تنطلق في 22 يوليو المقبل فعاليات مهرجان ليوا للرطب في نسخته الـ11، في مدينة ليوا بالمنطقة الغربية في إمارة أبوظبي، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي. ومع مرور 11 سنة على انطلاق الدورة الأولى من المهرجان، تحوّل المهرجان إلى محطة رئيسة على خريطة المهرجانات السياحية التي تحفل بها المنطقة الغربية في كل عام، خصوصاً أنه يستقطب في كل دورة ما يقارب الـ70 ألفاً من السياح والزوار مواطنين ومُقيمين، كما أنه بات يعد حدثاً تراثياً سنوياً ينتظره الآلاف من مختلف إمارات الدولة؛ كون فعالياته تحكي تراث أجداد دولة الإمارات، وتحاكي طريقة حياتهم ومعيشتهم سابقاً. متابعة دائمة أكد مدير مهرجان ليوا للرطب، عبيد خلفان المزروعي، أنّ الاستعدادات للمهرجان تسير بشكل مكثف وباستمرار؛ إذ يتم عقد اجتماعات متواصلة لمناقشة كل الشؤون التنظيمية الإدارية واللوجستية والأمنية والإعلامية اللازمة لضمان تحقيق أهداف المهرجان ورسالته، والتنسيق مع الجهات المعنية بما يضمن تكامل الأدوار وتوفير الجهود والتكاليف، وتحفيز المجتمع المحلي والإقليمي على المشاركة في فعاليات المهرجان وشروط الالتحاق بالمسابقة، وآليات التقييم الخاصة بالمهرجان. منتجات تعكس الأصالة يُعدّ السوق الشعبي الذي يقام على هامش مهرجان ليوا، ركناً أساسياً من أركان هذا الحدث السنوي المميز، إذ تعكس منتجاته روح وأصالة المجتمع الإماراتي، وتستفيد منه العديد من الأسر الإماراتية التي تعرض الأدوات والمعدّات والصناعات اليدوية القديمة التي شكلت أساس حياة الآباء والأجداد، والمُستمدة في معظمها من النخيل والتمور، فضلاً عن أنّ المهرجان بات يُشكّل فرصة سنوية لعرض أحدث الابتكارات والمواد الغذائية التي تعتمد في تصنيعها على الرطب والتمر وكل ما يتعلق بشجرة النخيل. ولم يغفل مهرجان ليوا الاهتمام بزواره من الأطفال الذين يتوافدون إليه بصحبة الأهل للتعرف إلى تاريخ النخيل وعراقة التراث الإماراتي، إذ خصّص لهم عشرات الفعاليات المميزة من مسابقات ثقافية وورش رسم تتناول موضوع النخيل، وتعريف الأطفال بفضائل هذه الشجرة. وعقدت اللجنة المنظمة للمهرجان اجتماعاً، أول من أمس، لبحث الاستعدادات للحدث الذي يستمر حتى 30 من يوليو المقبل، برئاسة مدير المهرجان، عبيد خلفان المزروعي، وبحضور المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الزراعية في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ومدير لجنة تحكيم المهرجان، مبارك علي المنصوري، ومدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، عبدالله بطي القبيسي، وممثلين عن اللجنة الأمنية والشرطة. ويضم المهرجان في دورته الجديدة العديد من الفعاليات الشعبية والتراثية والفنية التي تقام يومياً من الساعة الرابعة عصراً حتى العاشرة مساءً، بعدد جوائز يبلغ 220 جائزة بمجموع ما يزيد على ستة ملايين درهم، من أهمها مزاينة الرطب والليمون والمانجو والسوق الشعبي، ومسابقة سلة فواكه الدار، ومسابقة أجمل مجسم تراثي، والمزرعة النموذجية وفعاليات الأطفال والسوق الشعبي، في إطار الاحتفاء بالعادات والتقاليد والمحافظة على التراث المعنوي لدولة الإمارات، خصوصاً النخيل الذي يشغل مساحة كبيرة من التراث الإماراتي الأصيل، وذاكرة مجتمع الإمارات. رمز وتاريخ نوّه عبيد خلفان المزروعي بأنّ المهرجان يهدف إلى فتح المجال أمام مختلف الأجيال للتعرف إلى تراث ومنتجات الأجداد والآباء؛ كون شجرة النخيل كانت ومازالت تمثل رمزاً لثقافة وتاريخ المجتمع العربي بشكل عام، والمجتمع الإماراتي على وجه الخصوص. وأشار إلى أنّ المكانة التاريخية لشجرة النخيل تحتم علينا بذل كل الجهود التي من شأنها تعزيز دور النخيل والتمر في مسيرتنا الحياتية، والمحافظة على مكانتها المرموقة والرفيعة، لاسيما أنه ووفقاً للأمم المتحدة فقد تمكنت دولة الإمارات خلال العقود الأخيرة من غرس نحو 130 مليون شجرة، منها 22 مليون شجرة نخيل، تشكل 20% من إجمالي أشجار النخيل في العالم. ونسعى على الدوام إلى تحقيق واقع عالمي نفخر به في مجال التمور والنخيل، وكذلك الحفاظ على الموروث التاريخي والوطني الذي تتمتع به الدولة، من خلال تكثيف العمل على تشجيع المزارعين وتحفيزهم على التوسع في زراعة الأصناف الجيدة من التمور. وأشاد المزروعي بالرعاية الكريمة للمهرجان من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الذي يُقدّر دوماً ويُثمّن حرص أبناء المنطقة على صون موروثهم الثقافي والاجتماعي، وضمان توريثه للجيل الشاب. مسابقات كعادته في كل عام يحفل المهرجان بالعديد من المفاجآت التي تخدم جهود دعم الموروث الثقافي الإماراتي، ومن أهمها الاستمرار للسنة الثالثة على التوالي بثلاثة أشواط تشجيعية لكل من فئات الدباس والخلاص والنخبة، وهي مُخصّصة للمشاركين الذين لم يسبق لهم الفوز من قبل في أيّ من الدورات السابقة للمهرجان، بهدف مكافأتهم على مشاركاتهم المتواصلة وتحفيزهم وتشجيعهم على بذل الجهود لمنافسة الآخرين. وتشمل فئات مسابقة مزاينة الرطب، وهي الفعالية الرئيسة للمهرجان: الخنيزي، الخلاص، الدباس، بومعان، الفرض، النخبة، وأكبر عذج. وتشكل مسابقات الرطب الفريدة من نوعها هدفاً للجميع للحصول على المراتب الأولى، إذ يتم إعلان النتائج بعد القيام بتدقيق المزارع وفقاً لمعايير دقيقة متعدّدة تشمل النظافة العامّة للمزرعة، والعناية بالنخلة، واستخدام أسلوب الري الأمثل في توفير مياه السقي، إضافة الى الالتزام بمواعيد تسليم العيّنات حسب الفئات والتواريخ التي يتم تحديدها من قبل اللجنة المنظمة. أمّا مسابقة سلة فواكه الدار فتضم أنواعاً مختلفة ومتعددة من الفواكه المزروعة في حديقة المنزل أو المزرعة التي تعود ملكيتها للمشترك (أي أن تكون محلية، وعلى ألا تقل كل مشاركة عن خمسة أصناف من الفاكهة)، وأضيفت هذه المسابقة في سياق الجهود التي تبذلها إدارة المهرجان لتطوير هذا الحدث البارز، وتعزيز الأداء، والارتقاء بأصناف الفاكهة المحلية. هذا، وتقدم جائزة المزرعة النموذجية لأنظف مزرعة، بحيث يتم التسجيل في اليوم الأول من المهرجان، على أن تعلن النتائج في اليوم الأخير، مع وجود لجنة تحكيم مكلفة بالتدقيق على المزارع الفائزة على مدار العام وليس فقط خلال أيام المهرجان. وتهدف المسابقة للارتقاء بجودة المزارع، وتحفيز مالكيها على الاهتمام بنظافة مزارعهم، وترميم المباني المصاحبة، والتأكد من جودة شبكة الري وجودة التربة والمواد المستخدمة. كما تنظم للسنة الخامسة على التوالي مسابقتا المانجو والليمون ضمن فعاليات مهرجان ليوا للرطب: المانجو المحلي، المانجو المنوع، الليمون المحلي، والليمون المنوع، إضافة إلى أجمل مجسم تراثي، الذي يشترط فيه استخدام المواد الطبيعية في العمل في أي من مجالات التراث الإماراتي العريق، ويُراعى عدد القطع التراثية المستخدمة في العمل، ومدى الإتقان والتناسق بين المواد المستخدمة، وأن يكون العمل مُعبراً عن نمط من أنماط الحياة القديمة.
مشاركة :