المصدر: بقلم: الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة زمن التداعي عذراً، سيدي يا رسول الله.. إننا نعيش في زمن التداعي كما أخبرتنا في قولك الكريم: تتداعى عليكم الأمم، فالمطَّلع على قضايا المسلمين واحوالهم والصور المأساوية والإذلال والإهانة التي تتعرض لها أمة الإسلام، وهي تعيش مرحلة من أحرج المراحل في تاريخها، وتمر بأزمة لا يعلم متى تفيق منها إلا الواحد الأحد، مع اعتقادنا الجازم بأن هذه الأزمة ليست في الحقيقة إلا ضريبةً لبعد الأمة عن المعين الصافي كتاب الله وسنة رسوله وعدم الالتزام بهما منهجاً وسلوكاً، لأنه لا نجاة لنا إلا بهما ولا حل لمشاكلنا إلا فيهما، كما قال عمر بن الخطاب لأبي عبيدة رضي الله عنهما: لقد كنا أذلَّ قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزةَ في غيره أذلنا الله. وهل هناك أزمة أكبر من هذه الأزمة؟! حيث ضاعت هيبة أمة الإسلام بالإساءة إلى رسولها علناً، ويقوم برسمه بعض الحاقدين في الغرب على صورة يعف ويرتجف القلم ان يصفها، ولله در الشاعر حيث يقول: لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ ناديت يا رسول الله عذراً، سيدي يا رسول الله لأننا ابتعدنا عن تعاليمك بالتمسك بكتاب الله وسنتك فهانت علينا أنفسنا، وانشغلنا بدنيانا، فهنّا على الآخرين، وأصبحنا لا نملك من هويتنا إلا اسماءنا، وبتنا نردد مع أمير الشعراء قوله: شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهفٍ في عميق سُباتِ بأيمانهم نوران: ذِكْرٌ وسنةٌ فما بالهم في حالك الظلمات؟؟ وصدق الله العظيم إذ يقول: إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ محمد:7 . ونحن قد تثاقلنا عن نصرة الله تعالى بامتثال أمره واجتناب نهيه واتباع نبيه فكانت النتيجة هزائم، ومآسي، واحزان، وتلك سنة ربانية لا تتغير ولا تتبدل ولا تجامل أحداً من الناس مهما كان، كما قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ الرعد:11. ناديت بلا إله إلا الله سيدي يا رسول الله: ناديت بلا إله إلا الله فقلت: أُمرت ان أُقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله.. رواه الشيخان. وحثنا على ختم العمل وختم العمر بها، فقلت: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة رواه أبو داوود وأحمد وغيرهما. ولكن هناك من اتخذوا إلههم هواهم!! فلا حول ولا قوة إلا بالله. ناديت بالإيمان وناديت بالإيمان بجميع الرسل والرسالات.. وبذا عرَّفت الإيمان لجبريل عليه السلام حين سألك: ما الإيمان؟ فقلت: ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والقدر خيره وشرهرواه مسلم. ولكن كثيراً من اليهود والنصارى لم يؤمنوا بك وصاروا فرقاً وأحزاباً وكل حزب بما لديهم فرحون!!. ناديت بالحب في الله نعم، ناديت بالحب في الله فقلت: أوثقُ عُرَى الإيمانِ: الموالاة في الله، والمُعاداة في الله، والحب في اللهِ، والبُغضُ في اللهِ عزَّ وجلَّ صححه الألباني ـ صحيح الجامع الرقم: 2539. أنت تدعو إلى المحبة والتعارف، ولكن هناك الآلاف يعيشون لإشعال البغضاء بين الناس!!. ناديت بالعلم وناديت بوجوب العلم والتعلم والتعليم على الناس جميعاً.. فقلت: طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة أخرجه ابن ماجه. وهناك الآلاف، مصالحها مرتبطة ببقاء الجهالة في الأفراد والأمم!!. وهذا من العجائب كما قال أمير الشعراء: يا طالباً لمعالي المُلك مجتهداً خُذها من العلم أو خُذها من المال بالعلم والمال يبني الناس مُلكهمُ لم يُبنَ على جهلٍ وإقلالِ أعلى إنسان عذراً، سيدي يا رسول الله.. لم يدرك من حاول التطاول على شخصك الكريم، بأنك سيد ولد آدم.. ولم يدرك أن محمداً r هو أعلى إنسان تكويناً وعقيدة وعبادة وسلوكاً بل في كل الفضائل. إنَّه أعلى إنسان، نفساً.. وأعلى إنسان، تربية.. وأعلى إنسان، في الحياة الدنيا، على الإطلاق.. وأعلى إنسان، في الحياة الآخرة، على الإطلاق.. وأعلى إنسان درجة في الأخلاق.. وأعلى إنسان درجة في الجنة.. ولله درُّ حسان بن ثابت وهو يمدح رسول الله r بقوله: وأجملُ منك لمْ تَر قَطّ عيني وخيرٌ منك لمْ تلدِ النساءُ خُلِقْتَ مُبرَّءاً من كل عيبٍ كأنك قد خلقتَ كما تشاءُ
مشاركة :