كان رجل الإطفاء مايك هيوز في مقر عمله كالمعتاد ذات يوم في عام 1998، عندما تلقى فريقه نداء استغاثة في أحد شوارع مدينة وناتشي، بولاية واشنطن الأميركية. وأثناء تدخل فريق الإطفاء قام هيوز (61 عاماً) بإنقاذ رضيعة، كادت أن تلتهمها نيران شبت في منزل العائلة، بينما كانت والدتها في عملها. وسلم الإطفائي الرضيعة إلى الجهات المختصة، وبعد انتهاء المهمة عاد إلى منزله وهو لا يعلم أن عملية الإنقاذ التي قام بها في ذلك اليوم، لن تكون عادية مثلها مثل العشرات التي شارك فيها. الرضيعة التي كانت تبلغ من العمر تسعة أشهر آنذاك، هي اليوم في الـ18 من العمر. وقد اجتمع هيوز مع دانيال دافيسون قبل خمس سنوات، بعد أن اطلع على أرشيف الإطفاء ورأى صورته، وهو يحمل الرضيعة في الواقعة التي أسالت الكثير من الحبر آنذاك. وبالاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي، تمكن من العثور عليها وتواصل معها، ليصبحا صديقين بعد ذلك. وعند اقتراب موعد تخرجها هذا العام أخبرت دانيال الرجل الذي أنقذ حياتها قبل 17 عاماً بالموعد، واعتبرته عضواً من العائلة لولا تدخله في ذلك اليوم لما كنت هنا في هذا الحفل. وقال هيوز بعثت لها رسالة على تويتر: أعتقد أنني أنقذتك من الحريق عندما كنت رضيعة، وردت دانيال مختبرة صحيح، لكن ماذا كانت أمي تفعل حينها، ومباشرة أجاب الإطفائي، بأن والدتها كانت في مقر عملها في يوم الحادث. وكان ذلك صحيحاً. ويتذكر رجل الإطفاء أنه أنقذ ثلاثة أشخاص من الحريق، معتبراً ذلك فخراً له، وتعترف الفتاة بأنه قدر لها لتعيش بفضل وجود هذا الرجل وفريقه في الوقت المناسب.