أعلن الحكم الدولي عبدالرحمن العمري تعليق صافرته بعد مشوار طويل امتد قرابة (11) عاماً حامل الشارة الدولية وواصل مسيرته التحكيمية المحلية حتى بعد نزع الشارة الدولية منه. اليوم قرر العمري إنهاء هذه المسيرة الطويلة الذي ظل اسمه فيها حاضراً كأكثر الحكام الأجانب إثارة للجدل في السنوات الماضية، بل إن بعض المباريات التي شهدت حالات تحكيمية غريبة كان بطلها العمري. (النادي) زارت العمري في منزله بالطائف وحاورته حول أسباب اعتزاله واختياره هذا التوقيت، وغيابه عن تحكيم المباراة النهائية التي جمعت النصر بالهلال في كأس خادم الحرمين الشريفين. واسترجع في حواره أبرز الذكريات العالقة في ذهنه، وعلاقته مع الأندية والإعلام بشكل عام في ثنايا الجزء الأول من الحوار فإلى التفاصيل: *بداية حدثنا عن آخر قرار اتخذته وهو اعتزالك التحكيم ..؟ ـ هذا القرار لم يكن وليد اللحظة, بل كانت هناك نية مسبقة لاتخاذه، فالحمد لله قضيت في هذا المشوار 25 عاماً منها 11 عاما حكما دوليا حتى عام 2013 م وبعدها أكملت موسمين في التحكيم المحلي استجابة لرغبة الإخوان الزملاء في لجنة الحكام. وبالنسبة لاتخاذي لهذا القرار في هذا الموعد, لأنني كنت مرشحاً لقيادة المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين, فرأيت أن هذا هو الوقت المناسب لاعتزال التحكيم بحضور الملك سلمان بن عبدالعزيز "يحفظه الله" لكن شاءت الأقدار أن يتم تكليف طاقم تحكيم أجنبي للنهائي، لذلك قررت الاعتزال النهائي وترك الفرصة للحكام الشباب. *ولماذا كانت لديك نية مسبقة للاعتزال؟ ـ واجهت انتقادات, سواء من الشارع الرياضي بأنني كبير في السن، حتى أن أحد الإعلاميين قال (أنا عرفت الرياضة ووجدت عبدالرحمن العمري حكماً) ولا أعرف لماذا هذا الانتقاد رغم حسن لياقتي وأدائي المميز، فلو نظرنا للاتحاد الإنجليزي على سبيل المثال تجد أن الحكام فيه فوق الـ50 عاماً وفوق الـ55 أيضاً، فالحمد لله ما قدمته فيه الخير والبركة. سر القرار • هل استشرت رئيس اللجنة عمر المهنا أو زملائك عند اتخاذ هذا القرار ؟ ـ بصراحة أخبرت رئيس اللجنة, الكابتن عمر المهنا خلال معسكر الحكام السابق في تركيا أن هذا الموسم هو الأخير لي فرد لي بقوله: " خير إن شاء الله "، كما شاورت عبدالرحمن الزيد والحكم خليل جلال وأناس كثر دعموني على هذا القرار. • هل واجهت ضغوطات عائلية لاتخاذ هذا القرار؟ ـ بالعكس الأهل ساندوني على اتخاذ هذا القرار. • هل أنت راض عن هذا القرار ؟ ـ طبعا هذا القرار من أصعب القرارات التي اتخذتها طيلة حياتي, نظراً للوقت الكبير الذي قضيته كحكم, فمن الصعب تركه مرة واحدة لكن أنا راض تماماً عن مشواري التحكيمي طيلة الـ(25) عاماً. • هل تمنيت أن تتراجع عن الاعتزال؟ ـ أقول لك أنا لا أسمح لأحد أن يشوه تاريخي, لأنني بدأت قويا واستمررت قويا ولهذا اتخذت هذا القرار. ذكريات وقرارات • نرجع بالذاكرة للخلف لأول مباراة قدتها كحكم ما هي هذه المباراة، وما القرار الذي تتذكره خلالها؟ ـ أول مباراة حكمتها على مستوى الدوري الممتاز كانت في المدينة المنورة وجمعت الطائي بالأنصار، وطبعا كأي حكم تدرجت في التحكيم للدرجات الأخرى (الشباب والناشئين والدرجة الأولى). * اذكر لنا قراراً اتخذته وكان غير صحيح وندمت عليه ؟ ـ أي قرار اتخذته أو أي حكم يتخذه في الملعب لا يتخذه إلا وهو متأكد 100 % أنه صحيح لكن من الممكن أن تشاهده في التلفزيون في إعادة المباراة أنه قرار خاطئ ومن داخلك تحزن وهذا كثير, لكنني لم أندم على أي قرار اتخذته طيلة مشواري. • وهل هناك قرارات اتخذتها اكتشفت فيما بعد أنها خاطئة ؟ - نعم هناك لقطات كثيرة لكن مازال عالقة في ذهني ركلة جزاء ضد الأهلي في مباراة الديربي أمام الاتحاد, حيث رأيتها في الملعب جزائية صحيحة 100 % بل لم يكن لديّ أي شك لكنني اكتشفت فيما بعد أن قراراي كان خطأ. حروب كلامية وإعلام - هل تتأثرون بالحرب الكلامية الخاصة بميول الحكم بين جماهير الناديين؟ ـ أنا أتكلم عن نفسي بصراحة في بداية مشواري, كنت أتأثر نعم عندما اكتسبت الخبرة ووصلت لمرحلة النضج لم تعد تؤثر فيّ مثل هذه الكتابات, بل وصلت لمرحلة أعرف من خلالها ماذا سيقال عني في الصحف. *هل تتابع الصحف يوميا؟ ـ ليست كل الصحف أنا أتابع الرياضية فقط، أخذ ما يفيدني منها لكن هناك كلام اقرأه وأرميه وكأني ما قرأته. *هل أنت مع أن يكون للحكم ميول؟ ـ ليس هناك رياضي دخل المجال إلا وله ميول. *هل ميولك الأهلاوية أثرت على بعض قراراتك؟ ـ من الذي قال لك أن ميولي أهلاوية... ثم أرى أن ميولي كانت داعمة لي وليست مؤثرة. *يقال بأن هناك 3 حكام للمهنا مدللون هم: الخضير و المرداسي وأنت ماردك على هذا الكلام ؟ ـ لا أوافقك الرأي، من الممكن القول إن هؤلاء هم البارزون في هذا الوقت، فبالنسبة للكابتن عمر المهنا يبحث عن المتفوق دائما سواء في نجران أو الطائف أو جدة أو الرياض. لجنة المهنا * المهنا أكثر رئيس لجنة تعرض للهجوم هل أنت مع رحيله ؟ ـ المهنا يسير على قاعدة من يعمل لا بد أن يخطىء ، لكن للأمانة فإني أرى أن إيجابياته أكثر من سلبياته لذلك أنا مع استمراره وأقول له " الشجرة المثمرة تُرمى بالحجارة ". *هناك من الحكام القريبين من المهنا من هاجمه بعد الاعتزال هل نرى العمري يسلك هذا الطريق؟ ـ أنا من المستحيل أن يكون هذا أسلوبي, سواء مع المهنا أو غيره ، لاني لو رأيت شيئا سلبيا في شخص أحدثه مباشرة بيني وبينه من أجل الإصلاح ولا اتجه للإعلام، ولو كان هناك استهداف للمهنا من قبل الحكام فهذه مصيبة. وأقول لعمر المهنا وغيره إن لم يكن لديك جديد تضيفه لا تسحب من رصيدك، ولم يحن الوقت لبعد المهنا, فلديه الكثير ليقدمه، فقد قدم الكثير من إحضار محاضرين للحكام لكنه في القوت نفسه لم يتصدَ لموضوع المكافآت. هل تخافون من الإعلام، ولماذا لا تتواصلون معنا؟ ـ كشخصي أنا لا أخاف من أحد، وابتعدنا عن الإعلام, لأننا ممنوعون بقرار من اللجنة، لكننا نتواصل مع الإعلام بالتطرق لقضية تخص حياتنا الشخصية وتدريباتنا دون التطرق لقضايا التحكيم والقرارات المتخذة, لأن هذا ممنوع. بماذا تصف الإعلاميين الذين يخرجون على الفضائيات وينتقدون التحكيم؟ ـ أغلبيتهم إعلاميو أندية وإذا وجد إعلامي محايد, فإنه لا يجد الترحيب من قبل الفضائيات، وهناك إعلاميون محايدون وينتقدونني ولكن لا أستطيع ذكر اسم معين حتى لا أنسى آخر. *هناك تسريبات للإعلام من داخل لجان التحكيم، هل أنت معها ؟ ـ بالتأكيد هناك تسريبات وأنا ضدها ولم أقم في يوم من الأيام بتسريب أي معلومة ولو فعلت لقلت لك، فمن الأشياء التي تحزنني أننا نكون في اجتماع مغلق ويشدد علينا بعدم البوح بهذه المعلومة ثم أخرج أجد هذه المعلومة منتشرة. اتهامات الضيف اتهم الحكم عبدالرحمن العمري الإعلام بإثارة جماهير الأندية على الحكام ، واصفاً علافته بجميع الأندية بالمميزة. ونفى العمري تهمة تشاؤم الاتحاديين من وجوده كحكم لهم في المباريات بقوله: " هذا أمر خاص بهم لكن لو عدت للواقع لم يكن هناك أي موقف لي معهم، فليس هناك أخطاء مؤثرة للاتحاد ارتكبتها حتى يتشاءمون أو يتفاءلون, بل بالعكس أخطائي كانت للاتحاد وليست ضده" وأشار إلى أن علاقته جيدة مع الأهلاويين، حاصرا من ينتقده منهم بالقلة القليلة، مشيرا إلى أنهم يعتبرون اخطائي مثل أي حكم آخر، نافيا في الوقت نفسه وجود أي خلاف مع الهلاليين. وعن علاقته مع النصراويين قال العمري: " لا يوجد معهم أي خلاف بل إنه قبل موسمين أدرت أربع مباريات بين النصر والأهلي في ثلاث بطولات مختلفة مما استدعى الأمير فيصل بن تركي للحديث معي بأنه ينوي إرسال خطاب استفسار للجنة الحكام لماذا كل مبارياتنا يحكمها عبدالرحمن العمري مع حبي وتقديري لك. وأضاف "بالنسبة للشباب لا يوجد لي موقف معهم، وكل الأندية على هذا المنوال, فالإعلام هو الذي يؤجج جماهير الأندية على الحكام".