اعتبر الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي أن خفض الإمدادات الفعلي من «أوبك+»، ودول مجموعة العشرين ومشتريات الاحتياطي البترولي الاستراتيجي ستمثل نحو 19.5 مليون برميل يومياً كإجمالي تخفيضات عالمية، كاشفاً أن دول مجموعة العشرين من خارج «أوبك+» تعهدت بخفض نحو 3.7 مليون برميل يومياً من إمدادات الخام. وأوضح الوزير أن فكرة التخفيضات التدريجية للنفط ل«أوبك+» ستسمح للمجموعة بالنظر في تخفيضات إضافية أو تمديد الاتفاق إذا لم تتحسن آفاق السوق. وقال وزير الطاقة السعودي بعد يوم على اتفاق «أوبك+» لخفض أقل بقليل من 10 ملايين برميل، إنه لن يكون هناك تأجيل لخطط زيادة الطاقة الإنتاجية للمملكة إلى 13 مليون برميل. وبعد تصريحات الوزير السعودي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن أكبر الدولة المصدرة للنفط في العالم تدرس إمكان خفض الانتاج بمقدار 20 مليون برميل يوميا بموجب اتفاق يهدف الى تعزيز الاسعار. قال ترامب الذي يعود له الفضل في التوسط في الاتفاق، ان الاتفاق أكبر من المتوقع وسيساعد على انتعاش قطاع الطاقة من تأثيرات وباء كوفيد-19، مضيفا «اوبك وشركاؤها يتطلعون الى خفض 20 مليون برميل يوميا، وليس 10 ملايين كما تردد». ترحيب الكبار وأعرب قادة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، عن ارتياحهم البالغ لما أثمرت عنه الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار بأسواق النفط العالمية، والمحافظة عليه من قبل الدول المنتجة. وبحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيسان الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي مشترك جرى الليلة قبل الماضية أبرز ما تم التوصل إليه في ضوء اجتماع مجموعة (أوبك بلس). وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد بالاتّفاق الذي تمّ إبرامه بين الدول الكبرى المصدّرة للنفط لخفض الإنتاج. وكتب على تويتر «الاتّفاق الكبير مع أوبك بلس تمّ إنجازه. هذا سيُنقذ مئات آلاف الوظائف في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة». وأضاف «أودّ أن أشكر وأهنّئ الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين والملك السعودي سلمان. لقد تحدثت إليهما للتوّ من المكتب البيضوي. إنّه اتّفاق عظيم بالنسبة إلى الجميع». الأهمية الكبرى وشدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب يوم الأحد على «الأهمّية الكبرى» لاتّفاق أوبك وشركائها بشأن الخفض التاريخي لإنتاج النفط. وقال الكرملين في بيان إنّ الزعيمين شدّدا مرّةً جديدة، خلال اتّصال هاتفي، على «الأهمّية الكبرى للاتّفاق بصيغة أوبك بلس بشأن خفض إنتاج النفط». كما أشار بيان الكرملين إلى محادثة هاتفيّة تمّت بين بوتين وترامب والعاهل السعودي الملك سلمان. وجاء في البيان أنّ الزعماء الثلاثة «أيّدوا الاتّفاق الذي تمّ التوصّل إليه ضمن مجموعة أوبك بلس حول الحَدّ من إنتاج النفط على مراحل وبشكل طوعيّ، بهدف إرساء الاستقرار في الأسواق العالميّة وضمان صمود الاقتصاد العالمي». وفي موقف جديد لموسكو، قال الكرملين يوم أمس الاثنين: إن اتفاق النفط العالمي الذي توصلت إليه دول أعضاء في «أوبك» ومن خارجها أسهم في منع انزلاق أسواق النفط في حالة من الفوضى، وسيساعد على دعم نظام سعر نفط مستقر إلى حد ما. وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف بأن موسكو تعتبر الاتفاق «مهماً»، وسيمنع انهيار أسعار النفط. شكوك مستمرة لكن بعض المحللين يشككون بنتائج الخفض، على غرار ستيفن إينيس من «أكسيكورب»، الذي أشار إلى الشكوك التي لا تزال تهيمن بشأن الاتفاق، خصوصاً مع انهيار الطلب بسبب وباء كوفيد-19. وقال إينيس «المخاوف قائمة بشأن ما إذا كان هذا الاتفاق جاء متأخراً جداً وألا يكون كافياً لوقف انخفاض الأسعار في الأسابيع المقبلة، مع تناقص سعة التخزين». من جانبه، قال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان في ساعة متأخرة من مساء الأحد إن الاتفاق على خفض إنتاج النفط الذي توصل إليه اجتماع أوبك+ سيحقق استقرار السوق. وأضاف في بيان إن الاتفاق على الخفض الكبير في إنتاج النفط سيساعد على خفض مخزونات النفط وتعزيز الأسعار. الاتفاق «التاريخي» وتوصّلت منظّمة أوبك وشركاؤها في وقت متأخر من يوم الأحد إلى «أكبر خفض للإنتاج في التاريخ»، في خضمّ أزمة فيروس كورونا المستجدّ ورغم التوتّرات بين موسكو والرياض. وقالت وزارة الطاقة السعوديّة على تويتر إنّ اللقاء «انتهى بإجماع المنتجين في أوبك+ على خفض الإنتاج ابتداءً من أيّار/مايو القادم». وأكّد وزير النفط الكويتي خالد الفاضل على تويتر «إتمام الاتّفاق التاريخي على خفض الإنتاج بما يُقارب 10 ملايين برميل من النفط يوميّاً من أعضاء أوبك بلس ابتداءً من الأوّل من أيّار/مايو 2020». وقال الوزير لرويترز بالهاتف بعد اتفاق إن الكويت ستخفض معروضها النفطي الفعلي أكثر من مليون برميل يومياً، ذلك أن مستوى الإنتاج الحالي يبلغ حوالي 3.25 مليون برميل يومياً. وإنتاج الكويت في إبريل/ نيسان أعلى من المستوى المرجعي للتخفيضات بموجب الاتفاق الجديد، مما يعني أن الخفض الفعلي لمنتج أوبك الخليجي سيتجاوز المعلن في وقت سابق. تجنّب الأسوأ ووفق المحلّل في «رايستاد إينيرجي» بجورنار تونهوغن، «نجحت أوبك بلس في التوصّل إلى اتّفاق تاريخي لتحقيق أكبر خفض في الإنتاج عبر التاريخ». وقدّر زميله ماغنوس نيسفين أنّه «حتّى وإنْ كانت التخفيضات أقلّ مما يحتاج السوق، فقد تمّ حالياً تجنّب الأسوأ». والتقى وزراء الدول الأعضاء في أوبك وأولئك الذين شاركوا في «إعلان التعاون» يوم الأحد لمتابعة النقاشات التي جرت مساء الخميس، والتي حصلت نتيجة التزام الرياض وموسكو باستئناف الحوار في أعقاب حرب أسعار بينهما بدأت بعد المؤتمر المنعقد في مقر المنظمة بفيينا يوم 6 آذار/مارس. وتفاجأ البلدان بسرعة انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أدى إلى تراجع الطلب المنخفض أصلاً. إلى ذلك، قالت وزيرة الطاقة في النرويج: إن أكبر منتج للنفط في غرب أوروبا سيصل إلى قرار قريباً لخفض إنتاجه، ومن ثم المساعدة في مسعى عالمي لدعم أسعار الخام. وقالت تينا برو في بيان أُرسل بالبريد الإلكتروني لرويترز: «الاتفاق بين الدول المنتجة في (أوبك+) إيجابي للغاية»، مضيفة أن النرويج ستتوصل إلى قرارها الخاص بشأن التخفيضات المحتملة «في المستقبل القريب». وبلغ إنتاج النرويج من الخام 1.75 مليون برميل يومياً في فبراير / شباط، بارتفاع 26 في المئة عن نفس الفترة قبل عام. وبإضافة المكثفات وسوائل الغاز الطبيعي، يصل إنتاج السوائل النفطية إلى 2.1 مليون برميل يومياً، بما يوازي نحو اثنين في المئة من الإنتاج العالمي. هاوية مكسيكية عقب مفاوضات مطولة امتدت إلى فجر الجمعة، اتفقت أوبك وشركاؤها على خفض الإنتاج العالمي في أيار/مايو وحزيران/يونيو بعشرة ملايين برميل يومياً، وفق ما أعلنت المنظمة. لكن المكسيك التي اعتبرت أن نصيبها من خفض الإنتاج مفرط (400 ألف برميل يومياً) لم تبد موافقتها، ما دفع الولايات المتحدة إلى التكفل بجزء من حصّتها. ويشكك عدد من المحللين في قدرة المنتجين على رفع الأسعار. ويرى محللو «رايستاد اينيرجي» للأبحاث أن «تخفيض الإنتاج ب10 ملايين برميل يومياً سيحول دون سقوط الأسعار في هاوية، لكنه لن يؤدي إلى إعادة توازن السوق». والولايات المتحدة، أكبر منتج عالمي، ليست عضواً في «أوبك بلس»، لكنها تسعى لخفض العرض لتحقيق استقرار في الأسعار وتوفير متنفّس لقطاع إنتاج النفط الصخري الذي يواجه صعوبات كبيرة. ورأى ستيفن إينيس، وهو محلل في أكسيكورب أن خفض الإنتاج «أقل مما كان السوق يأمل به» نظراً لتضرر الطلب بسبب الإغلاقات جراء فيروس كورونا المستجد في العالم. وأضاف «الصفقة المطروحة ستعوض جزئياً فقط أسعار النفط. ولكن هذا كان الهدف المرجو منها»، مشيراً إلى أن المخاطر المتعلقة بأسعار النفط لن تتبدد «سوى عند رفع كل إجراءات الإغلاق» في العالم. وبينما كانت الأسعار حوالي 60 دولاراً للبرميل قبل بضعة أشهر، إلا أنها بلغت الأسبوع الماضي أدنى مستوياتها منذ 2002. ويفوق سعر البرميل 21 دولاراً بقليل وفق أوبك التي تمثل مرجعاً للكارتل. المكسيك: تلقينا معاملة خاصة في اجتماع «أوبك بلس» قال رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إن الأمور مضت «بشكل جيد فعليا» بالنسبة للمكسيك في الاجتماع التاريخي الأخير لمجموعة أوبك بلس لمنتجي النفط، حيث رفضت المكسيك الالتزام بتخفيضات إنتاج بالحجم الذي قبله آخرون. وقال الرئيس لمؤتمر صحفي اعتيادي «المكسيك تلقت معاملة خاصة، تم احترامها باتفاق بين تلك الدول المنتجة للنفط. كان أمرا استثنائيا. لم يسبق له مثيل. هذه الاتفاقية». وقال مسؤولون مكسيكيون يوم أمس الأول الأحد إن المكسيك ستقلص إنتاجها النفطي 100 ألف برميل يومياً من مايو/أيار بعد أن اتفق كبار منتجي الخام على خفض الإنتاج 9.7 مليون برميل يومياً خلال محادثات أوبك بلس. وقالت وزيرة الطاقة المكسيكية روسيو نالي على تويتر إن الاتفاق على خفض الإنتاج 9.7 مليون برميل يومياً اتخذته دول مجموعة أوبك بلس بالإجماع، لكنها لم تذكر حصة المكسيك من الخفض. كانت المكسيك تعهدت من قبل بخفض الإنتاج 100 ألف برميل يومياً، وأكد مسؤولان تشبثها بذلك الهدف. و كانت أوبك بلس طلبت من المكسيك خفض الإنتاج 400 ألف برميل يومياً لكن ممانعة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في تلبية ذلك الطلب عطلت موافقة منتجي النفط على التخفيضات التاريخية. وفي وقت سابق، قالت وزارة الطاقة الأذربيجانية إن الولايات المتحدة ستعوض عن المكسيك بخفض إضافي يبلغ 300 ألف برميل يومياً. يزيد ذلك 50 ألف برميل يومياً عما اتفق عليه من قبل لوبيز أوبرادور مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأكد أحد المسؤولين المكسيكيين فحوى بيان وزارة الطاقة الأذربيجانية بأن الولايات المتحدة ستتحمل تخفيضات قدرها 300 ألف برميل يومياً نيابة عن المكسيك. وبشكل منفصل، هنأ وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرارد الوزيرة نالي على «حماية مصالح المكسيك»، قائلاً على تويتر إن استراتيجية لوبيز أوبرادور «نجحت». تخفيضات ليس لها صدى على الأسعار.. إعادة التوازن مهمّة شاقة قال مراقبون بصناعة النفط: إن انخفاض أسعار الخام يبين أن تخفيضات الإنتاج القياسية التي أقدم عليها كبار المنتجين، ستجعل مهمة إعادة التوازن إلى السوق مهمة شاقة في وقت يقلص فيه وباء فيروس «كورونا» المستجد، الطلب، وترتفع فيه المخزونات. وفي اليوم التالي لاتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مع حلفائها وعلى رأسهم روسيا لتقليص الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يومياً في شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران، أي بما يعادل نحو 10% من الإمدادات العالمية، لم يطرأ أي تغير يُذكر على الأسعار التي تأرجحت صعوداً وهبوطاً. وارتفعت أسعار النفط بشكل محدود، أمس الاثنين، (برنت 1.59% والخام الأمريكي 2.9%). وخسر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ما يزيد على نصف قيمتهما منذ بداية العام الجاري. ويقول بعض المحللين: إن هذا الخفض الذي اتفقت عليه المجموعة المعروفة ب«أوبك+» قد يكون أكبر أربع مرات من الخفض القياسي السابق المسجل في 2008، وربما يدعم الأسعار؛ لكنه لا يقارن بالانخفاض في الطلب الذي تتنبأ بعض جهات تقديم التوقعات بأنه يصل إلى 30 مليون برميل يومياً في إبريل/نيسان. والأدهى من ذلك، أن الحكومات في مختلف أنحاء العالم تدرس تمديد القيود المفروضة على السفر والتجمعات للحيلولة دون انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وهي القيود التي أدت إلى تراجع الطلب على الوقود. وقال المحلل فيرندرا تشوهان بشركة إنرجي آسبكتس «حتى إذا أوقفت تلك التخفيضات هبوط الأسعار؛ فلن تتمكن من رفعها في ضوء حجم الزيادة في المخزونات التي نراها ماثلة أمامنا»، مشيراً بذلك إلى صهاريج وناقلات التخزين التي تتزايد في مختلف أنحاء العالم وسط تراجع الطلب من جانب المستهلكين. وأضاف: إن «غياب التعهدات المؤكدة من جانب الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء مجموعة العشرين؛ يعد نقيصة في الاتفاق». وقال محللون: إنه على الرغم من أن الرقم الأساسي في الاتفاق يشير إلى خفض يقارب العشرة ملايين برميل يومياً، فإن منتجي الشرق الأوسط مثل السعودية والإمارات والكويت سيضطرون على الأرجح لخفض إنتاجهم بنسبة تتجاوز الخفض المتفق عليه البالغ 23 في المئة؛ إذ إنهم بدأوا رفع إنتاجهم في إبريل/نيسان وسط حرب أسعار قبل إبرام الاتفاق. وقال المحللون في جولدمان ساكس «هذه الصفقة تمثل فقط خفضاً بمقدار 7.2 مليون برميل يومياً من متوسط مستويات الإنتاج في الربع الأول من 2020». إلا أن محللي الطاقة لدى «إف.جي.إي» يتوقعون نمو مخزونات النفط في الدول المتقدمة في الربع الثاني إلى مستويات لم تُسجل منذ 1982. وسيكون التركيز الرئيسي القادم في الأسواق على مراقبة الأرقام التي ستعلنها وزارة الطاقة الأمريكية عن احتياطاتها النفطية الاستراتيجية. ارتفاع الروبل الروسي ارتفع سعر صرف العملة الروسية الروبل مقابل العملات الأجنبية في تداولات يوم أمس الاثنين، ببورصة موسكو، معوضاً بذلك بعض الخسائر التي مني به مؤخراً ومدعوماً بارتفاع أسعار النفط في الأسواق بعد اتفاق «تاريخي» ل«أوبك» على خفض الإنتاج. وانخفض سعر صرف الدولار بواقع 33 كوبيكا ليصل إلى 73.41 روبل، وتراجع صرف اليورو 44 كوبيكا إلى 80.34 روبل. (وام)
مشاركة :