تنديد دولي بقرار ترامب وقف تمويل «الصحة العالمية»

  • 4/16/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قوبل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن بلاده ستوقف مساهمتها المالية في منظمة الصحة العالمية التي بلغت 400 مليون دولار العام الماضي، بعاصفة غضب دولية وانتقادات واسعة النطاق، وأعرب مدير عام المنظمة تيدروس ادانوم جيبريسوس عن الأسف للقرار الأمريكي، وأكد أنه «لا وقت نضيعه» و«مهمتنا الوحيدة» هي إنقاذ الأرواح من الوباء، في حين أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي: إن القرار خطر وغير قانوني وسنسعى لإلغائه.وأمر الرئيس الأمريكي بتجميد تمويل المنظمة إلى حين مراجعة دورها «في سوء الإدارة الشديد، وإخفاء تفشّي فيروس «كورونا» المستجدّ». وقال: إنه لو قدمت المنظمة تقييماً دقيقاً للوضع في الصين؛ حيث ظهر المرض لأول مرة أواخر العام الماضي؛ لكان بالإمكان احتواؤه وتقليل عدد الوفيات.وانتقد قادة العالم، الرئيس الأمريكي الذي قلل في البداية من أخطار الفيروس الذي أدى إلى أكبر عدد من الوفيات في العالم في الولايات المتحدة. وأعرب مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أمس الأربعاء، عن «أسفه» لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف تمويل بلاده للمنظمة، مؤكداً أنها «ستعمل مع شركائها؛ لسد النقص». وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس: «نعمل مع شركائنا؛ لسد أي نقص قد نواجهه، ولتفادي أي توقف في أعمالنا». وقبل ذلك، علق جيبريسوس على قرار ترامب بقوله على حسابه على «تويتر» «لا وقت نضيعه. الشاغل الوحيد لمنظمة الصحة العالمية مساعدة كل الشعوب؛ لإنقاذ الأرواح ووضع حد لتفشي فيروس «كورونا» المستجد».ومن نيويورك، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس قرار ترامب، وعبر عن أسفه الشديد مؤكداً أنه «ليس الوقت المناسب لتقليص تمويل عمليات منظمة الصحة العالمية» التي «يجب أن تلقى دعماً؛ لأنها أساسية لجهود العالم من أجل كسب الحرب ضد كوفيد-19».ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية والآلاف من موظفيها، تقف على الخطوط الأمامية، وتدعم الدول الأعضاء ومجتمعاتها، ولا سيما الأكثر ضعفاً منها عبر التوجيه والتدريب وتقديم المعدات والخدمات المنقذة للحياة أثناء مكافحة الفيروس.    وأعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن «أسفه العميق» لتعليق المساهمة الأمريكية في منظمة الصحة العالمية في قرار أعلنه الرئيس، دونالد ترامب، ليل الثلاثاء/الأربعاء. وكتب بوريل في تغريدة «ليس هناك أي سبب يبرر» هذا القرار، في وقت تُعد جهود منظمة الصحة العالمية «ضرورية أكثر من أي وقت مضى؛ للمساعدة في احتواء وتخفيف (انتشار) الوباء العالمي». وأضاف: «فقط عبر توحيد القوى يمكننا التغلب على هذه الأزمة التي لا حدود لها».واستمراراً للاستياء الدولي الواسع، دانت ألمانيا تعليق ترامب المساهمة المالية للولايات المتحدة في المنظمة، معتبرة أن «اللوم لا يفيد» في فترات وباء «كوفيد-19» العالمي.وكتب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في تغريدة على «تويتر» «علينا العمل بتعاون وثيق ضد كوفيد-19». وأضاف إن «أحد أفضل الاستثمارات هو تعزيز الأمم المتحدة، خصوصاً منظمة الصحة العالمية التي ينقصها التمويل، مثلاً لتطوير وتوزيع معدات الفحص، ولقاحات».وأضاف الوزير: إن «إلقاء اللوم لا يفيد» في الظروف الصحية الحالية، موضحاً: إن «الفيروس لا يعرف حدوداً».وأعربت الصين أيضاً عن «قلقها الشديد» بعد قرار الرئيس الأمريكي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان: إن «هذا القرار سيُضعف قدرات منظمة الصحة العالمية وسيقوّض التعاون الدولي ضد الوباء». وحثّ تشاو الولايات المتحدة على «تحمل مسؤولياتها، والتزاماتها بجدية، ودعم الجهود الدولية ضد الوباء التي تقودها منظمة الصحة العالمية».واستنكرت وزارة الخارجية الروسية القرار الأمريكي واعتبرت أن الشغل الشاغل لواشنطن دائماً هو العثور على «مذنبين»، وإظهار «براءتها من كل الذنوب». وقالت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، «السياسيون في هذا البلد (الولايات المتحدة) دائماً ينشغلون بالبحث عن مذنب، المسؤولون عن الوباء هم الصين، ومنظمة الصحة العالمية، وفي خسارة (هيلاري) كلينتون الانتخابات، روسيا، وفي مشكلات الطبابة في أمريكا، (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين شخصياً. الشغل الشاغل لهم هو العثور على أنبوب الاختبار الأسطوري وتقديمه للعالم كدليل على ذنب الآخرين، وبراءتهم من كل الذنوب».

مشاركة :