بعد مرور ثلاث سنوات على الإصابة الأولى بين البشر بـ «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» (فيروس كورونا)، يرى العلماء وشركات الأدوية أنه لا يوجد عذر يبرر عدم التوصل إلى لقاح كان من الممكن أن يحمي من يصابون بالمرض الآن في كوريا الجنوبية أو يلقون حتفهم بسببه. وتكمن المشكلة في أن شركات الدواء الكبرى لا تشعر بثقة في الجانب الاقتصادي لهذا اللقاح، ولم تعرض أي حكومة دعم هذا الجهد البحثي. وقال الأستاذ الجامعي ومدير معهد «جينر» في جامعة «اوكسفورد» البريطانية ادريان هيل: «إلى متى علينا أن ننتظر ولا نفعل سوى متابعة مثل هذا التفشي لأمراض، قبل أن نصبح جادين في شأن اللقاح؟». وأضاف أنه «لا يوجد ما يشير إلى اقترابنا من لقاح للفيروس. نبحث منذ عام 2012، وهناك حقاً أدلة واضحة الآن على انتقاله من إنسان إلى آخر». وقال خبير الأمراض المعدية في «غلاكسو سميثكلاين» ريبلي بالو الذي قاد أبحاث الشركة حول لقاح «إيبولا» أنه «ليس لدينا برنامج نشط لفيروس كورونا، لكننا بالتأكيد نفكر في ما سنفعل إذا تطور الأمر». وبالنسبة إلى الشركات التي يحركها الربح، تكمن المشكلة في من سيستخدم اللقاح ومن سيدفع التكلفة وما إذا كان سيمثل سوقاً تجارية مربحة. وحتى الآن، لم يقدم سوى عدد قليل من الشركات الصغيرة للتكنولوجيا الحيوية على العمل من أجل إنتاج لقاح، ولم تصل الأبحاث بعد إلى مرحلة التجارب الإكلينيكية. ويعرف العلماء أن الفيروس ينتمي إلى الأسرة التاجية ذاتها التي ينتمي إليها فيروس «متلازمة الجهاز التنفسي الحاد» (سارس)، ونشأ على الأرجح لدى الخفافيش وله صلة بالإبل ويمكنه الانتقال من شخص إلى آخر. ويفهمون أيضاً بنيته الجزيئية. كل هذا يقدم تفاصيل علمية للباحثين للبدء في تطوير لقاح وهناك شعور واضح بالإحباط بأن العمل للتوصل إلى لقاح لا يزال في بداياته. وقالت كوريا الجنوبية اليوم الثلثاء، أن 154 شخصاً أصيبوا بالمرض خلال التفشي الذي بدأ بعودة رجل أعمال من الشرق الأوسط. وتوفي بالفيروس 19 شخصاً. ويمكن فيروس «كورونا» الذي يسبب السعال والحمى ومشاكل تنفسية أن يؤدي إلى الإصابة بالاتهاب الرئوي والفشل الكلوي. ويعتقد بعض العلماء أن المرض عبر على الأرجح حدوداً دولية أخرى من دون أن يتم رصده، لأن تشخيص الإصابة بفيروس «كورونا» والتفرقة بينه وبين الأمراض التنفسية الأخرى التي تقتل المسنين والمرضى في المستشفيات، قد لا يكون ممكناً دوماً. وتكشف أرقام منظمة الصحة العالمية أن معدلات الوفاة بـ «كورونا» عالية، أي بنسبة 38 في المئة مقابل نحو عشرة في المئة لفيروس «سارس»، لكنه في الوقت نفسه ينتقل من شخص إلى آخر ببطء أكثر، ما يجعله أقل خطورة حتى الآن.
مشاركة :