أعلن محسن الموسوي رئيس لجنة التحكيم، بعد ظهر أمس، «أونلاين»، فوز رواية «الديوان الإسبرطي» للكاتب الجزائري عبد الوهاب عيساوي، والصادرة عن دار ميم، في الدورة الثالثة عشرة من الجائزة العالمية للرواية العربية 2020، حيث حصل الفائز عيساوي على الجائزة النقدية البالغة قيمتها 50 ألف دولار، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية. وأشار الموسوي إلى أن رواية «الديوان الإسبرطي» تتميز بجودة أسلوبية عالية، وتعددية صوتية تتيح للقارئ أن يتمعن في تاريخ احتلال الجزائر روائياً، ومن خلاله تاريخ صراعات منطقة المتوسط كاملة، موضحاً أن كل ذلك جاء برؤى متقاطعة ومصالح متباينة تجسدها الشخصيات الروائية، لافتاً إلى أن الرواية تدعو القارئ إلى فهم ملابسات الاحتلال وكيف تتشكل المقاومة بأشكال مختلفة ومتنامية لمواجهته. وأكد الموسوي أن هذه الرواية بنظامها السردي التاريخي العميق لا تسكن الماضي، بل تجعل القارئ يطل على الراهن القائم ويسائله. بدوره، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: «تسحرك رواية الديوان الإسبرطي باستنهاضها للتاريخ بأبعاده السياسية والاجتماعية، لخدمة العمل الروائي الذي يتجاوز هذا التاريخ برمزيته، وبتداخل رؤى القص وأصواتها من وجهات نظر متقاطعة تدعو إلى التأمل والتفكر والمراجعة». وأضاف موضحاً أن شخوصها الخمسة تتابع بمساراتها المتضاربة، وتسير في شوارع الجزائر المحروسة ومرسيليا وباريس، وكأنك تعاينها بنفسك في زمن مضى ولم تنقطع مآلاته، وتحتك بالتركي والأوروبي والعربي وغيرهم من الأقوام متعاطفاً وساخطاً في آنٍ واحد. كل ذلك في انسياب روائي أخّاذ، لا يدعك تترك الرواية حتى تصل إلى نهايتها بشغف يطلب المزيد»، مؤكداً أن «الروائي عيساوي قد أبدع في هذا كله، ويكفي هذا القارئ أنه التقى السلاوي ودوجة في ثنايا الديوان، ولهث في أثرهما في ثنايا تاريخ ينبض بالمعاني». وقد تم اختيار رواية «الديوان الإسبرطي» باعتبارها أفضل عمل روائي نشر بين يوليو 2018 ويونيو 2019، من بين الروايات الست في القائمة القصيرة للكتاب: سعيد خطيبي، وجبور الدويهي، وخليل الرز، ويوسف زيدان، وعبد الوهاب عيساوي وعالية ممدوح. وتلقى المرشحون الستة جائزة تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار. يشارك عيساوي في حوارات صحفية يومي الثلاثاء 14 والأربعاء 15 أبريل، وسيُعلن عن نشاطات أخرى ستُنظم احتفالاً بالرواية الفائزة خلال الأشهر القادمة. لجنة التحكيم تكونت لجنة التحكيم من خمسة أعضاء، برئاسة محسن جاسم الموسوي، ناقد عراقي وأستاذ الدراسات العربية والمقارنة في جامعة كولومبيا، نيويورك، وبعضوية كل من بيار أبي صعب، ناقد وصحفي لبناني، ومؤسس صحيفة الأخبار اللبنانية، وفيكتوريا زاريتوفسكايا، أكاديمية وباحثة روسية، نقلت العديد من الروايات العربية إلى الروسية، منها رواية «فرانكشتاين في بغداد» لأحمد سعداوي الفائزة بالجائزة عام 2014، وأمين الزاوي، روائي جزائري يكتب باللغتين العربية والفرنسية، وأستاذ الأدب المقارن والفكر المعاصر في جامعة الجزائر المركزية، وريم ماجد، إعلامية وصحفية تلفزيونية من مصر، ومدربة في مجال الصحافة والإعلام. الفائزات بالإنجليزية تتولى الجائزة تمويل ترجمات للروايات الفائزة، ومن بين الروايات الفائزة المتوفرة بالإنجليزية، «مصائر، كونشرتو الهولوكوست والنكبة» لربعي المدهون، «فرانكشتاين في بغداد» لأحمد سعداوي، «واحة الغروب» لبهاء طاهر، «عزازيل» ليوسف زيدان، «ترمي بشرر» لعبده خال، «القوس والفراشة» لمحمد الأشعري، «ساق البامبو» لسعود السنعوسي، و«طوق الحمام» لرجاء عالم. وشهدت سنة 2019 صدور الترجمات الإنجليزية لرواية «السبيليات» لإسماعيل فهد إسماعيل، و«الفهرست» لسنان أنطون، و«حارس الموتى» لجورج يرق، و«الإسكندرية في غيمة» لإبراهيم عبد المجيد. فيما تصدر رواية «الخائفون» لديمة ونّوس في أبريل الحالي، ورواية «بريد الليل» لهدى بركات في سبتمبر المقبل. كما حصلت دار انترلينك على الحقوق الإنجليزية الخاصة برواية «صيف مع العدو» لشهلا العجيلي وتصدر الرواية بـ«الإنجليزية» خلال هذا العام. وكان عيساوي بعد ترشيحه للقائمة القصيرة، قال، في حوار حصري مع الجائزة العالمية للرواية العربية: «الرواية التاريخية بشكل عام لا تعيد بناء الحكاية من أجل الحكاية ذاتها، وإنما هدفها الأساسي هو البحث عن الأسئلة الراهنة التي نعيشها اليوم داخل فضاءاتها الأولى التي ظهرت فيها أولا». وفي حوار مع «الاتحاد»، قال عيساوي، إن الرواية المكتوبة بـ«العربية» في الجزائر «شهدت في العشرين سنة الأخيرة قفزات نوعية، وذلك بعد الاستقرار الأمني الذي عرفته البلاد»، مشيراً إلى نشاط واضح في حركة النشر والترجمة، وأن الإبداع في شمال أفريقيا لم يتوقف يوماً، بل كانت له دائماً المكانة والفرادة، خاصة في السرديات، نظراً للاحتكاك المبكر بأوروبا، موضحاً أن رواية «الديوان الإسبرطي» جاءت قراءة تاريخية لفترة زمنية تمتد ما بين 1815م حتى 1833م، من التاريخ الجزائري. أما سبب اختيار إسبرطة دون غيرها من المدن؟ فأوضح عيساوي أن العنوان جاء حسب رؤية إحدى الشخصيات، التي ترى أن مدينة الجزائر العثمانية تشبه، إلى حد ما، مدينة إسبرطة في اتكالها الكلي على السلاح، وعلى التربية العسكرية للدولة، والمجتمع. الفائز في سطور عبد الوهاب عيساوي روائي جزائري من مواليد 1985 بالجلفة، الجزائر. تخرج في جامعة زيّان عاشور، ولاية الجلفة، مهندس دولة إلكتروميكانيك ويعمل مهندس صيانة. فازت روايته الأولى «سينما جاكوب» بالجائزة الأولى للرواية في مسابقة رئيس الجمهورية عام 2012، وفي عام 2015، حصل على جائزة آسيا جبار للرواية التي تعتبر أكبر جائزة للرواية في الجزائر، عن رواية «سييرا دي مويرتي»، أبطالها من الشيوعيين الإسبان الذين خسروا الحرب الأهلية وسيقوا إلى معتقلات في شمال أفريقيا. في عام 2016، شارك في «ندوة» الجائزة العالمية للرواية العربية (ورشة إبداع للكتاب الشباب الموهوبين). فازت روايته «الدوائر والأبواب» بجائزة سعاد الصباح للرواية 2017. فاز بجائزة كتارا للرواية غير المنشورة 2017 عن عمله «سفر أعمال المنسيين».
مشاركة :