كشف تقرير حديث من "بيكر مكنزي" و"أكسفورد إيكونوميكس"، عن أن جائحة كورونا (كوفيد-19) تسببت أزمة هائلة غير مسبوقة في سلاسل التوريد على مستوى العالم، وقد نشأت هذه الأزمة بسبب قلة التخطيط ونقص المرونة لدى العديد من طبقات سلاسل التوريد العالمية وعدم كفاية التنويع في استراتيجيات المصادر. وعزا التقرير الذي جاء بعنوان " ما بعد كوفيد-19.. مرونة سلاسل التوريد هي أساس التعافي"، الأزمة الحالية في سلاسل التوريد العالمية بشكل أساسي إلى نشوء بؤر "تصحر صناعي" مؤقتة يجف فيها إنتاج المدينة أو المنطقة أو الدولة ككل بشكل كبير للغاية بسبب ظروف الإغلاق، إذ تتقيد الحركة في تلك المناطق ولا تستطيع الحصول فيها إلا على البنود الأساسية كالمواد الغذائية والدوائية. وتنبأ التقرير بأن القطاعات الصناعية التي تلقت الضربة الأشد حول العالم ستكون هي أول من يتعافى أيضًا خلال النصف الأول من عام 2021، وذلك حيث سيشهد الطلب المكبوت انفراجه تحرُّر مدفوعة بتحسن الشعور العام، وسيرتفع مستوى الإنتاج بشكل كبير لتعويض الإنتاج الفائت خلال الفترة السابقة. وأوضح أن الآثار الفورية لتدهور حالة سلاسل التوريد العالمية يمكن الشعور بها في الوقت الحالي بالفعل، فمصانع السيارات في كوريا تغلق أبوابها بسبب نقص القطع التي ترد إليها من الصين كما يتداعى مخزون مصانع الهواتف الذكية من المكونات بشكل خطير. ونتيجة لذلك، يُتوقع تراجع التجارة العالمية بنسبة تزيد عن 4% خلال الربع الأول من عام 2020 وتكون مرشحة لمزيد من التراجع أيضًا خلال الربع الثاني من العام نفسه. وخلص التقرير إلى أنه للاستفادة من الدعم السياسي في جميع أنحاء العالم، يجب أن تكون الشركات نشطة وسريعة التحرك وجاهزة للتعامل مع قيود التشغيل وقيود العمالة وقيود الطلب والعرض وإعادة تناول أمور التخطيط الاستراتيجي والضريبي وإعادة النظر في نماذج الأعمال بعد كوفيد-19، وهذا يعني هيكلة سلاسل التوريد الخاصة بها وتكثيف التحولات الرقمية، والتي يمكن أن تؤدي إلى التزام أقوى بأهداف الاستدامة إلى جانب بناء شركات مرنة. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :