دائماً وأبداً الثقافة للجميع

  • 4/14/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منذ آلاف السنين وعبر مسيرة التطور الإنساني، ترسّخت بوضوح لدى المجتمعات الإنسانية أهمية الثقافة كضرورة للارتقاء المستمر بالوعي والتقدم، فالمشاركة الثقافية الفاعلة تعتبر شرطاً رئيسياً للتطور والتعلم والاكتشاف، فهي إلى جانب ذلك أداةٌ مهمة لتحفيز الإبداع، وفي الوقت نفسه، تعمل كدعامة أساسية يمكن الارتكاز عليها لتحقيق التنمية والازدهار، وخاصة أن الثقافة تذكرنا بأننا جميعنا بشر بصرف النظر عن اختلاف الانتماءات الجغرافية والهويات واللغات وحتى العادات، وبالتالي تمكّننا من اكتشاف جماليات أوجه التشابه في اختلافنا، مما يمنحنا قدرة أكبر على ترسيخ الهويّة الجمعية. إن تحسين سبل الوصول إلى الثقافة على تنوع أشكالها ومظاهرها يعد من الأمور الأساسية التي يجب العمل على تطويرها وإتاحتها، ولذلك نركز في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي عند تنفيذ رؤيتنا على تمكين التفاعل الثقافي لجميع شرائح المجتمع، وتشجيع المشاركة الثقافية المجتمعية، ورعاية الإبداع، مما يعزز التّسامح والاحتفاء بالتنوع الثقافي، وغرس إحساس مشترك بالهوية الوطنية. التراث الثقافي الإماراتي على موقع المبادرة (الصور من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي) التراث الثقافي الإماراتي على موقع المبادرة (الصور من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي) التكنولوجيا.. معرفة لطالما كانت التكنولوجيا أداة فعالة لنشر الثقافة على نطاق واسع، فهي تساعدنا في تذليل العقبات التي قد تحول دون الوصول إلى المعلومات أو الاطلاع على المحتوى القيم الذي تزخر به مواقعنا الثقافية ومتاحفنا. ومع أخذ ذلك بعين الاعتبار، أطلقت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مبادرة جديدة لنقل مواقعها وبرامجها الثقافية إلى الواقع الافتراضي عبر الإنترنت تحت شعار «الثقافة للجميع». تقدم المبادرة محتوى دينامياً من مواقعنا ومؤسّساتنا ومعالمنا الثقافية وصروحنا الوطنية الأبرز مثل منارة السعديات، وقصر الحصن، وبيركلي أبوظبي، والمجمّع الثقافي، وفن أبوظبي، بالإضافة إلى محتوى معمق من مختلف عناصر الثقافة، وذلك عبر جميع قنوات التواصل الاجتماعي التابعة للمشاريع والبرامج الثقافية في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي. وتساعد مبادرة «الثقافة للجميع» في إيصال الأصول الثقافية المميزة إلى الجمهور بفعالية أكبر، عبر تحويل ما تقدمه مادياً إلى مواد افتراضيّة سهل الوصول إليها، الأمر الذي يفسح المجال أمام عامة الجمهور في أبوظبي ودولة الإمارات، وحتّى في مختلف أنحاء العالم، لاستكشاف المقومات الثقافية للإمارة والاستمتاع بها عبر الإنترنت. وتعمل الصروح الثقافية والخبراء المختصون على تطوير المحتوى ضمن مجموعة متنوعة من المواضيع بما فيها الفن المعاصر، والمواقع التاريخية، والموسيقى، والحرف اليدوية والتراث، وغيرها، وهو محتوى مصمم خصيصاً ليراه المشاهدون ويتفاعلوا معه عبر قنوات التواصل الاجتماعي. محتوى متجدّد ينضوي المحتوى التفاعلي الممتع لمبادرة «الثقافة للجميع» تحت ثلاثة مواضيع رئيسية هي: «الإنشاء» و«الاستكشاف» و«التلاقي». ويشمل موضوع «الإنشاء» توفير الإرشادات والعروض التوضيحية والجولات التعريفية للجمهور عبر «الإنترنت» ليتفاعلوا مع المبادرة عبر إنشاء ومشاركة محتواهم الخاص. وفي المقابل، يدعو موضوع «الاستكشاف» الجمهور إلى رصد ومتابعة الجوانب الثقافية باستخدام مقاطع الفيديو والتّسجيلات الصوتيّة والمواد المنشورة ذات الصّلة بالعديد من الفعاليات التي تنظّمها دائرة الثقافة والسّياحة - أبوظبي مثل الحفلات الموسيقيّة، والمعارض، والمهرجانات، والمؤتمرات، والمنتديات الحوارية. أما موضوع «التلاقي»، فيتيح للجمهور فرصة التعرف على الأفكار والمفاهيم المختلفة من خبراء مختصين تتعاون معهم دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي من جميع أنحاء العالم، ويشمل ذلك عقد جلسات مع الفنانين والمؤرخين والمعماريين ومنظمي المعارض الفنية وغير ذلك الكثير. وتأتي مبادرة «الثقافة للجميع» في وقت يمكننا أن نجري فيه تقييماً ومراجعة لما تم تقديمه في هذا الصدد سابقاً، واستكشاف وسائل بديلة لتمكين الثقافة، حيث تلعب التكنولوجيا بأدواتها المتعددة دوراً أساسياً لتسهيل وصول المهتمين إلى الأصول الثقافية الفريدة لأبوظبي وعرضها أمام شرائح أوسع من الجمهور، عبر المبادرة. كما تمكّننا المبادرة أيضاً من مواصلة التعلم والمشاركة وتوسيع آفاقنا عندما لا يكون بمقدورنا الوصول إلى هذه الكنوز الثقافية على أرض الواقع. وفي الوقت نفسه، نواصل تطوير مبادراتنا الإلكترونية في عالم الثقافة لتصل المعرفة إلى أكبر قطاع ممكن من القراء، وجذب اهتمام شرائح أكبر وتشجيعهم على الاطلاع والقراءة والإبحار في عوالم المعرفة غير المحدودة والاستمتاع بروائع المؤلفات، فالموسوعة الشعرية على سبيل المثال، وهي أضخم مرجع إلكتروني تفاعلي للشعر العربي، يتم رفده بشكل متواصل بمواد جديدة، منها نوادر لم تنشر من قبل. كما يتم تحديث قوائم الكتب بالصيغتين الإلكترونية والصوتية بشكل دوري حتى تصل إصداراتنا المتميزة من مشروع «كلمة» للترجمة، ومشروع «إصدارات» بسهولة ويسر إلى قطاع أكبر من المهتمين بالأدب والعلوم والمعارف المختلفة. بينما يعمل نادي كلمة للقراءة على تطوير جلساته النقاشية لتكون افتراضية مع إغناء محتوى مواقع التواصل الاجتماعي بهذه النقاشات. والمكتبات تواصل تقديم خيارات جديدة لإقامة الندوات واللقاءات وورش العمل والبرامج القرائية عن بُعد باستخدام وسائط متعددة ومتطورة، لتوصل الكنوز المعرفية خارج جدرانها، بينما تعد مكتبتنا الرقمية التي تضم ملايين من المراجع والعناوين وقواعد البيانات المتخصصة، من أهم مصادر المعرفة المتاحة للجميع. أما متحف اللوفر أبوظبي، والذي تميز بسرده المتحفي الذي يركز على جوهر الإنسانية في الثقافات العالمية، فيواصل تميزه بإطلاق تجربة رقمية استثنائية هذا الأسبوع، تمكن من التجول افتراضياً في معارض المتحف، ونشر مقاطع صوتية وفيديو لبعض القطع الفنية المعروضة في المتحف وتصاحبها أنشطة تفاعلية للعائلات، مع إتاحة مواد تعليمية غنية للمعلمين عبر الموقع الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي. الثقافة توحد العالم وتعتبر الثقافة من القوى الموحدة لمجتمع عالمي تسوده علاقات متشابكة، حيث تحدد مؤثرات الثقافة المستمرة وقدرتها على استخلاص الموضوعات المشتركة معنى الوجود الإنساني كدافع للسلام والتفاعل الإيجابي. إنها تعزز روح المجتمعات من خلال ترسيخ وتطوير الممارسات الإبداعية التي توفر منصة رائعة للتقارب الثقافي بهدف الاستكشاف والتعلم والمشاركة. وتكشف الثقافة بشتى تعابيرها ومفاهيمها القواسم المشتركة في الطبيعة البشرية، ومصادر الإلهام المتشابهة والمنسجمة، التي تتسم بتنوع وثراء أبعادها المادية والفكرية والعلمية، والتي تشكّلت ونمت متجاوزة الحدود الجغرافية عبر القارات، ومتأقلمة مع حقب زمنية مختلفة. ببساطة، الثقافة تلقي الضوء على المشهد الإنساني العام للعالم الذي نتعايش فيه. إن الثقافة تمنح أصواتنا، وذاكرتنا وقصصنا الفردية والجماعية، القدرة على اكتشاف الدهشة، وإضفاء لمسات سحرية على التفاصيل اليومية العادية. وفي خضم الأوقات الصعبة التي نعيشها، نأمل أن تساهم مبادراتنا الثقافية الجديدة في تعزيز شعورنا بالانتماء والتعبير عن هويتنا الوطنية وخصوصيتنا الثقافية، وإبقاء قلوبنا وعقولنا منفتحةً على الإلهام أينما كنا في أنحاء العالم. * رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي عن المبادرة «الثقافة للجميع» مبادرة من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي لنقل مواقعها وبرامجها الثقافية إلى الواقع الافتراضي عبر «الإنترنت». وتقدم المبادرة محتوى دينامياً من مواقعنا ومؤسّساتنا ومعالمنا الثقافية وصروحنا الوطنية الأبرز مثل منارة السعديات، وقصر الحصن، وبيركلي أبوظبي، والمجمّع الثقافي، وفن أبوظبي، بالإضافة إلى محتوى معمق من مختلف عناصر الثقافة، وذلك عبر جميع قنوات التواصل الاجتماعي التابعة للمشاريع والبرامج الثقافية في الدائرة، الأمر الذي يفسح المجال أمام عامة الجمهور في مختلف أنحاء العالم، لاستكشاف المقومات الثقافية للإمارة والاستمتاع بها عبر «الإنترنت».

مشاركة :