السديس يشرح حال نعيم أهل الجنة في سورة «الطور»

  • 6/19/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استأنف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، درسه الأسبوعي المعتاد في المسجد الحرام بتفسير (سورة الطور) من تفسير كتاب «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» للشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - وشرح ما جاء من حديث (المسح على الخفين). وقد بدأ من الآية 24 في قوله تعالى (ويطوف عليهِم غلمان لهم) أي: يدور عليهم لخدمتهم ولتقديم التكريم لهم، والغلمان هم الشباب، وفي الكمال والجمال (كأنهم لؤلؤ مكنون) اللؤلؤ هنا أي الرطب الذي يكون طازجا من حسن وبهاء، يدورون عليهم بالخدمة وقضاء ما يحتاجون إليه وهذا يدل على كثرة نعيمهم وسعته، وكمال راحتهم. وانتقل إلى الآية 25 في قوله تعالى (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) حينما يقبل البعض على البعض هذا فيه نوع من التكريم للمؤمنين ولهذا يكون أهل الجنة قريبين من بعضهم بل يقتربون أكثر فأكثر ليتساءلوا عما كانوا عليه في أمور الدنيا ليستأنسوا، ويتابع بالآية 26 في قوله تعالى (قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) وهنا كلمة «قالوا» ذكر وبيان الذي أوصلهم إلى ما هم فيه من الحبور والسرور: و «إنا كنا قبل» أي: في دار الدنيا «في أهلنا مشفقين» أي: خائفين وجلين، فتركنا من خوفتنا الذنوب، وأصلحنا لذلك العيوب. ثم انتقل الشيخ الدكتور السديس إلى الآية 27 (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) «فمن الله علينا» أي أكرمنا بالهداية التي يهدي بها من يشاء، «ووقانا عذاب السموم» أي سموم النار التي لو أتت على الأرض لحرقت ما عليها وهذا العذاب الحار الشديد، وتابع من الآية 28 في قوله تعالى (إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم) أن يقينا عذاب السموم، ويوصلنا إلى النعيم، وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة أي: لم نزل نتقرب إليه بأنواع القربات وندعوه في سائر الأوقات «إنه هو البر الرحيم» فمن بره ورحمته بنا، أنالنا رضاه والجنة، ووقانا سخطه والنار. وبين في الآية 29 قوله تعالى (فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون) بأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يذكر الناس، مسلمهم وكافرهم، لتقوم حجة الله على الظالمين، ويهتدي بتذكيره الموفقون، وأنه لا يبالي بقول المشركين المكذبين وأذيتهم وأقوالهم التي يصدون بها الناس عن اتباعه، مع علمهم أنه أبعد الناس عنها، ولهذا نفى عنه كل نقص رموه به فقال: «فما أنت بنعمة ربك»، و «بكاهن» أي: له قرين من الجن، يأتيه بأخبار بعض الغيوب، التي يضم إليها مئة كذبة و «ولا مجنونٍ» أي: فاقد للعقل، بل أنت أكمل الناس عقلا، وأبعدهم عن الشياطين، وأعظمهم صدقا، وأجلهم وأكملهم.

مشاركة :