نظم نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في مقره في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية شارك فيها، الكاتبة آن الصافي، والناقد صالح هويدي، وأدارها الكاتب إسلام أبوشكير. تناولت الجلسة الرواية الأولى لآن الصافي والتي تحمل عنوان فلك الغواية، الصادرة حديثاً عن دار فضاءات، حيث قدم هويدي قراءة نقدية شاملة حول الرواية وما تكتنفه من عوالم وشخصيات وتقنيات روائية. قال هويدي في ورقته النقدية: إن الرواية تضم شخصيتين رئيسيتين وهما الحبيبان قمر ومريم، ولكن من استقطب المساحة الأكبر وتمحورت الرواية حوله هو مريم، إضافة إلى شخصيات احتلت مساحة أقل لكنها امتلكت فاعلية في الرواية مثل: المدير العام، سعاد الأرملة، وأمينة، وهناك شخصيات مكملة أقرب الى أن تكون شخصيات ديكورية وغير فاعلة منها الحارس، وأم قمر، هشام وأحمد وخالد. أما بالنسبة للمكان في الرواية فهناك ثلاثة أماكن تتناوب، والمكان الرئيسي الذي حدثت فيه جل الأحداث هو أبوظبي، وقبرص وهو المكان الذي أكملت فيه مريم دراستها الجامعية، إضافة إلى المغرب ودول أوروبية أخرى. وتابع بأن الرواية تأخذ شكل السيرة الذاتية، فهي مكتوبة بضمير المتكلم والراوي هو الشخصية المحورية، لكن الكاتبة تنازلت عن ذلك مرتين، مرة في الاستهلال (الافتتاحية) حيث تولى الحارس السرد الروائي، والفقرات الثلاث الأخيرة من الرواية تولى السرد فيها صوت الروائية ( صوت آن). وأشار إلى أن الرواية تستخدم أساليب عدة في تقنية الزمن، منها أسلوب الارتداد، لكي تعود وتسلط الضوء على شيء يعمق إحساسنا بالشخصية أو بالحادثة، وأن المونولوج الذي اعتمدته الكاتبة في نهاية الرواية، واستغرق خمس عشرة صفحة متصلة، خلال الأزمة التي تعرضت لها الشخصية وأصيبت بالانهيار، كان من أمتع ما قرأ من استخدام للمونولوج في الرواية العربية، حيث بني المونولوج بطريقة احترافية استدعت فيه الشخصية حياتها كاملة منذ طفولتها واستحضرت صور الناس وحبيبها، ولعبت كثيراً على هذه الصور، واستخدمت أيضاً أسلوب الحذف والتلخيص، حيث كانت تحرق بعض المراحل لأجل الوصول إلى ما تريد قوله مباشرة. وختم هويدي بالقول: إن الكاتبة سعت إلى خلخلة التماسك في البنية الروائية ومخالفة أفق توقع القارئ، حيث كانت النهاية مفتوحة وإشكالية، وأحدثت فيها الكاتبة تداخلاً في المشاهد وزوايا نظر مختلفة، تجعل كل قارئ يخرج برؤية مختلفة. ومن الأمور الإيجابية والتي استخدمت بطريقة احترافية طريقة توظيف الحلم بما يناسب الحدث الروائي.
مشاركة :