قررت حكومة هنغاريا أمس، إغلاق حدودها مع صربيا، وأعلنت أنها ستبدأ بإقامة سياج لمنع تدفق المهاجرين، فيما دعا البابا فرنسيس إلى احترام المهاجرين، معتبراً أن الأشخاص والمؤسسات التي تغلق الأبواب أمامهم عليها طلب الصفح من الرب. وقال وزير الخارجية هنغارياي بيتر سييارتو، إن «الحكومة هنغارياية أمرت وزارة الداخلية بإغلاق الحدود مع صربيا». وأضاف أن هنغاريا تعتزم إقامة سياج بارتفاع 4 أمتار على طول 175 كيلومتراً على تلك الحدود. وأوضح أن «الأعمال التحضيرية لنصب السياج ستُستَكمل الأربعاء المقبل»، مؤكداً أن «هذا القرار لا ينتهك أي معاهدة دولية، بخاصة وأن دولاً أخرى عمدت إلى الحل ذاته». وصربيا ليست عضواً بعد في الاتحاد الأوروبي على رغم أنها بدأت مفاوضات الانضمام، فيما هنغاريا عضو في الاتحاد وموقعة على معاهدة شنغن لحرية التنقل. وهذا يعني أنه في حال وصول المهاجرين الى هنغاريا سيمكنهم التنقل في أي دولة أخرى في منطقة شنغن. من جهة أخرى، قال البابا في تصريحات غير معدة مسبقاً، أدلى بها بصوت حزين في ختام قداسه الأسبوعي: «أدعوكم جميعاً إلى طلب المغفرة للأشخاص والمؤسسات التي تغلق الباب أمام هؤلاء الناس الذين يسعون إلى عائلة، الذين يسعون إلى الحماية»، وذلك وسط جدل واسع في أوروبا بشأن كيفية التعامل مع أزمة مهاجرين شهدت اشتباكات على الحدود الفرنسية - الإيطالية بين الشرطة والمهاجرين. وشددت فرنسا والنمسا مراقبة حدودها تحسباً لتدفق مهاجرين قادمين من إيطاليا، لتصد المئات وتترك أعداداً متزايدة في مخيمات في محطات القطارات في روما وميلانو. وقال البابا: «هؤلاء الإخوة والأخوات لنا يلتمسون اللجوء بعيداً من أراضيهم، يلتمسون بيتاً يعيشون فيه من دون خوف». وطلب إقامة الصلوات من أجل أن «تبقى كرامتهم الإنسانية مصونة دائماً». وحضّ المجتمع الدولي على «العمل معاً وبفاعلية لمنع أسباب الهجرة القسرية». وكانت فرنسا وإيطاليا وألمانيا اتفقت أول من أمس، على توحيد جهودها لتحديد هويات المهاجرين الذين يصلون من طريق البحر والإسراع بتوزيعهم على دول الاتحاد الأوروبي أو إعادتهم إلى بلدانهم إذا رُفِضت طلباتهم للحصول على حق اللجوء في أوروبا. وسعى وزراء من الدول الـ3 إلى إظهار وحدة موقفهم بعد أن تسبب وصول آلاف المهاجرين عقب رحلة محفوفة بالمخاطر في البحر المتوسط من ليبيا إلى أوروبا بضغوط على الموارد في إيطاليا واليونان وزيادة التوترات مع بلدان شمال أوروبا، التي هي أيضاً مقصد كثير من المهاجرين. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الإيطالي أنجيلينو ألفانو والألماني توماس دي ميزير، في محاولة لنزع فتيل الخلاف بسبب هذه المشكلة: «أمامكم 3 أصدقاء». وأضاف على هامش اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ لمناقشة خطة لمعالجة مشكلة المهاجرين: «فرنسا ومعها ألمانيا وإيطاليا يساندون آلية لإعادة التوزيع والدخول» للمهاجرين. في سياق متصل، قالت حكومة النيجر أول من أمس، إن 33 مهاجراً لقوا حتفهم في الصحراء الكبرى عندما كانوا في طريقهم إلى أوروبا خلال العام الجاري، من بينهم 18 عُثر عليهم بعد أن ماتوا جراء الجفاف الأسبوع الماضي قرب طريق يؤدي إلى الحدود مع الجزائر. وتشير التقديرات الدولية إلى أن عدد ضحايا هذا العام أقرب إلى 50 شخصاً.
مشاركة :