ترفعُ القبعةُ لِـ «كورونا»...! (1 من 2)

  • 4/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لقد امتلأ العالم بالحقائق التي تتصل بحياتنا، وإن اجتهدنا في فهمها وإدراكها وكيفية التعامل معها فسنجد الكثير من الحلول لمشكلاتنا، والارتقاء بجوانب حياتنا المختلفة، وستكون عامل تحرير لعقولنا ونفوسنا، أي نتحرر ونستقل من الخوف والقلق والجهل وخداع النفس.إن التعامل العقلاني مع الواقع يجعلنا نقف أمام حقيقة مسؤولياتنا في مراجعة الأخطاء ونقد الذات وتحديد الجوانب التي تتحمل تبعات وعواقب التقصير والإهمال. ومن طبيعة النفس البشرية أنها تُعرض عن معرفة الحقائق، وكثير من الناس يستغلون هذه الطبيعة بمحاولة طمس القضايا وتسمية الأشياء بغيرأسمائها، لأن معرفة الحقيقة قد تكون مؤلمة وموجعة بل ومرّة، ولكن ذلك أفضل من تجاهلها وتزويرها.نتفق بأننا نختلف في فهم الحقائق الكبرى، وفي طرق معالجة المشكلات المعقدة، ولكن المهم أن ندرك أن ما لدينا من رؤى وحلول غير واقعية لظاهرة الاعتذار والتخلي عن مسؤولياتنا بحجة الظروف والأوضاع، قد يؤدي بنا إلى الإعراض عن التواصل مع الآخرين، وذلك من أجل التخلص من المسؤوليات التي على عاتقنا، وهنا علينا مراجعة أنفسنا وتعيير توازنها بمكيال ومعيار العزم والإصرار.إن أزمة كورونا كشفت بل وعرت بعض الناس، الذين تخلّوا عن واجباتهم تجاه أهلهم وأرحامهم بحجة التباعد الاجتماعي وطاعة ولي الأمر!ليقف كل مَنْ قطع أرحامه خصوصاً إن كانوا أرحام من الدرجة الأولى - حتى وإن ادّعى وقال قطع موقت - وتخلى عن مسؤولياته تجاههم سواء كانوا أبوين أو إخوة وأخوات. ويسأل نفسه! عندما قرر أن يتباعد اجتماعياً عنهم وتقارب اجتماعياً مع أولاده بل وتلاحم معهم، وقد يصاب أحد أولاده أو أحفاده بالوباء نفسه الذي تباعد من أجله عن أمه وأبيه وأخوته وتنتقل إليه العدوى بقدر الله! ندعوه للتعمق في هذه الآية الكريمة: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) هل هو أنذر وحذّر نفسه ومن ثم أولاده وحثهم على التباعد الاجتماعي إن كان فاعلاً للأصح والأسلم وخاضعاً وممتثلاً لأوامر ولي الأمر؟! هذه المسألة الأولى، أما الأخرى لماذا أوصدت وأغلقت بابك عن أرحامك من الدرجة الأولى، وفتحته على مصراعيه لأولادك وأحفادك وجيرانك وبعض أصدقائك المقربين؟! قال الله تعالى: «أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا».

مشاركة :