فيما تسير حركة العمل والتجول في منطقة جليب الشيوخ بشكل طبيعي، بدأ عمال وأهالي المنطقة بالتأقلم مع يوميات العزل الكلي، في ظل توافر المواد الغذائية والمستلزمات التي يحتاجونها، إلى جانب تعاون وحسن معاملة يبديها رجال الأمن المكلفون بتطبيق الإجراءات الاستثنائية في المنطقة، أدت إلى نتيجة استثنائية في التطبيق بدرجة «صفر خروقات».حياة الجليب التي كانت تعج بزحام أسواقها والاختناقات المرورية، أظهرت سكينة وهدوءاً وحركة شبه معدومة، بعد أن التزم العمال بالمكوث في مساكنهم، وعدم الخروج إلا في الحالات الضرورية، مع ارتداء الكمامات والقفازات الطبية، والحفاظ على التباعد الاجتماعي ونشر التعليمات الطبية في أكثر من لغة، لضمان وصولها لجميع الجاليات.«الراي» رصدت بالصور حياة المنطقة من الداخل، حيث قامت وزارة الداخلية بعمل نقاط أمنية، لمنع الدخول والخروج، إلا لمن يحمل تصريحاً رسمياً. ومن داخل الأحياء بدت الحركة قليلة نتيجة الالتزام بتعليمات وزارة الصحة.وشهدت البقالات ومراكز التسوق وفرة في المواد الغذائية والبضائع، في ظل ارتياح كبير من الأهالي وسكان المنطقة، الذين أشادوا بإجراءات الحكومة في تزويد المراكز بالمواد الغذائية.وقال أحد العاملين في مركز تسوق عبدالشافي حسن، إن «المواد الغذائية متوافرة بشكل مناسب، وخطوط التزويد من قبل شركات الجملة مفتوحة، على الرغم من بعض الصعوبات التي واجهناها في بداية الأمر، إلا أنه بعد مرور الوقت سارت العملية بشكل طبيعي».وأضاف أن جميع أهالي المنطقة يتفهمون طبيعة الإجراءات، وأظهروا تعاوناً كبيراً وحسن تعامل، مشيدين بدور الكويت حكومة وشعباً وأميراً في هذه الأزمة وتوفير كل ما يحتاجه الناس.من جانبه، قال العامل عطية جابر، إن الأمور تسير بشكل عادي، وهناك انسيايبة طبيعية في الحركة وكل شيء متوفر من مواد غذائية ومراكز التسوق مفتوحة، وتقدم جميع السلع إلى جانب ما تقدمه الجمعيات الخيرية وجمعية الهلال الأحمر، التي أمدت أهالي المنطقة بجميع المستلزمات، وكانوا على قدر عالٍ من المسؤولية، وساهموا في تخفيف معاناة العمال، لا سيما في الأيام الأولى للعزل الكلي.وفي الجانب الأمني، قال مصدر أمني إن «الهدف من الإجراءات هو الحفاظ على سلامة الأهالي وسكان المنطقة، وهناك تسهيلات كبيرة لمرور شاحنات مواد الغذاء والمواد الطبية، وتسهيل خروج من يحملون تصاريح رسمية»، لافتا إلى أن «الجميع متعاونون معنا وأظهروا قدراً كبيراً من الالتزام، ولديهم حس كبير بالمسؤولية، من خلال اتباع التعليمات، ولا توجد إلا حالات لا تذكر لبعض المخالفات، وتعتبر نسبتها صفراً، مقارنة بالأعداد الكبيرة».
مشاركة :