"القمة الثقافية أبوظبي" تناقش "دور الثقافة في أوقات الأزمات " ضمن حلقة حوارية عن بعد

  • 4/13/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي في 12 أبريل / وام / نظمت دائرة الثقافة و السياحة – أبوظبي بالتعاون مع منظمات ثقافية عالمية تجربة بث مباشر حصري لحلقة حوارية بعنوان " الثقافة و دورها في توحيد العالم في أوقات الأزمات" عبر قناتها على اليوتيوب و ذلك في ضوء تأجيل فعاليات "القمة الثقافية - أبوظبي" 2020 إلى العام المقبل. و ترأس معالي محمد خليفة المبارك رئيس الدائرة الحلقة الحوارية التي جاءت بعنوان " الثقافة و دورها في توحيد العالم في أوقات الأزمات" بمشاركة إرنيستو أوتون راميرز، مساعد المدير العام للثقافة في منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة " يونيسكو" و أليكساندرا مونرو كبيرة القيمين الفنيين بقسم "سامسونج" للفن الآسيوي وكبيرة مستشاري " الفنون العالمية" في متحف و منظمة سولومون آر جوجنهايم و ريبيكا ليونز مديرة التعليم والمقتنيات في الأكاديمية الملكية للفنون و ميلاني نورونها، محرر أول، ريادة الفكر لوحدة "ذي إيكونوميست" في أوروبا و أفريقيا والشرق الأوسط وماريسا هندرسون، رئيسة الاقتصاد الإبداعي في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية. و قال معالي محمد خليفة المبارك لمتابعي الجلسة" إن "القمة الثقافية أبوظبي" انطلقت أساسا من إيمان مشترك بقدرة الثقافة على إحداث تغيير إيجابي من خلال إلهام المجتمعات للتسامي فوق جراحها وبلوغ آفاق حضارية جديدة.. وأـضاف أن الثقافة هي الرابط الذي يوحدنا جميعا بصرف النظر عن هوياتنا أو مناطقنا الجغرافية مع دخول العالم مرحلة جديدة من العزل أكثر من أي وقت مضى في التاريخ . و أكد أن الثقافة هي ترياق المجتمعات و المنارة التي تهتدي بها في أوقات الأزمات.. منوها إلى أن النسخة القادمة من فعاليات "القمة الثقافية أبوظبي " ستعقد في مارس 2021 تحت شعار "الاقتصاد الثقافي واقتصاد الثقافة". و بدأت الجلسة الحوارية بالحديث عن تأثير الوباء العالمي على الفنانين والمؤسسات الثقافية.. و قال إرنيستو أوتون راميرز، مساعد المدير العام للثقافة في منظمة اليونسكو، إن الأزمة الصحية ضربت قطاع الثقافة في العمق وأرخت بظلالها على سلسلة القيمة الإبداعية بالكامل مع عجز الكثير من الفنانين والمبدعين حول العالم عن تغطية نفقاتهم. وأضاف أنه في ظل الإغلاق التام أو الجزئي لنحو 89% من جميع مواقع التراث العالمي حول العالم، بات هذا الوضع يهدد سبل العيش على نحو خطير وتتكبد المؤسسات الثقافية خسارات مالية فادحة تضطر معها إلى تسريح موظفيها وبذلك أصبحت المنظومة الثقافية أكثر هشاشة. ولفت إلى أنه - على الرغم من نقل الكثير من المحتوى الثقافي إلى الإنترنت - إلا أن أكثر الناس حاجة للوصول إلى الثقافة لا يجدون سبيلا إلى التكنولوجيا والإنترنت، وبالتالي يجب علينا أن نبذل ما بوسعنا للوصول إليهم وإيجاد حلول جديدة. من جانبها ناقشت ماريسا هندرسون رئيسة الاقتصاد الإبداعي في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة و التنمية، خطورة الوضع الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.. مشيرة إلى أن تباطؤ التصنيع وانخفاض الصادرات يؤثران بشكل كبير على البلدان النامية تحديدا، خصوصا وأن هذه البلدان غير قادرة على تقديم المستوى ذاته من حزم التحفيز الاقتصادي التي أطلقتها الدول المتقدمة. و قالت إن الخدمات الثقافية و الإبداعية تأثرت بصورة كبيرة .. و إن خدمات التكنولوجيا باتت على ما يبدو شريان الحياة لنا جميعا الآن. و في إطار إجابتها على سؤال كيف تتعامل المؤسسات الثقافية مع الوضع الراهن.. تحدثت ريبيكا ليونز مديرة التعليم والمقتنيات في الأكاديمية الملكية للفنون بلندن عن الصراع الذي تخوضه الأكاديمية حاليا باعتبارها مؤسسة أنشأها و يديرها الفنانون وتعتمد في جني إيراداتها كليا على الزوار والأعضاء والمانحين. وأكدت أن التحدي الأبرز بالنسبة للأكاديمية يتمثل في كيفية إشراك الجمهور والاحتفاظ به في ظل غياب أي مصادر دخل.. مشيرة إلى أن فريق الأكاديمية يبذل قصارى جهده للحد من تداعيات هذه الأزمة مع الحفاظ على معنويات مرتفعة لدى المجتمع. و قالت ميلاني نورونها، محرر أول ريادة الفكر لوحدة "ذي إيكونوميست" في أوروبا - أفريقيا و الشرق الأوسط، إن الإعلام أفضل حالا بكثير من بقية الجوانب الأخرى للاقتصاد الثقافي.. مشيرة إلى استخدام الصحفيين التكنولوجيا لإجراء البحوث وإجراء المقابلات عن بعد. و وجه معالي المبارك بعد ذلك الحديث إلى أليكساندرا مونرو، كبيرة مستشاري الفنون العالمية في متحف ومنظمة سولومون آر جوجنهايم، متسائلا عن أي تحديات أخرى- عدا فيروس كورونا - تواجه المتاحف والمؤسسات الثقافية اليوم. و أجابت مونرو أن الثقافة نفسها كمفهوم لا تعاني من أي أزمة على الإطلاق، وإنما تكمن الأزمة لدى المؤسسات والفنانين المسؤولين عن إنتاج الثقافة.. مشيرة إلى أن مظاهر التضامن التي يبديها الناس حول العالم، مثل حفلات الشرفات، هي ثقافة قائمة بحد ذاتها. و بالحديث عن دور الثقافة في هذه الأزمة، قال إرنيستو أوتون راميرز : "إن الطبيعة العالمية للأزمة وتأثيرها على المؤسسات الثقافية قاطبة فتح الباب أمام توجه جديد بعدما أتاح الأمر لهذه المؤسسات استكشاف التكنولوجيا بطرق جديدة، وساعدها في كثير من الحالات على استقطاب جمهور أكبر.. وما يهم في نهاية المطاف أن تبقى الثقافة هويتنا، وستكشـف لنا فترة العـزلة هذه مدى أهمية الثقافة في حياتنا اليومية". وأعرب عن أمله في أن تدرك المجتمعات وصناع السياسات بعد الأزمة مدى أهمية دعم الفنانين والقطاع الإبداعي فقطاع الثقافة غالبا ما يكون الأولوية الأخيرة، ونأمل أن يعاد النظر بذلك بعد الأزمة. وعن الطريقة المبتكرة التي تستجيب بها المؤسسات الثقافية والقطاع عموما للأزمة، قالت أليكساندرا مونرو إن المحتوى الذي طرحته منظمة ومتحف جوجنهايم عبر قنواتها على مواقع التواصل الاجتماعي وموقعها الإلكتروني حقق نجاحا مذهلا، حيث وصل إلى جمهور أوسع وحقق مستويات أعلى من المشاركة والتفاعل أكثر من أي وقت مضى. و لفتت ماريسا هندرسون أن الطلب على الاقتصاد الرقمي ارتفع أكثر من أي وقت مضى، فاستخدام الإنترنت بات يتعدى أغراض الدراسة والعمل إلى الترفيه .. و لأن الوظائف في القطاعات الإبداعية تعتبر من بين الأكثر هشاشة، لذا من الضروري أن نضمن لها مستوى أعلى من المرونة والحماية. و تحدثت ريبيكا ليونز عن مزايا وإخفاقات الحضور الافتراضي للمتاحف مشيرة إلى ضرورة إبداء مستوى كاف من المرونة والتكيف في الوصول إلى الجمهور وتفعيل مشاركتهم.. ونوهت إلى أن المرونة هي شيء يكتسبه الفنان عبر تكرار المحاولة و الفشل و لا ينبغي أن تخاف المؤسسات من القيام بالشيء نفسه.. وقالت أن الفن يجب أن يكون جذابا وتعاونيا، ومن هنا تنبع أهمية تلاقي الجمهور وتفاعله مع المحتوى الرقمي. و أشادت ميلاني نورونها بمبادرة المؤسسات الثقافية حول العالم لتوفير أصولها أمام الجمهور خلال هذه الأوقات العصيبة.. مؤكدة ضرورة تحري مواطن الضعف عند ترجمة المحتوى إلى الصيغة الرقمية، وأهمها أن التجربة الافتراضية لا يمكنها أن توفر نفس المستوى من الروعة والإلهام مثل التجربة الحقيقية. و أكد معالي محمد خليفة المبارك أن هذه ليست المرة الأخيرة التي سيتعرض فيها القطاع الإبداعي لمثل هذه الأزمات و بالتالي نحتاج إلى امتلاك الأدوات الضرورية لتعزيز مناعته في مواجهة مثل هذه الظروف مستقبلا. و قدم المشاركون في نهاية الجلسة بعض الأفكار الختامية .. حيث شجعت ريبيكا ليونز الناس في جميع أنحاء العالم على الانخراط في المشاريع الإبداعية بجميع الوسائل الممكنة.. مؤكدة أن الثقافة والفن للجميع. و دعت أليكساندرا مونرو إلى التعاون في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى ضرورة الاستفادة من هذا الشعور الجديد بالتضامن لحث المؤسسات الكبرى على مساعدة نظيراتها الأصغر. وإختتم معالي محمد خليفة المبارك الحلقة الحوارية بالإعلان عن تشكيل فريق عمل لمراقبة معطيات القطاع الثقافي، وإجراء التحليلات اللازمة لضمان مواجهة التحديات بشكل فاعل.. ونوه إلى أن الثقافة تتطور باستمرار لكنها في الجوهر ركيزة ثابتة تحدد هوياتنا، ولهذا ينبغي علينا أن نلتزم بها أيا كانت الظروف. أعقب الحلقة الحوارية عرض خاص لكاتب ومنتج الأغاني الأمريكي الحاصل على جائزة جرامي والمرشح لجائزة إيمي ديزموند تشايلد بالإضافة إلى اثنين من العروض الموسيقية التعاونية من تنسيق بيركلي أبوظبي.

مشاركة :