البابا ينتقد «الأنانية» بوجه الوباء: الظلمة والموت لن ينتصرا

  • 4/13/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دعا البابا فرنسيس، أمس، إلى الرد على انتشار وباء «كوفيد - 19» بنشر «عدوى الرجاء»، طالباً من الدول الغنية تخطي «أي أنانية» تجاه الدول الفقيرة، في كلمة ألقاها لمناسبة عيد الفصح في كاتدرائية القديس بطرس الخالية من المصلين قبل إعطاء بركته التقليدية لمدينة روما والعالم.وتوجه البابا بأفكاره أولا إلى «المرضى والموتى والعائلات»، ملقياً كلمته من داخل كاتدرائية شبه خالية في ظل الحجر المنزلي الصارم المفروض، بعيداً عن الاحتفالات الحاشدة التي شهدها العام الماضي حين غصت ساحة القديس بطرس بـ70 ألف مصلّ تقاطروا إلى الفاتيكان للاستماع إلى كلمته.وفي عالم «يعاني تحت وطأة الوباء العالمي الذي يشكّل محنة كبرى لعائلتنا البشرية الواسعة»، دعا البابا إلى الرد بـ«عدوى الرجاء».وقال «إنه عيد فصح يعيشه العديدون في عزلة، وسط الحداد والمشكلات العديدة التي يثيرها الوباء، من المعاناة الجسدية إلى المشكلات الاقتصادية».وتخطى عدد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد المئة ألف في العالم وأدى الوباء إلى فرض الحجر المنزلي على نصف البشرية، مع التسبب بعواقب اقتصادية واجتماعية مروعة أحيانا.وردد البابا الأرجنتيني «الوقت ليس للأنانيات».وتمنى في هذا السياق «تخفيف العقوبات الدولية التي تمنع البلدان الخاضعة لها من توفير الدعم المناسب لمواطنيها»، ودعا إلى التضامن الدولي «من خلال خفض إن لم يكن إلغاء الديون التي تلقي بثقلها على ميزانيات الدول الأكثر فقراً».وردد البابا الحامل على كل الحروب، دعوته إلى «وقف إطلاق نار فوري وشامل في كل أنحاء العالم»، خاصاً بالذكر اليمن وسورية والعراق ولبنان والنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني وشرق أوكرانيا وكذلك «الهجمات الإرهابية» في أفريقيا.وقال في رسالة أُعيد بثها مباشرة في العالم أجمع: «ليس الوقت مناسباً لمواصلة صنع أسلحة والإتجار بها، مع إنفاق أموال باهظة يجدر استخدامها لمعالجة الأشخاص وإنقاذ الأرواح».كما دعا أوروبا المنقسمة حول طريقة التصدي للوباء وتبعاته، إلى استعادة «روح التضامن التي سمحت لها بتجاوز خصومات الماضي» ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية. وكان البابا ركز في عظة مساء السبت على أنّ «الظلمة والموت لن ينتصرا»، مؤكّداً أنّ هذا العيد يُشكّل «إعلان انتصار». وكانت شوارع روما المكتظة في مثل هذه الفترة من الأعياد، مقفرة تماماً أمس، وكلفت قوات الأمن التي تنتشر عادة لمنع وقوع اعتداءات، ردع سكان العاصمة الإيطالية عن الخروج من منازلهم.وللمرة الأولى منذ أكثر من قرن، بقيت كنيسة القيامة في القدس، مغلقة أمام الجمهور طوال عيد الفصح، وأحيا بعض الكهنة فيها قداس عيد الفصح، فيما قدم بضعة مؤمنين للصلاة في الباحة الداخلية. وفي كولومبو، أعلنت كنيسة الروم الكاثوليك في سريلانكا، أنها سامحت الانتحاريين الذين زرعوا الفوضى في كنائس الجزيرة العام الماضي في هجمات قتل فيها 279 شخصاً. وارتكب انتحاريون مجزرة في 21 أبريل عندما استهدفوا فنادق فخمة وكنائس خلال قداس عيد الفصح ما أسفر عن 279 قتيلاً و593 جريحاً.

مشاركة :