسبة 80%، والزيت بنسبة 85%، الخضروات بنسبة 20% إضافة إلى منتجات الحليب بنسبة 16%.

مشاركة :