أكملت الإدارات الحكومية المعنية في العاصمة المقدسة استعداداتها لاستقبال أكثر من ثلاثة ملايين من المعتمرين والمصلين خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بتوجيهات وإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل. وناشد قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام العميد محمد الأحمدي، المواطنين والمقيمين داخل مكة المكرمة تأجيل أداء العمرة هذا العام لأن المسجد الحرام يشهد أعمالا تطويرية لم تكتمل وإتاحة الفرصة للقادمين من خارج المملكة، مشددا على ضرورة اتباع الرسائل التوعوية التي تبث عن طريق الجهات المعنية من حيث امتلاء ساحات الحرم المكي والصلاة في المساجد الأخرى تجنبا للزحام، والتعاون مع رجال الأمن من حيث توجيه المصلين. «عكاظ» رصدت أمس جانبا من هذه الاستعدادات ووقفت على بعض المشاريع التي تم إنجازها لضمان انسيابية الحركة المرورية خاصة في الشوارع الرئيسية والدائرية. 11 ألف عامل بداية قال أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار إنه تم تشكيل العديد من اللجان الخاصة بمتابعة تنفيذ خطة رمضان المبارك من خلال تكثيف الأعمال في المنطقة المركزية والأسواق التجارية والأحياء المحيطة بالمسجد الحرام، مشيرا إلى أنه تم تخصيص أكثر من (11,000) عامل مزودين بـ (776) من معدات النظافة المختلفة، لافتا إلى أن فرق النظافة ستعمل على مدار الساعة في المنطقة المركزية بنظام الورديات وتخصيص عدد من الصناديق الضاغطة للنفايات في المنطقة المركزية، وذلك للتخلص السريع والآمن من النفايات وخاصة في المناطق المزدحمة التي تصعب فيها حركة السيارات بسبب كثرة أعداد المشاة خلال الشهر الكريم. رئاسة الحرمين من جهته أوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن الرئاسة تعمل في إطار منظومة متكاملة مع عدد من الجهات الحكومية لتنفيذ خطتها المتعلقة باستقبال وخدمة المعتمرين والزوار، ويتم ذلك بمشاركة وتنسيق الإدارات الحكومية والأمنية ذات العلاقة، مبينا أن الخدمات التي هيأتها الرئاسة في الحرمين الشريفين تأتي انطلاقا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وسمو ولي ولي العهد وزير الدفاع، وبإشراف مباشر ومتابعة مستمرة من سمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وسمو أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة المنورة. وبين أن أكثر من 12 ألف موظف يعملون لتقديم أرقى الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين خلال موسم رمضان. وبدأت الجهات الأمنية القائمة على خدمة المعتمرين بالحرم المكي الشريف في تنفيذ خططها الأمنية لخدمة ضيوف الرحمن ومرتادي البيت العتيق بكل احترافية ومهنية، بتوجيه ومباشرة ميدانية من مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج. ورصدت «عكاظ» من خلال جولة ميدانية أمس الحضور الأمني والاستعدادات القائمة وما يبذله رجال الأمن من جهود كبيرة من حيث الانتشار الأمني والمروري والحضور في جميع جنبات الحرم وساحاته للاطمئنان على سلامة وسهولة وصول زوار بيت الله إلى صحن الطواف لأداء العمرة أو الصلاة داخله. وقال اللواء عبدالعزيز الصولي قائد مهام قوات أمن العمرة إن القوات الأمنية باشرت بمواقعها وشرعت في تنفيذ الخطط الأمنية التي روعي فيها كافة المتغيرات وتم تحديد المسؤوليات للفرق الأمنية، حيث يتم استقبال المصلين والمعتمرين داخل المنطقة المركزية وعلى الطرق داخل وخارج مكة المكرمة والعمل على حفظ أمن وسلامة الزوار والمعتمرين. 3 محاور للقوة الخاصة وبين قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام العميد محمد الأحمدي أن الخطة تهدف إلى المحافظة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن وتسخير كافة الإمكانات لخدمتهم، وهي ترتكز على ثلاثة محاور (الأمني والتنظيمي والإنساني). وأضاف إن المحور الأمني يعنى بالمحافظة على سلامة وأمن مرتادي الحرم، فيما يختص المحور التنظيمي باستقبال الزوار من ساحات الحرم المكي وصولا للأبواب الداخلية للحرم مع مراقبة الطاقة الاستيعابية للمسجد وفي حالة امتلاء الدور الأرضي يتم التحويل للدور الأول ومنه إلى السطح وحتى اكتمال الطاقة الاستيعابية للحرم بجميع أدواره، لينتقل التحويل إلى الساحات الخارجية وتوسعة الملك عبدالله والتي يتوفر فيها كل ما يحتاجه المصلي من فرش وتكييف وماء زمزم، مع مراعاة عدم إغلاق أبواب المسجد الحرام وإنما تحويل الحشود إلى المواقع الأخرى. وقال: بالإضافة إلى الأعمال الأمنية والتنظيمية يقوم رجال القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام بالعديد من الأعمال الإنسانية كالمحافظة على الأطفال المفقودين وتسليمهم لمراكز التائهين ومساعدة العجزة وكبار السن وانتشالهم من الزحام وتقديم العون والمساعدة لهم.
مشاركة :