القاهرة - محمد خالدفيما تظلل الشكوك موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة نوفمبر المقبل، بسبب أزمة فيروس كورونا، تلقي الأزمة بظلالها على المشهد السياسي الأمريكي ليس فقط لأمر إجرائها وبأية آلية، ولكن لتداعياتها على فرص ترامب في الفوز بولاية ثانية.وتفرض أزمة الوباء تحديات غير نمطية على الساحة السياسية الأمريكية، إذ من المتوقع أن تلقي بظلالها ليس فقط على الانتخابات، ولكن أعمق من ذلك في ما يخص السياسات الأمريكية على مختلف الأصعدة، وحتى موقع واشنطن في النظام العالمي.ويقول الكاتب الصحافي المتخصص في الشؤون الدولية، أسامة الدليل، لـ«البيان»، إنّ هناك حالة من التراجع في المشهد السياسي بالولايات المتحدة، أمام مشاهد أخرى مختلفة، من بين تداعيات جائحة كورونا، وأهمها المشهد الاقتصادي الخطير، فضلاً عما يخلفه الوباء من إصابات ووفيات، ما يجعل من استغلال المشهد سياسياً في الانتخابات أمراً ليس سهلاً على الإطلاق.ويشير الدليل إلى أنّ المشهد الراهن غيّر أولويات الأجندة الأمريكية، وأثار تساؤلات عديدة وأهمها «كيف ستواجه الولايات المتحدة تداعيات ما بعد الفيروس؟»، لافتاً إلى أنّ هناك أصواتاً تتحدث عن أن أمريكا تواجه اختباراً حقيقياً لقيادتها للعالم، الأمر الذي سيكون محل أهمية كبرى في الانتخابات المقبلة التي تحتم وجود رؤية للعالم في ظل ذلك التحدي الجديد الذي يواجه الولايات المتحدة ودورها في العالم.وأضافت جائحة كورونا أبعاداً جديدة مختلفة لنقاط القوة والضعف الخاصة بفرص ترامب في الفوز بولاية ثانية، ووضعت إدارته تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى، فيما تمثّلت نقاط الضعف في تأخر التنبؤ والاستجابة الخاصة بالفيروس، مع الاستهانة بحجم الجائحة ومخاطرها، حتى إن ترامب قبل تغيير طريقة تعاطيه مع الأزمة مؤخراً، قد تحدث عن تدارك سريع للوباء، مقللاً من أثره والنظرة التشاؤمية وتحذيرات منظمة الصحة العالمية.تعديل سياساتويضاف إلى نقاط التهديد ما خلفته الأزمة من تداعيات اقتصادية خطيرة مرشحة للتفاقم، فضلاً عن تزايد عدد الإصابات والوفيات، الأمر الذي قلل من شأنه ترامب مؤخراً، حينما قال إن نسبة الوفيات في الولايات المتحدة ضئيلة استناداً إلى عدد السكان مقارنة بدول أخرى، مدافعاً عن الإجراءات التي اتخذتها إدارته والتي وصفها بأنها جاءت في وقت مناسب.عدّل ترامب الذي اتبع سياسات صحية مخالفة لسابقه، وألغى برنامج الرعاية الصحية الشاملة أوباما كير، تعاطيه مع الأزمة، وبدأ يأخذ الأمور بجدية أكثر بالنظر لحجم الجائحة، ما يعالج نقاط الخلل السابقة في التعامل مع الوباء، فقد اتخذ مؤخراً جملة من الإجراءات الهادفة للسيطرة على الفيروس، وأعلن عن توفير أجهزة التنفس لكل الولايات التي طلبتها، فضلاً عن إجراء نحو ثلاثة ملايين فحص للكشف عن المصابين بالوباء.تحديات وصعوباتويمضي الدليل إلى القول، إنّ ترامب كان يباهي وحتى وقت قريب قبل كورونا بالإجراءات التي اتخذها، ومعدلات البطالة المتراجعة، إلّا أنّ الكثير من الأمور تغيرت بين ليلة وضحاها، إذ أصبح هناك ملايين العاطلين، بما يؤثّر بشكل كبير في المجتمع الأمريكي، ويفرض تحديات وصعوبات جمّة. ويضيف: «الأمور الآن بخصوص الانتخابات غير واضحة بشكل كبير، في ظل تراجع المشهد السياسي، ووجود العديد من التحديات والأولويات الجديدة». جاءت نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة لمصلحة ترامب رغم الجائحة، ومن بينها استطلاع مركز بحوث الرأي بجامعة مونماوث الأمريكية، الذي عد 50 في المئة من المشاركين فيه أن ترامب أبلى بلاءً حسناً في التعامل مع الأزمة حتى الآن، وذلك بخلاف نقاط القوة السابقة التي تعطي ترامب الأفضلية، ولا سيما المرتبطة بخطابه الشعبوي الذي يجد حضوراً بالشارع، والسياسات القومية التي يتبعها، بما في ذلك سياسات الهجرة واللجوء. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :