كتب أحمد إبراهيم أبرزت صحف ودوائر غربية تداعيات أبرز التحديات التي ينتظر أن تواجه المسلمين في شهر رمضان المبارك، وهي التحديات التي تتعاظم مع تمسك الملايين من المسلمين بأداء الكثير من العادات التي يتفاءلون بها، وهو ما يجعل هذا الشهر بمثابة شهر احتفالي متميز يتسم بالكثير من العادات التي تميزه عن غيره من شهور العام. وتشير بعض من التقارير الصحفية الغربية إلى أهمية هذا النقطة، خاصة وأن الصلوات في شهر رمضان لها طابع منفرد، بداية من صلوات التراويح أو صلوات القيام، فضلا عن نية الاعتكاف في المساجد، وكلها أمور بات تنفيذها أو القيام بها محل شك في ظل تفشي فيروس كورونا في العالم. ومع تصاعد الأزمة في جميع دول العالم بما فيها العالم الإسلامي بات هناك الكثير من التحديات التي يمكن أن تواجه المسلمون، بداية من وجود الكثير من العادات التي يحرص الآلاف من المسلمين على القيام بها مثل الزيارات العائلية أو إقامة موائد الرحمن أو العزائم، وجميع هذه السلوكيات باتت تمثل خطرا واسعا على صحة أي شخص في ظل تفشي وباء مورونا. واستشهدت بعض من التقارير الصحفي الغربية بتصريحات بعض من رجال الدين في هذا الصدد، ومنهم حسام الحياري المتحدث باسم وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن والذي تحدث عن دقة هذه النقطة ، موضحا إن النية واضحة بإغلاق المساجد سواء في الأردن أو في عموم الأراضي الفلسطينية خلال شهر رمضان. وتشير الكثير من التقارير إلى أهمية هذه القضية، خاصة مع المكانة والقدسية الخاصة التي تتمتع بها المساجد العريقة التي تشرف عليها الأردن في الأراضي الفلسطينية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، بالاضافة إلى الكثير من المساجد والأوقاف الأخرى في عموم الأراضي الفلسطينية المتعددة الأخرى. ونبهت بعض من التقارير الصحفية سواء الصادرة في الأردن أو في المناطق الفلسطينية إلى أن قرار التوجه لأداء الصلاة في رمضان باتت في يد وزارة الصحة والهيئات الطبية، خاصة وأن المعطيات العلمية تؤكد بأن أداء صوات الجماعة من الممكن أن يؤدي إلى انتشار الفيروس بين المصلين، وهو أمر التفت إليه أيضا الكثير من القساوسة في الكنائس بل والحاخامات في المعابد وحتى أتباع الديانات الأخرى ممن أوصوا وافتوا بحظر الصلوات الجماعية تحت أي ظرف الان . وتشير صحيفة الغد الأردنية في تقرير لها إلى دقة هذه القضية، موضحة أن الازدحام في المساجد يمكن أن يؤدي إلى انتشار الكورونا، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية وحساسيتها قبل شهر رمضان، الأمر الذي يفسر الاجتماعات المشتركة بين الهيئات الطبية والرسمية في الدول العربية والإسلامية مع الهيئات الدينية ، وهي الاجتماعات التي اكتسبت أهمية كبيرة في ظل تطورات وتصاعد حدة مخاطر فيروس كورونا هذه الأيام. ونبهت الصحيفة إلى دقة هذه القضية خاصة عقب القرار المصري الرسمي بحظر صلوات التراويح وصلوات الجماعة، وأشارت مصادر دينية إلى اهمية هذا القرار خاصة وأن مصر تعتبر بلد الأزهر الشريف الذي يمثل المرجعية الإسلامية الأعلى، وهو ما سيشجع الكثير من الدول على أتخاذ قرارات مماثلة في المستقبل. تقنيات من ناحية أخرى وفي ظل التحديات التي تواجه الكثير من الحكومات بسبب كورونا باتت قضية التواصل الاجتماعي تمثل أهمية واسعة للغاية، حيث تمثل صلة الرحم والتواصل مع أفراد العائلة ركنا رئيسيا من أركان الإسلام، وهو الركن الذي يحرص الملايين من المسلمين على القيام به والتواصل مع أفراد عائلاتهم في هذا الشهر الذي يتمتع بخصوصية وروحانيه تميزه عن بقية الشهور الأخرى على مدار العام. وتشير صحيفة تايمز البريطانية إلى أهمية هذه النقطة، خاصة مع توسعها في المجتمعات الأوروبية والغربية على حد سواء، حيث يحرص العرب المسلمون في هذه الدول على التواصل مع أبناء عائلاتهم هناك، الأمر الذي يتعارض مع توصيات الهيئات الطبية الأوروبية والغربية التي تطالب المواطنين في هذه الدول بالبقاء في المنزل وعدم الخروج منه إلا للضرورة. اللافت أن الصحيفة اشارت إلى انصياع الكثير من المسلمين والعرب في الدول الأوروبية والولايات المتحدة لهذه التوصيات، موضحة في ذات الوقت أن اللالاف منهم الان يلجئون إلى اسلوب المحادثات عبر التطبيقات الذكية ، سواء واتساب أو فيسبوك لايف أو غيرها من وسائل الاتصال الحي المباشر. واستشهدت الصحيفة ببعض من الفعاليات والاحتفالات التي يقوم بها الكثير من العرب ، وهي الاحتفالات التي تتم عن طريق أجهزة الكمبيوتر ووسائل الاتصال التقني المتطورة. وافتى الشيخ أحمد ممدوح مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء إلى أن صلة الرحم لها صور كثيرة، وهي الصور التي لا تتوقف فقط عند زيارات الأهالي والأصدقاء. واشار ممدوح إلى أن الكثير من المسلمين بالفعل يحرصون على أداء والقيام بجميع أشكال صلات الرحم، بالإضافة إلى الحرص على المجاملة في الأفراح أو تقديم التعازي، غير أن الظرف الحالي الذي يمر به ويتعرض له العالم يعتبر دقيق للغاية، الأمر الذي يشير إلى أن المسلم يمكن أن يستعيض بالزيارة بالجلوس في المنزل والتواصل هاتفيا مع الأقارب والأهل ، وهو ما يعد حل أفضل لهذه الأزمة. ونوهت الصحيفة إلى فتوى ممدوح، والذي قال أيضا أن الزيارة في هذا الوقت تمثل أذى، وهو ما يفرض على المسلم الابتعاد عنها وعدم القيام بها حتى يدحر الاذى عن أصدقائه وأقاربه. عموما فإن الواضح أن وباء كورونا وانتشاره بات يؤثر وبدقة على مجريات الحياة من حولنا، وهو أم سيؤثر بالتأكيد على الاحتفال بشهر رمضان المبارك هذا العام، الأمر الذي بات ظاهرا بوضوح قبل أيام من حلول هذا الشهر الفضيل.
مشاركة :