أيهما أولى في زمن الأوبئة الذهاب إلى العمرة أم مساعدة المحتاجين؟.. مستشار المفتي يجيب

  • 4/14/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ورد سؤال إلى الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، يقول صاحبه "أيهما أولى في زمن الكوارث والأوبئة والأزمات.. الذهاب إلى العمرة أم مساعدة المحتاجين؟". رد مستشار المفتي: العمرة سُنَّةٌ وليست واجبة على مذهب الجمهور ، كما أن الطاعة التي يتعدى نفعها للآخرين أولى من العبادة النافلة التي يقتصر نفعها على فاعلها فقط ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا " . وقال : " ما ءامنَ بِي مَنْ بَاتَ شبعانَ وجارُه جائِعٌ إلى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ " . وهذا ما فهمه السلف الصالح من مقاصد الشريعة ، فقد روى الإمام ابن كثير أنه : خرج عبد الله بن المبارك رضي الله عنه إلى الحج ، فاجتاز ببعض البلاد ، فمات طائرٌ معهم ، فأمر بإلقائه في قمامة البلدة ، وسار أصحابه أمامه ، وتخلف هو وراءهم... فلما مر بالقمامة إذا بجارية قد خرجت من دار قريبة ، وأخذت ذلك الطائر الميت ، ثم أسرعتْ به إلى الدار ، فجاء ابن المبارك ، وسألها عن أمرها وعن أخْذِها الطائرَ الميت ، فاستحيت أوَّلًا، ثم قالت : أنا وأمي هنا ، وليس لنا شيءٌ إلَّا هذا الإزار ، وليس لنا قُوتٌ إلا ما يُلْقَى على هذه القمامة ، وكان لنا والد ذو مال عظيم، أُُخِذَ مَالُهُ ، وقُتِلَ لسببٍ أو بآخر ، ولم يبقَ عندنا شيءٌ نَتَبَلَّغُ به ، أو نقتات منه!. سمع ذلك ابن المبارك فدمعت عيناه ، وأمر بِرَدِّ الأحْمَال والمؤونة ، وقال لوكيله : كم معك من النفقة ؟ قال : ألف دينار ، فقال له : أبقِ لنا عشرين دينارًا تكفينا لإيابنا ، وأعطِ الباقي إلى هذه المرأة المصابة ، فو الله لقد أفجعتني بمصيبتها. ثم قال : وإن هذا أفضل عند الله من حجنا هذا العام ، ثم قفل راجعًا ، ولم يحج . والخُلاصة : أن مساعدة المحتاجين أولى من أداء العمرة ؛ إذ (المُواسَاة مقدَّمَةٌ على المناجاة) ، وخير الطاعات ما كان فيه نفع للناس وقت الأزمات ، وهي من أعظم القُرُبات.

مشاركة :