نفذت جماعة تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب أمس، حكما بالإعدام على اثنين من عناصرها بتهمة التجسس على التنظيم، والإضرار به لمصلحة جهات استخباراتية أجنبية، إذ نفذ التنظيم في ساعة باكرة من صباح أمس حكما بالإعدام، بحق مواطنين سعوديين كانا يعملان ضمن صفوفه، بتهمة زرع شرائح إلكترونية ساعدت الطائرات بدون طيار على توجيه ضربات قاتلة بحق عدد كبير من قيادات التنظيم في كل من المكلا وشبوة. واحتشد المئات من المواطنين، ومقاتلي التنظيم منذ الصباح الباكر لمشاهدة تنفيذ الإعدام في المكان نفسه الذي وقعت فيه ضربة جوية استهدفت قيادات في القاعدة قبل أسابيع، وتم اقتياد المتهمين إلى ساحة الإعدام وهما معصوبا العينين، وتلا أحد القيادات الأمنية للقاعدة بيان المحكمة الشرعية التابعة للتنظيم، التي قالت: إن المتهمين تورطا في العمل الاستخباري من خلال المساعدة في تصفية قيادات من وصفتهم بـ"المجاهدين"، وكان لافتا مشاهدتهما وهما ينطقان الشهادة قبل إعدامهما بطلقات نارية عدة. وقال أحد عناصر القاعدة في تصريحات إلى "الوطن"، إن المحكوم عليهما تم تجنيدهما من جهات خارجية، وإن هناك أشخاصا آخرين تم اعتقالهم، وكشف أن الرجلين لم يكونا يعملان ضمن وحدة مشتركة، وأن كلا منهما لا يعرف الآخر. فالأول ويدعى مساعد الخويطر ويلقب بـ"حسام الخالدي" تم اكتشافه في مدينة المكلا، واتهم بالمسؤولية عن العملية التي أدت إلى مقتل عدد من القيادات المتشددة، على رأسها القيادي البارز نصر الأنسي، بغارة جوية في كورنيش الستين شرق المكلا، وكذلك زعيم التنظيم في محافظة إب وسط اليمن، مأمون حاتم، وعدد من مرافقيه، بغارة مشابهة أثناء وجوده في محيط القصر الرئاسي في المكلا الشهر الماضي. فيما يدعى الثاني المطيري. وتم اكتشاف أمره في مدينة بيحان التي تعد أحد معاقل التنظيم في محافظة شبوة. وقال المصدر القاعدي، إن الخالدي كان يعمل منذ ما يقارب السنتين في الجناح الإعلامي للتنظيم، وكان مسؤولا عن شبكة الحسام الإعلامية التي أسسها، ويعد كذلك أحد أبرز الناشطين لدى مؤسسة الملاحم التابعة للتنظيم، كما كان مقربا من القياديين الوحيشي والريمي. فيما الآخر، ويدعى المطيري، حديث عهد ولم يمض أكثر من شهرين إلى ثلاثة على انضمامه إلى صفوف التنظيم، وأن الجثتين سيتم صلبهما ليوم أو يومين فقط. وكشفت المصدر ذاته إلى أن التنظيم سمح للمحكومين بالتواصل مع عائلتيهما في المملكة، وأنه أخبر أولياء أمورهما بنيته تنفيذ حكم الإعدام فيهما. وتأتي هذه العملية عقب أيام قليلة فقط على مقتل أمير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي، بصاروخ أطلقته طائرة بدون طيار نحوه، حينما كان يقضي بعض الوقت برفقة عدد من عناصر التنظيم في كورنيش المحضار غرب المكلا. وأكدت مصادر إعلامية مقربة من القاعدة أن هنالك عملية إعدام أخرى سيتم تنفيذها خلال اليومين القادمين بحق شخصين يمنيين يعملان لمصلحة جهاز الأمن القومي اليمني. فيما قالت مصادر محلية خاصة إلى "الوطن"، إن المدانين تم احتجازهما والتحقيق معهما في مباني قيادة المنطقة العسكرية الثانية في المكلا. إلى ذلك، استغرب مواطنون في المكلا قيام القاعدة بتنفيذ الإعدام، ثم صلب الجثتين في مكان عام يقصده كثير من العائلات والأطفال، مشيرين إلى أن الأمر يشكل خطورة على نفسية الأطفال الذين ربما يشاهدون الجثتين وآثار التشوه الذي بدا عليهما بفعل الطلقات النارية.
مشاركة :