أُلغي مهرجان أفينيون، أحد أهم الملتقيات المسرحية في العالم، بسبب انتشار وباء كوفيد-19، بعدما كان مقررا بين الثالث من يوليو والخامس والعشرين منه، على ما أعلن المنظمون. وأوضح المنظمون، في بيان: "لم تعد الظروف متوافرة راهنا لتنظيم الدورة الرابعة والسبعين، بعد الاستماع إلى ما قاله رئيس الجمهورية". وأشار إيمانويل ماكرون إلى استحالة إقامة المهرجانات قبل منتصف يوليو على الأقل. وأضاف مدير المهرجان أوليفييه بي، ومديره المنتدب بول روندان: "لقد حافظنا على الأمل قدر الإمكان، لكن الوضع بات يفرض سيناريو آخر، وأصبح واجبنا الآن المحافظة على مستقبل مهرجان أفينيون". وتستحيل أفينيون في يوليو من كل سنة "عاصمة للمسرح" مستقطبة 700 ألف زائر. ويؤمن المهرجان إيرادات تقدر بنحو مئة مليون يورو للمدينة. ويتوقع أن يكون الإلغاء كارثيا على آلاف الفنانين والتقنيين، ومن بينهم الكثير من العاملين المؤقتين. ومنذ تأسيسه عام 1947 ألغي المهرجان مرة واحدة في عام 2003 بسبب الخلافات مع العاملين المؤقتين. يذكر أن المهرجان في النسخة الماضية عرض مسرحية "ارشيتكتور"، التي حملت في طياتها بعض الفرح أيضا، إذ شارك فيها نجوم من أوساط المسرح الفرنسي من إيمانويل بيار إلى جاك فيبير، مرورا بدوني بوداليديس وأودري بوني. وفي باحة الشرف في قصر الباباوات، الذي شهد ولادة المهرجان المسرحي عام 1947، روت مسرحية باسكال رامبير، وهو من أكثر كتاب المسرح الفرنسيين الأحياء انتشارا في العالم، بأسلوب لا مواربة فيه قصة عائلة فنانين وفلاسفة ومؤلفين موسيقيين ممزقة في صورة مجازية عن أوروبا المريضة. إلا أنها ليست عملا حول التاريخ، على ما يوضح رامبير الحائز عام 2016 جائزة المسرح من الأكاديمية الفرنسية. ويؤكد الممثل البالغ 57 عاما: "إنها نابعة من القلق الذي أشعر به حيال ما يجري في مناطق أوروبية كثيرة في الدول التي أقدم فيها مسرحياتي مثل إيطاليا وإسبانيا، حيث حصد فوكس (حزب يميني متطرف) عددا كبيرا من الأصوات" في نيسان.
مشاركة :