نظمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الأربعاء، معرضا مصورا يحكي المعاناة الكبيرة التي يعيشها أطفال اللاجئين السوريين في لبنان. وحضر المعرض الذي نظم في العاصمة بيروت بالاشتراك مع دار الإقامة الفنية في عاليه (وسط)، عدد من الوزراء والمسؤولين اللبنانيين والفنانين، حيث جال الحضور مطلعين على اللوحات والمنحوتات التي تجسد معاناة اللاجئين السوريين ومستضيفيهم اللبنانيين، إضافة إلى عشرات الصور الفوتغرافية التي تجسد معاناة الأطفال السوريين في لبنان. وشارك في المعرض أكثر من عشرين فنانا بأعمالهم الفنية على أمل أن يصل الصوت بهذه الطريقة إلى من هم بموقع القرار والسلطة، لأجل مساعدة الأطفال النازحين الذين هم ضحية هذه الحرب، بحسب أحد الحضور. وتضمن المعرض لوحات ومنحوتات تصطحب الواقفين أمامها إلى أرض المعاناة التي يعيشها اللاجئون وأطفالهم، منتقلة بهم إلى الشعور الحقيقي بهذه المآسي الإنسانية التي يشهد العالم حدوثها دون أي تحرك ملموس لإنهائها، تجاه أناس أبرياء لا ذنب لهم في صراعات الكبار. معاناة كبيرة كما حضرت ممثلة مكتب المفوضية في بيروت نينات كيلي المعرض وهي تودع لبنان بهذا النشاط، وذلك بعد خمس سنوات من العمل، شاكرة كل من عمل معها وإلى جانبها من أجل الإنسان، على حد تعبيرها. من ناحيته قال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس في حديث صحفي أثناء تجوله في أرجاء المعرض، إن العالم يتحمل مسؤولية كبيرة لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية الكبيرة التي لم نشهد لها مثيلا من قبل، مشددا أن بلاده تتحمل أكثر من طاقتها تجاه النازحين السوريين. وأضاف درباس أن مثل هذه الأنشطة الثقافية تساعد في إظهار حقيقة المعاناة التي نعيشها جميعا، مشددا على ضرورة تكاتف الجميع في هذه المحنة الإنسانية علّ الخلاص يكون قريبا. وكان المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كريستوف بوليارك قال أول أمس في مؤتمر صحفي بمكتب الأمم المتحدة في جنيف، إن لبنان يحتل المرتبة الثانية من حيث استقبال الأطفال السوريين اللاجئين، حيث يقدر عددهم فيه بنحو ستمائة ألف، مشيرا إلى أن تركيا تأتي في المرتبة الأولى باستقبالها نحو تسعمائة ألف طفل سوري بنسبة 54% من مجمل عدد الأطفال السوريين النازحين. يذكر أن عدد لاجئي سوريا المسجلين رسميا لدى الأمم المتحدة في لبنان يتجاوز 1.2 مليون لاجئ.
مشاركة :