رام الله 11 ابريل 2020 (شينخوا) يعمل نحو 50 متطوعا على ترجمة نشرات تعريفية ومقاطع فيديو للتوعية بمخاطر فيروس كورونا المستجد إلى لغة الإشارة في الأراضي الفلسطينية. ويتم ذلك بمبادرة أطلقها حديثا الاتحاد الفلسطيني للصم والبكم لإشراك أعضائه من خلال لغة الإشارة بتطورات فيروس كورونا والتوعية للحد من انتشاره. وجاء إطلاق المبادرة من واقع احتياج ذوي الإعاقة السمعية إلى متابعة تطورات تفشي الفيروس في ظل افتقاد خدمة الترجمة للغة الإشارة في المؤتمرات اليومية للحكومة ووزارة الصحة. وتقوم المبادرة على توحيد لغة الإشارة في الأراضي الفلسطينية وترجمة أهم الأحداث المتعلقة بالمرض وسبل الوقاية منه لشرحها للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وإشراكهم في الجهد الجماعي للحد من انتشاره. وتقول خلود مرجان (35 عاما) من ذوي الإعاقة السمعية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المبادرة ساعدتها على الاطلاع بشكل دقيق على تطورات تفشي فيروس كورونا وطرق الوقاية منه. وتشير خلود إلى أنها باتت قادرة على استقاء المعلومات الدقيقة التي تصدر عبر قنوات حكومية رسمية بشأن الفيروس بعد أن تعذر عليها ذلك عند غياب خدمة الترجمة إلى لغة الإشارة في الأسابيع الأولى من ظهور الفيروس. وتقيم خلود مع عائلتها في بلدة "بديا" قرب سلفيت في شمال الضفة الغربية، حيث ولدت بالإعاقة وراثيا، فيما تشير إلى أنه ليس للأهل دائما قدرة على شرح كافة تفاصيل المرض. وتضيف "لم نكن نستطيع الحصول على المعلومة الدقيقة في البداية خاصة أن هناك أنباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي من شأنها إثارة الرعب والذعر وليست موثوقة". وبحسب إحصائيات الاتحاد الفلسطيني للصم والبكم، يعاني نحو 45 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية من إعاقة سمعية ونطقية. ويقول منسق الاتحاد وليد نزال لـ ((شينخوا))، إنهم عملوا على جمع نحو 50 مترجم إشارة من الضفة الغربية وقطاع غزة انطلاقا من الحاجة إلى اطلاع فئة الصم والبكم على تطورات تفشي فيروس كورونا. ويوضح نزال أنه بفضل مبادرة الاتحاد تم إطلاق خدمة إعلامية موحدة لترجمة المؤتمرات الحكومية وتقديم نشرات توعية وإرشاد موحدة للصم والبكم. ويعتمد الاتحاد الفلسطيني للصم والبكم على بث نشراته من خلال موقعه الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما بات يستقطب آلافا من الصم والبكم. ويوضح نزال أنه تم التواصل مع بعض القنوات التلفزيونية المحلية لتوفير خدمة مترجم إلى لغة الإشارة بشكل مباشر للصم والبكم عند عرض المؤتمرات الحكومية بشأن فيروس كورونا. ويؤكد نزال على ضرورة إشراك هذه الفئة من المجتمع في سبل التوعية والوقاية من تفشي الفيروس بحيث تصل إليهم معلومة صحيحة من مصدرها الرسمي وبما يمكنهم من فهمها. وقوبلت المبادرة بدعم من وزارة الإعلام الفلسطينية التي حثت على توسيع نطاقها. وتقول مديرة المكتب الصحفي في الوزارة نداء يونس لـ ((شينخوا))، إنها خاطبت المحطات التلفزيونية بضرورة توفير خدمة الترجمة إلى لغة الإشارة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية لاطلاعهم على تطورات فيروس كورونا واشراكهم في الجهود لمواجهة تفشيه. وتشدد يونس على أن مجابهة فيروس كورونا أساسه التوعية وإتباع إرشادات الوقاية وهو ما يتطلب الوصول بالمعلومات الدقيقة لكافة شرائح المجتمع الفلسطيني.
مشاركة :