كان من المقرر أن تقام بطولة كأس الأمم الأوروبية في 12 دولة أوروبية عبر أرجاء القارة، لكن بعد تأجيلها من صيف هذا العام إلى 11 يونيو (حزيران) 2021 بسبب تفشي الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد، بات هناك توقع بانسحاب لبعض المدن المضيفة. ويأمل «يويفا» في استضافة البطولة في نفس المدن الـ12 التي كانت محددة من قبل، لكن بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى أن تأجيل المنافسات للعام المقبل يمثل مشكلة لعدد من المدن المضيفة، ومنها ميونيخ الألمانية التي لم تحسم موقفها النهائي حتى الآن. وأشار المسؤولون في ميونيخ إلى أن القرار النهائي بشأن المشاركة يخضع الآن للدراسة. وأكد فيليب لام النجم السابق لبايرن ميونخ والمنتخب الألماني وسفير البطولة في ألمانيا، أن استمرار ميونيخ ضمن المدن المضيفة يخضع حالياً لعملية تدقيق.وكان مقرراً أن يستضيف استاد «أليانز آرينا» بمدينة ميونيخ المباريات الثلاث للمنتخب الألماني (مانشافت) في مجموعته بالدور الأول للبطولة الأوروبية، وذلك أمام منتخبي فرنسا والبرتغال، إضافة لفريق متأهل من الدور الفاصل، كما كان مقرراً أن يستضيف هذا الملعب إحدى مباريات دور الثمانية للبطولة. ويبدو انسحاب ميونيخ من الاستضافة أمراً لا يمكن تصوره في ظل استضافة ألمانيا للنسخة التالية من البطولة عام 2024.وأشارت مجلة «كيكر» الألمانية الرياضية إلى أن سبب تأجيل البطولة للعام المقبل مشاكل خاصة للغاية لمدينة بلباو الإسبانية. كما أوضحت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن شكوكاً هائلة تحيط باستمرار العاصمة الإيطالية روما ضمن المدن المضيفة.وإضافة لهذا، هناك تعارض بين العديد من الأحداث والبطولات مع استضافة البطولة الأوروبية عام 2021 في كل من أمستردام وغلاسجو ودبلن، وكذلك في العاصمة البريطانية لندن التي تستضيف الدورين قبل النهائي والنهائي للبطولة.وأكد «يويفا» أنه على اتصال مع جميع المدن الـ12 المضيفة للتشاور بهذا الشأن، وسيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل في التوقيت المناسب. ولم يتحدد جدول البطولة رسمياً حتى الآن، وقد يتخذ القرار أواخر أبريل (نيسان) الحالي.وكان من المفترض أن تقام البطولة منتصف هذا العام في 12 مدينة أوروبية احتفالاً بمرور 60 عاماً على النسخة الأولى من البطولات الأوروبية التي انطلقت في 1960. ومع تأجيل البطولة إلى التوقيت نفسه في العام المقبل، كان هدف «يويفا» إقامة فعاليات هذه النسخة بنفس الخطة وفي نفس المدن المضيفة.ورغم هذا، أشار الروسي أليكسي سوروكين عضو اللجنة التنفيذية بـ«يويفا» إلى سيناريوهات بديلة محتملة، وقال: «في حال انسحاب أي مدينة، ستظل أمامنا خيارات قليلة»، في إشارة إلى اختيار مدن بديلة أو توزيع المباريات التي كانت مقررة في هذه المدن المنسحبة على المدن الباقية.وأوضح سوروكين، الذي يترأس أيضاً اللجنة المنظمة للبطولة بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية، أن الخيار الثاني هو الأكثر توفيراً للوقت.وأكد سوروكين أن روسيا يمكنها تقديم المساعدات حال انسحاب بعض المدن بسبب فيروس «كورونا». وتصر أذربيغان الغنية بالنفط على استمرار عاصمتها باكو ضمن المدن المضيفة على أي حال. وكانت وسائل الإعلام أشارت مؤخراً إلى الفوائد المحتملة من انسحاب مدن أخرى من الاستضافة مثل روما وبلباو، ما قد يمنح باكو مباريات أكثر.ورغم ذلك، قالت فيكتوريا راغاي عمدة روما عقب صدور قرار تأجيل البطولة: «نريد تجربة بطولة أوروبية خالية من الهموم وبدون مخاطر، وأثق بأنها ستكون حدثاً لا ينسى لمدينتنا». وكان متحدث عن الاتحاد الإسباني للعبة أكد أيضاً أنه لن يكون هناك أي مشاكل لاستضافة المباريات في بلباو العام المقبل رغم التفشي الكبير للوباء في بلاده.في الوقت نفسه، تتمسك العاصمة الدنماركية كوبنهاغن بالاستمرار في استضافة البطولة للاحتفال «بصيف رياضي هائل»، لأنها ستستضيف أيضاً سباق فرنسا الدولي للدراجات (تور دو فرانس) العام المقبل. كما لا يرى فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر والمعروف بشغفه الشديد بكرة القدم أن هناك أسباباً تجعل بلاده تنسحب من استضافة مباريات البطولة كون العاصمة بودابست من المدن التي وقع عليها الخيار. كما يمكن للعاصمة الرومانية بوخارست أن تثق في الحصول على بعض الدعم من الحكومة، لأن الاستثمارات في استضافة البطولة ستفيد البلاد على المدى البعيد، كما «ستدعم الاقتصاد بصفة خاصة في هذا التوقيت»، حسبما أشار وزير الرياضة الروماني إيونوت شترو.وما زالت العاصمة الآيرلندية دبلن تقيم مخاطر وفرص الاستمرار في استضافة البطولة، وهو ما ينطبق أيضاً على غلاسجو ولندن. وبشكل أساسي، يرجح أن تستمر هذه المدن الثلاث ضمن قائمة المدن المضيفة في 2021.
مشاركة :